قصة كتبها / مفلح الهاجري
كنت أتمشى ذات يوم على كورنيش الدوحة, بصحبة ابن عمي عبدالله, وسألني عن أحوالي وعن صحتي وآخر أخباري.. فقلت له: آآه يا بن عمي لو تعلم..
عبدالله: ما بك؟
فقلت له: متألم جدا.
عبدالله: خيرا إن شاء الله؟
فقلت : أبك من يحفظ السر؟
عبدالله : مستودعك.
فقلت: منذ أسابيع قليلة خرجت مع صديقي محمد في نزهة, وفتحت درج سيارته فوجدت صورة ملكة جمال أذهلني جمالها وتيمني حسنها.
عبدالله : هاه (يريدني أن أستطرد في حديثي ).
قلت.. فسألت محمدا.. ما اسمها ؟
محمد: إسمها ( مسعده ).
فقلت وماذا تعرف عنها ؟
محمد: إنها من أجمل ما رأيت.
فقلت لم أسألك عن رأيك في جمالها وإنما عنوانها.
عارضني عبدالله قائلا -وقد زاد اتساع مقلتيه- وماذا تريد من عنوانها؟!!!
فقلت: لقد أعجبت بها ... بل أحببتها وأريدها خالصة لي.
عبدالله - وقد حاول كتم غضبه-: حسنا أكمل.
قلت: قال محمد نعم أعرف عنوانها.
فقلت لمحمد: وأين أجدها؟
محمد: إن الذي يقوم على رعايتها رجل يدعى ( علي الفلاني ) وهو ساكن في منطقة الريان.
فبحثت عنه حتى وجدته.
قال عبدالله: أهي جميلة لدرجة أن تذهب بنفسك وتسأل عنها؟
فقلت له: ياعبدالله ( وقلّبت النظر أعلى وأسفل ويمينا وشمالا لاستلهام وصف جمالها ), هي .. هي .. مهرة بمعنى الكلمة
عبدالله: أكمل أكمل .. والله ما ظننتك هكذا أبله!!! تجد صورتها في درج سيارة صديقك, ويعرف عنها كل شيء, وتقول.. أحببتها ( يقولها بتهكم)
فقلت له: أنت لا تقدر ما أحسست به تجاهها, ولن أكمل لك بقية القصة.
عبدالله: ( علي الطلاق ان تكمل )- مع ابتسامة اعتذار خفيفة – ( طبعا لأنه زوج أختي فقط أكملت له القصة )
قلت : فذهبت إلى عنوان السيد علي هذا .. واستأذنت بالدخول, فدخلت حتى وصلت المجلس وبادرت بالسلام على اهله.
السيد علي: وعليكم السلام ورحمة الله .. أهلا وسهلا.. تفضل.. وأمر بالقهوة, وبينما هو جالس وأنا أحتسي القهوة, نظرت إلى الجدار فوق رأسه فرأيت صورة فيها ملامح ( مسعده )
فقلت للسيد علي: إن الصورة التي فوق رأسك تذكرني بصورة مسعده.
قال: صدقت , فهذا أبوها.
قلت: وأين مسعده؟ هل لي أن أراها؟ لأني في الحقيقة رأيتها في صورة فما تمالكت نفسي وإن لي رغبة شديدة في رؤيتها عيانا بيانا.
السيد علي: لو أنك جئت قبل ثلاثة أشهر لرأيتها, ولكن يرحمها الله فقد ماتت.
وقع علي الخبر كالصاعقة, وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون.. وكيف ماتت؟
السيد علي: إثر مرض لم نعرف له دواء ويفعل الله ما يشاء.
قلت: والله ما رأيت مثل جمالها..
عارضني عبدالله وقال : إنك تكذب علي ولا شك.. أي ( علي ) هذا الذي يسكت وأنت تقول له ما قلت ونحن لدينا عادات وتقاليد وتعرف أنه لا يجوز هذا الكلام.
فقلت له: لم أنته بعد..
عبدالله: نعم أكمل.
قلت: قال السيد علي: الجمال موجود فأنت لم تر أخواتها..
( هنا صد م عبدالله ولكنه سكت مجاراة لي ).
قلت: وهل من الممكن أن أرى أخواتها..
السيد علي: بالطبع
ثم أخذني معه إلى الاسطبل فقال: انظر.
فقلت: ما شاء الله.
عبدالله: ما شاءالله!!! على ماذا؟!!!
قلت: على أخوات مسعده.
عبدالله: أخوات مسعده !!! ماذا يفعلن في الإسطبل؟.
قلت: عجباً! وأين تكون الخيول إذن.
فما كان من عبدالله الا أن التفت الي ولكمني لكمة أخرجتني عن الطريق، وقال: تكذب علي وتستغفلني؟!
قلت: لم أكذب عليك في أي شيء.
عبدالله: تقول إنها فتاة جميلة, وأنك أحببتها, وتريدها زوجة لك.!!
قلت: لم اقل ذلك يا عبدالله, بل قلت إنها مهرة بمعنى الكلمة, وأنا فعلا أحببتها ولكن ليست كزوجة, بل خالصة لي أي ملكا لي.
انتهت القصة,,,
والسؤال هو:
متى عرفت أن ( مسعده ) فرسا؟