ولمَ لا تكون كذلك !!!
أيسهل علينا ذلك ؟
أم أن الأمر مستحيل ؟
ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع ومناقشته ، هي كثرة المشاكل التي تعانيها بعض الزوجات مع أخت زوجها ، أو بعض الأخوات من زوجة أخيها ...
وكذلك وصلتني رسالة عبر هاتفي آلمتني جدا ...
نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية ... آمين
ولقد آلمني جدا جدا ما وصل إليه حال بعض الأسر المسلمة بسبب مشاكل تافهة قد تقع بين الاثنتين ...
والمقصود بهذا الطرح ..
ما هي الطرق الممكنة والوسائل التي تعين الأخت أو زوجة الأخ ، على كسب الأخرى ومحبتها لوجه الله ؟
أولاً لابد للأخت من مساعدة أخيها ونصحه في اختيار المرأة الصالحة الجديرة بأن تكون زوجته وأم صالحة لأبنائه ... طبعاً لا يوجد إنسان كامل بكل المقاييس ، ولكن يوجد من هو المناسب والأفضل حالاً ..
يجب أن يراعى الدين والخلق كركيزة أساسية في الاختيار ثم تأتي الأمور الأخرى ...
ولكن هناك بعض الحالات يقوم الأخ باختيار شريكة حياته بدون الرجوع لأسرته ، أو قد لا يطلب معونة أمه وأخته في ذلك ... ولكن ما إن يحدث ذلك غالباً ترضى الأم إكراما لإبنها ، لذلك يتوجب على الأخت أن ترضى ولا تفتعل المشاكل وخصوصاً إن سارت الأمور بشكل رسمي وشرعي ...
وأحياناً تختار الأم زوجة لابنها ... ويرتضيها الأخ ... ولكن المصيبة أنها لا ترضي ذوق الأخت ... أو قد تكون للغيرة دور في ذلك ... وقد تكون فعلا غير مناسبة ... ولكن نصيحتي للأخت أن توجه فقط وتنصح بشكل مهذب وتبين ... فقط ... لا تهديد ولا وعيد ... والله سبحانه وتعالى قد قدر الأمور كلها ..
ما إن يتم الاختيار ويتم الزواج ... هنا يبدأ الاحتكاك اليومي بالأسرة ، فها هو عضو جديد قد دخلها ولا يعرفون طباعه بعد ، وإن كان من القرابة ، فكل أسرة ولها طباعها وتربيتها وتنشئتها الخاصة ...
يجب على الأسرة أن تتفهم جيداً أن هذه الضيفة الجديدة لها حقوق وعليها واجبات ... سواء كانت في منزل العائلة ، أم منزل منفصل عنهم ...
يجب عليهم مراعاة أن هذه الضيفة قد تخجل منهم في بداية الأمر ، فلا يعتقدون أنها متكبرة مثلاً لا تريد أن تشاركهم طعامهم ، أو يعتقدون مثلاً أنها تريد أن تسرق ابنهم منهم ...
لا ... لا بد من حسن الظن ... وللزوج دور كبير في التقريب بينهم
ويوماً بعد يوم ... تزيد اللقاءات وتتعدد المواقف الايجابية والسلبية ... فلا يجب على الأخت أو الزوجة تصعيد أي خلاف ، ولا يجب على الزوج التحيز لطرف دون آخر فهذه زوجته وتلك أخته ...
وصدقاً أقولها أن حسن الاختيار وحسن التعامل ، وغض الطرف عن الأخطاء والنصح بالمعروف ، والهدية ، له عظيم الأثر في توطيد العلاقات وجعلها أخوة حقيقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
فهل تعتقد الأخت أنها إذا قامت من بداية زواج أخيها بمساعدته مادياً ومعنوياً ، ومساعدة زوجته في إعداد حفل زواجها ، وإكرامها بالكلمة الطيبة وامتداحها أمام زوجها وذكر سيرتها الطيبة ، ومعاونتها في شؤون أسرتها بالمعروف ، دون التدخل المستمر ومضايقتها ، مساندتها في مرضها ، وفي أفراحها وأحزانها ، وتساندها إن طلبت منها النصيحة في مشاكلها مع زوجها ، أفبعد هذا كله ، تتوقعون أن تسيء العلاقة بينهما ؟
أنا لا أتوقع ذلك ... وإن حدث فهو قليل جدا ... وهذا ما أسميه نكران المعروف .
وأنتي أيتها الزوجة ... لا تحزني من كل كلمة ولا تفسريها بسوء ظن ، بل أحسني الظن بأخت زوجك ، فهي شقيقته ، وعمة أبنائك ، فلا تسيئي لها بقول أو فعل ، واحرصي أن تقربي بينها وبين زوجك لا أن تبعديها عنها ، فأنتي كذلك لكِ أخوة والجزاء من جنس العمل ... واحرصي على الاندماج والتفاعل الايجابي في هذه الأسرة لأنكِ بقبولك وموافقتك على الزواج بابنهم أصبحتِ جزءاً منهم ...
احرصي أيتها الزوجة على كسب أخت زوجك فقد تكون لكِ خيراً من شقيقتك ...
وأتي كذلك أيتها الأخت احرصي على كسب زوجة أخيك فقد تكون أحن عليكِ من شقيقك ..
وأخيراً أقول :
(( *:* مــن أجـــل عــيــن تــكــرم ألــف عــيــن *:* ))