قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في فوائد الآية:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ** [البقرة : 206]
" من فوائد الآية:
1- أن هذا الرجل الموصوف بهذه الصفات يأنف أن يؤمر بتقوى الله؛ لقوله تعالى: ** أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ** فهو يأنف، كأنه يقول في نفسه: أنا أرفع من أن تأمرني بتقوى الله عزّ وجلّ؛ وكأن هذا الجاهل تعامى عن قول الله تعالى لأتقى البشر: ** يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ** [الأحزاب: 1] ؛ وقال تعالى في قصة زينب: ** وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ** [الأحزاب: 37] .
2- ومنها: البلاغة التامة في حذف الفاعل في قوله تعالى: ** وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ **؛ ليشمل كل من يقول له ذلك؛ فيكون رده لكراهة الحق.
3- ومنها: التحذير من رد الناصحين؛ لأن الله تعالى جعل هذا من أوصاف هؤلاء المنافقين؛ فمن رد آمراً بتقوى الله ففيه شبه من المنافقين؛ والواجب على المرء إذا قيل له: « اتق الله » أن يقول: «سمعنا، وأطعنا» تعظيماً لتقوى الله.
4- ومنها: أن الأنفة قد تحمل صاحبها على الإثم؛ لقوله تعالى: ** أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ **.
5- ومنها: أن هذا العمل موجب لدخول النار؛ لقوله تعالى: ** فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ **.
6- ومنها: القدح في النار، والذم لها؛ لقوله تعالى: ** وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ **؛ ولا شك أن جهنم بئس المهاد.
من " تفسير القرآن الكريم " سورة البقرة
***
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولاإله غيرك .
وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل اتق الله فيقول عليك بنفسك "
السلسلة الصحيحة