موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 20-05-2009, 08:43 PM   #1
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي كسر غرور البشرية ..( للشيخ المنجد )

كسر غرور البشرية
الشيخ/ محمد صالح المنجد


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله..

أما بعد..

﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر: 22-24]، ﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾[الأعلى: 2-3]، ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ﴾ [آل عمران: 26].

وهو القائم على كل نفس بما كسبت،
﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255]،
لا يؤوده حفظهما: لا يتعبه، ولا يشق عليه، ولا يعجزه ولا يغلبه، وهو سبحانه العلي العظيم: فهو العلي في ذاته، وهو العلي في صفاته، وهو سبحانه على كل شيء قدير.

تعالى وتقدّس -عز وجل- تباركت أسماؤه، بيده الملك، وهو على كل شيء قدير، يعلم ما في السماوات وما في الأرض، علاَّم الغيوب، وهو الله الذي يعلم سركم وجهركم، وأولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، ورزقكم وآجالكم، يعلم بواطن الأمور، وخفايا الصدور، سبحانه وتعالى له العلم التام من جميع الوجوه، الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، خلق لنا هذا في السماوات والأرض، وأمرنا أن نمشي في الأرض، وأن ننظر في ملكوت السماء، سخّر لنا ما في السماوات والأرض، ليكون منه طعامنا ولباسنا ومسكننا؛ ليكون منه قوام الحياة، وخلق لنا من أنفسنا أزواجًا؛ لنسكن إليها، وجعل بيننا مودة ورحمة، ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53]، عّلم الإنسان ما لم يعلم، وهو -سبحانه وتعالى- العليم، ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:1-5].

فعلمهم -سبحانه وتعالى- حتى الصناعات، وعلم النوح النجارة، وعلم داود صناعة الحديد، علم البشر حتى هذه اللغة العربية، كانت وحيًا، علمها الله -عز وجل- لإسماعيل، فعلمها للعرب، وأنزل الله بها هذا القرآن، هذه العلوم الكثيرة التي تنتشر اليوم، إنما هي من تعليم الله للبشر، وكل هذه الصناعات إنما هي من خلق الله تعالى، ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 96].

وجعل -سبحانه وتعالى- هذه العلوم تقود إليه، وتدل عليه، كل ما في السماوات وما في الأرض يدل على الله، ويقود إليه، نتعلم منه –سبحانه- وحدانيته، نراها في خلقه، ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ﴾ [محمد: 10]، غرور البشر بعلمهم ونكران الوصاية الإلهية، والمفترض أن هذه العلوم الدنيوية تزيدنا إيمانًا؛ لأنها تدلنا على الله، ونرى في مخلوقاته من آياته ما يزيد الذين آمنوا إيمانًا، ﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 185]، وما بث من دابة -سبحانه وتعالى، لكن أهل الشقاء لما صار عندهم من علم الدنيا ما صار، كان ذلك سببًا في غرورهم وازديادهم كفرًا، فلما صارت لديهم الثورة الصناعية والمكتشفات والمخترعات تتولد من بعضها البعض، ويتضاعف عدد المعلومات في العالم في شتى الحقول الطبية والعلمية المختلفة، كل ثمانية عشر شهرًا تتضاعف عدد المعلومات في العالم، فأدى ذلك إلى تقديس الدنيا والتعلق بها، والاغترار بالمنجزات، الاغترار بالمعلومات، حتى قالوا: انتهى الإله! وانتهى عصر الوصاية الإلهية! وولى زمن العبودية! وأفل عصر الإيمان والغيبيات، وجاء عصر هيمنة العلم! وقال قائلهم –إرنست- في كتابه (مستقبل العلم): إن العلم سينقذ الإنسانية، وإن العصر الذي يسود فيه العقل وتصل فيه الإنسانية إلى الكمال آتٍ بلا ريب.

وقال قائلهم الملحد العربي: وإذا كان القدماء قد وضعوا عقائدهم بناء على سؤال الأمراء والسلاطين، أو بعد رؤية صالحة للولي أو النبي، أو بعد استخارة الله، فإننا وضعنا هذا دون أي سؤال من أحد أو رؤية استخارة، فإننا نستعين بقدرة الإنسان على الفهم والفعل. [من العقيدة إلى الثورة 44 و 50].

ذم الجهل والغفلة عن العلم الحقيقي:

أوجدوا الخصومة بين الدين والعلم الدنيوي، وكانت الاكتشافات الحديثة سببًا لغرور صانعيها وفخرهم، ﴿
فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [غافر: 83]، فرحوا بما عندهم من علم الدنيا، والعلم المادي، وسخروا من العلم الإيماني والعلم الروحي وعلم الآخرة، وهذا هو الفرح المذموم المؤدي للعقاب، استغنوا بما عندهم من علم الدنيا عن الوحي، قيل: لسقراط -وقد سمع بمجيء بعض الأنبياء: لو هاجرت إليه؟ فقال: نحن قوم مهديون فلا حاجة بنا إلى مَن يهدينا. [الظلال: 6/274]، فغرتهم القوة والعمارة، والله –تعالى- قال لهم: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء: 85].

فما أتاهم من علم فمنه، فهو الذي كشفه لهم، ولولا أنه أقدرهم على الاختراع والاكتشاف ما فعلوا ذلك، وما أطلعهم إلا على شيءٍ قليل، وهو يحيط بكل شيء علمًا، وصف الله الإنسان بأنه ظلوم جهول، ظلوم لنفسه، جهول بأمر الله وبعاقبة الأمور، ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الروم: 7]، كما قال الله فيهم، يعني: من أمر معاشهم، كما يقول البغوي، والتنعم بملاذ الدنيا، فكأن علومهم علوم البهائم؛ لأنها تتعلق بالملذات: بالبطن والمأكولات والملبوسات والمصنوعات والأجهزة والترفيه باللعب، وبالصحة والقوة والبدن، وبالمسكن، ونحو ذلك من الأشياء الدنيوية، فهي علوم بهيمية من جهة أنها لا تؤدي إلى مزيد إيمان بالله واليوم الآخرة.

العلم الذي لا يؤدي إلى خشية الله خطير، ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم:7] ساهون جاهلون، لا يتفكرون فيها، وأكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها، فهم حذاق فيها أذكياء، في تحصيلها وفي وجوه المكاسب، لكنهم غافلون عما ينفعهم في الآخرة، فتراه في عالم الاستثمارات المالية ذكيًّا أَلْمَعِيًّا، تراه في علم الدنيا قد يكون في طبٍّ أو هندسةٍ، أو تقنيةٍ مبدعًا، في برمجةٍ أو تصميمٍ مبدعًا، ولكنه فيما يدل على الله، والعلم بدينه، وفي أحكام الطهارة، وفي فقه الصلاة، وفي كيفية الحج وصفته فاشل، في تفاصيل أحكام الزكاة جهول، حتّى في فقهِ النكاحِ والطلاقِ والوصية والرهن والكفالة والحوالة، وأنواع البيوع متخَلِّفٌ، وفيما يكون في الآخرة من البعث والنشور والجزاء والحساب والحشر، والصراط والحوض والميزان والجنة والنار والقصاص والوقوف بين يدي الله ما دَارَ ذلك في باله، ولا يعرف من تفصيله إلا القليلَ النادر مع أن الله قد أخبرنا بتفصيلات عن اليوم الآخر يشيب لها الولدان، وذكر لنا من أنواع النعيم في الجنة وتفصيلات العذاب في النار، ما يزيد إيمان المؤمنين، وما يرتقي به العبد إلى رتبة عظيمة عند رب العالمين، لكن هؤلاء يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا فقط وهم عن الآخرة غافلون، وظاهرًا من الحياة الدنيا، يعني هنالك أشياء باطنة في الحياة الدنيا من عواقب الأشياء عواقب المخترعات، ما ستؤدي إليه هذه الاكتشافات والأجهزة والآلات بعد ذلك من الويلات أو الأمراض، غافلون؛ لأنهم يكتشفون بعد مدة أشياء من ذلك، بعد ذلك يعجزهم ما يعجزهم حتى من أمور الدنيا، كم من مجال حاولت فيه البشرية فعجزت؟! كم من حقل من حقول المعرفة حاولت فيه ففشلت وباءت بالخذلان؟! هل يعلمون عدد نجوم السماء؟! كلا والله، لا يزالون يقولون اكتشفنا كوكبًا لم نكن قد اكتشفناه في مجموعتنا الشمسية، فضلاً عن المجموعات الأخرى، وسموه باسم جديد، اكتشفنا كوكبًا جديدًا قريبًا من مجموعتنا الشمسية.

ثَمةَ أمثلةٌ على غرورهم وأخذ الله إياهم:

عندما خرجوا إلى الفضاء، جعلهم يغترون حتى سموا مكوكهم الفضائي (Challenger to God) المتحدي لله، وأطلقوه في عام 1986 فانفجر في الجو بعد انطلاقه بـ (73) ثانية، وتسبب في مقتل رواده السبعة، بعد أن مكثوا مدة طويلة يهيئون ويعدون للرحلة والمكوك وتدريب هؤلاء الرواد، وأنفقوا في ذلك ما أنفقوا ليؤدبهم ربهم بهذا الانفجار الذي حول المكوك إلى ما يشبه الألعاب النارية في الليل لينزل فتاتًا على الأرض، فيسموا بعد ذلك المكوك الجديد ديسكفري المكتشف، تراجعًا وتأدبًا، الآن بعد سوط التأديب نزلت من تالشنجر إلى ديسكفري.

ماذا قالوا عن سفينة تايتانك لما صنعوها في عام 1912 في أول رحلة لها من انجلترا إلى أمريكا بهذا التصميم الفريد والهيئة الضخمة، وما فيها من وسائل الإنقاذ العجيبة، قالوا: السفينة التي لا تعرف الغرق، بل اغتر قائلهم حتى نص على أن الله لا يستطيع إغراق هذه السفينة، فغرقت ومن عليها في أول رحلة لها في تلك الحادثة التي سجلوها حتى بأفلامهم، ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:102].

صمموا مدينة من المدن في بلد تكثر فيه الزلازل بطرازٍِ فريدٍ، وتقنيةٍ فذةٍ، ومبانٍ متطورةٍ، وأنظمةٍ تقاومُ الزلازلَ، وتنبئ عنها قبل حدوثها، وأنفقت المليارات، فضربها زلازل دمَّر آلاف المنازل فيها في ثوان معدودة، وتصدعت سكك القطارات، ورجّت المدينة، وفزع الناس، وكأن القيامة قامت وهم يرون هذه المنشآت العملاقة والمباني الضخمة والجسور المنيعة تتهاوى أمامهم كأنها ورق!. كن فيكون.

أما العجز الطبي؛ فإنهم لا يزالون يقفون حائرين عاجزين أمام عدد من الأمراض رغم تقدمهم في علاج أمراض كثيرة، واكتشافات طبية كثيرة، وليس العيب في الاكتشاف، فالله أمرنا أن نكتشف، وأمرنا أن ننظر، وأمرنا أن نختبر، وأخبرنا أنه ما أنزل داءً إلا أنزل له دواءً، بل أعان الله تعالى البشرية بدلالتها بالوحي على مكامن الدواء، وأخبرنا أنه يوجد مكمن للدواء في العسل والحبة السوداء، في العود الهندي، في القسط البحري، والسنا والسنوت والحناء، أخبر -سبحانه وتعالى- عن مكامن الدواء، لكن الغرور العلمي الذي يتبجحون به أنهم اقتربوا من صناعة الحياة، والخلية الحية، لقد صنعوا دمية فيها مجسّات، وفيها جلد يشبه الجلد الطبيعي، وفيها من أنواع العمليات البيولوجية بزعمهم، واستخدمت في الفساد والشر، لما اغتروا بما عندهم جاءتهم هذه الأمراض الجديدة على البشرية، مرض الإيدز.. ما زالوا عاجزين عن إيجاد علاج له، السرطانات بأنواعها ما زالت الأمور في بداياتها، ولم يصلوا إلى علاج فعّال ناجح في السرطانات كلها يقضي عليها، مرض الزهايمر وتلف خلايا المخ لم يتوصلوا إلى الآن إلى علاج ناجح له، وهو يتسبب في موت مئة ألف تقريبًا في أمريكا وحدها سنويًّا، وما زالوا يقولون: العسكريون الفلانيون في المكان الفلاني أصيبوا بفيروس غامض، وظهر مرض كذا في مكان كذا.

الوباء الجديد: أنفلونزا الخنزير

أثارت منظمة الصحة العالمية الفزع ببياناتها الواحد تلو الآخر، ورفع درجات التحذير من أربعة إلى خمسة، تركيبة [H1N1] غير مألوفة. غير معهودة. نوع جديد. فيروسات عنيدة. فيروسات متطورة. ووزير الصحة الياباني يقول: صنع اللقاح يتطلب عادة بين ثلاثة وسبعة أشهر. منظمة الصحة العالمية تقول: إن إنتاج الجرعات الأولى من اللقاح يتطلب 4 أشهر إن جرت الأمور على ما يرام. هناك خشية من التحول إلى وباء عالمي. انتشر المرض من المكسيك إلى أمريكا عشرات الإصابات في أوروبا، آسيا استراليا. إغلاق آلاف المدارس في المكسيك. منع المصافحة، ومنها مصافحة الرجال للنساء، منع التقبيل والعناق، ومن ذلك ما يكون من المحرمات، وإغلاق حانات الخمور وصالات السينما والمراقص، حتى المدارس والكليات، تحذيرات دولية إعلان لحالات الطوارئ، منع استيراد الخنزير، منع استيراد لحوم الخنزير، ثم الأمر بإعدام الخنازير.

الله أكبر، عندما ينزل عيسى بن مريم حكمًا عدلاً وإمامًا مقسطًا، سيكسر الصليب ويقتل الخنزير في كل الأرض، في دولة عربية 250 ألف خنزير ماذا تعمل؟ والله يقول: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ﴾ [المائدة: 3]. ﴿قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ [الأنعام: 145].

قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَْصْنَامِ) متفق عليه. قال العلماء: لأَِنَّهُ مَظِنَّةُ التَّلَوُّثِ. الموسوعة الفقهية (3/240) حاشية ابن عابدين.

قال بن عاشور: إنه يتناول القاذورات بإفراط. التحرير والتنوير (1/493).

قال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط: لأنه يقلع الغيرة ويذهب بالأنفة، فيتساهل الناس في هتك المحرم وإباحة الزنا.

وقال الخطيب الشربيني في تفسيره: الغذاء يصير جزءًا من جوهر المتغذي، ولا بد أن يحصل للمتغذي أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المنهيات، فحرّم أكله على الإنسان لئلا يتكيّف بتلك الكيفية؛ ولذلك فإن الفرنج لما واظبوا على أكل لحم الخنزير أورثهم عدم الغيرة؛ فإنّ الخنزير يرى الذكر من الخنازير ينْزو على الأنثى التي له ولا يتعرّض له لعدم الغيرة. اهـ. وذكر نحو ذلك قال ابن عادل والألوسي.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة: "أن أهل الخبرة ذكروا أن أكله يولد الدود في الجوف". اهـ.

وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين قيل: إن مِن خُلُقِ هذا الحيوانِ النجسِ قلةَ الغَيرة، فإذا تغذى الإنسان به فقد تسلب منه الغيرة على محارمه وأهله؛ لأن الإنسان قد يتأثر بما يتغذى به، ألا ترى إلى نَهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير؟ لأن هذه السباع وتلك الطيور من طبيعتها العدوان والافتراس، فيخشى إذا تغذى بها الإنسان أن ينال من هذا الطبع؛ لأن الإنسان يتأثر بما يتغذى به."انتهـى.

يقول أحد الباحثين: ثبت إدانة الخنزير في أوبئة كثيرة، فهو يتسبب في نحو 450 وباءً ومرضًا فيروسي وبكتيري وديداني.

واتباع أمر الله فيه الفلاح والنجاح دائمًا، ومعلوم ما ينطوي عليه هذا الحيوان الخبيث من أمراض كثيرة، وإن كانت بعض الأمراض توجد في حيوانات أخرى كالبقر والدجاج ولكن ما في الخنزير منه أضعاف مضاعفة، والله أعلم بما يشرع، -سبحانه وتعالى.

عجز البشرية مجاراة خلق الله

حاولوا أن يخلقوا كبدًا طبيعية، حاولوا أن يخلقوا كلًى طبيعيةً. حاولوا أن يخلقوا أعضاء طبيعية؛ كالقرنية، والخلية .. لكن .. ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾ [لقمان: 11]. يتحداهم -عز وجل- منذ أن أنزل القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ [الحج: 73]. ولا يستطيعون أن يخلقوا لا ذبابة ولا بعوضة ولا عنكبوتًا، وكون البشرية لم تخلق إلى الآن كائنًا حيًّا واحدًا دليل على عجزها وضعفها وانهيارها أمام هذا التحدي.

يقول البروفيسور أنطواني فلو: لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحامض النووي الوراثي، مع التعقيدات شبه المستحيلة المتعلقة بالترتيبات اللازمة لإيجاد (الحياة) أثبتت أنه لا بد حتمًا من وجود قوة خارقة وراءها.

وراء هذه الحياة؛ لأنهم فشلوا في خلق الحياة، وكم من مريض حكم عليه الأطباء باليأس منه فقام، وكم من شخص قالوا سليم فمات من يومه ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مَّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا﴾ ]الإسراء: 85]. فليعرفوا وزنَها، وليعرفوا كنهها، وليعرفوا مادتها، وليعرفوا طبيعتها، لكنهم لا يعلمون، فمعرفة الروح مما اختص الله به إعجازا؛ ليعجز خلقه في خلقهِ، ويوقفهم عند حدهم، ويبين لهم حقيقتهم وحجمهم عند أنفسهم، ويقول لهم: يا أيها الأطباء مهما تعلمتم، ومهما زادت خبرتكم، وتعاظمت مكتشفاتكم، وتطورت مختبراتكم، ودقت أجهزتكم، امنعوا الموت، امنعوا الهرم، هات دواء لهذا، قال -عليه الصلاة والسلام: (يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ دَوَاءً، إِلاَّ دَاءً وَاحِدً) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: (الْهَرَمُ) رواه الترمذي (2038) وصححه الألباني.

أين شارون؟ لا هو حي، ولا هو ميت، أطباء اليهود وهم من أمهر الأطباء في العالم، وقد كانوا من قديم مهرة في الطب إلى يومِنَا، ماذا صنعوا لعظيمهم؟ ها هو يرقد مرميًّا في مزبلة، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة، من الله ومن عباده.

في أكبر مؤتمر طبِي عالمي لأمراض القلب عقد في فيينا العاصمة النمساوية، سقطت أخصائية القلب الإيطالية أمام أعين آلاف من الخبراء في أمراض القلب، وسط المؤتمر بسبب قصور في وظائف قلبها، لتموت بالرغم من المحاولات الكثيرة، لم تنفع لا خبراء ولا مستشفى قريب، ولا نقل بطائرة الهيلوكبتر، والمروحية ولا الكوادر البشرية، فإذا جاء أجله لا يستقدمون ولا يستأخرون، هذا أمر الله، ﴿فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ﴾ [الواقعة 83 : 84] حين الاحتضار، وأنتم حينئذ تنظرون إلى المحتضر وما يُكابده من سكرات الموت". ابن كثير(7/547). ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة: 85]، ﴿فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الواقعة 86 : 87].

أصيبت ملكة جمال البرازيل بمرض تلف الخلايا السريع، ثم بتسمم دموي، ثم قصور تنفسي، ثم وصول الأكسجين إلى الأطراف، فوقف الأطباء عاجزين، يبدؤون ببتر أطرافها واحدًا تلو الآخر، حتى ماتت بين أيديهم.

إخفاقات البشرية في كل العلوم


في كل علم يقف البشر عاجزين؛ جيولجيا، علم المختبرات، علم الأحياء، علم الطب، علم الهندسة، علم الفلك، هل فكت الأقمار الصناعية كل الألغاز؟ لا، يقول البروفيسور وين متشجان: نحن نتكلم عن قوة رهيبة، وبلا حدود، ونحن لا نعلم عنها شيئًا على الإطلاق. موسوعة ويكيبيديا.

نحن نعلم عنها أيها الإخوة، ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر:23].

إخفاقات في مجال علاجات التلوث، نظريات متعارضة، فهذا يحذر من أضرار الهاتف الجوال، وآخر يبرر هاتف الجوال، يقول مارتين ستانلي: إن نتائج العلوم تبدأ بالاحتمالات، وتنتهي بالاحتمالات.

في كثير من الأحيان نظريات تولد خاطئة ونظريات يثبت خطؤها بعد ذلك، وهذا ما زال تحت الجدل، وهذا ما زال تحت النقاش، وهذا ما زال تحت البحث، ثم تكتشف أضرارًا مصاحبة للإنجازات العلمية؛ لأن الإنسان يكتشف ويطور أجهزة، ثم يكتشفُ أن لهذه الأجهزة أضرارًا، وهكذا يخترعون قنابل وأسلحة تدمر الهندسة الوراثية، يتلاعبون بالأجنة، لوثوا البحار والأنهار، وأفسدوا الزروع والثمار، ويقولون أطعمة معدلة وراثية، ضارة معدلة وراثية، مبيدات ترش بها المزروعات فيها ضرر، وهكذا لا يزالون يعملون، أقمار تجسسية، ويصل الإنسان من خوف إلى خوف، وحضارة بَنِي الإنسان لا تخلو من السلبيات والأضرار، لكن علم الوحي كله منافع، ﴿فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ﴾ [النجم 29 : 30].

نعم لقد حققت البشرية إنجازاتٍ، واكتشفت الكهرَباء، واخترعت أجهزةَ التكييف، وصارت الحياة أيسرَ في كثير من الحالات، وعبّدت الطرق، وطوّرت وسائل المواصلات، واكتشفت علاجات للأمراض كالجذري، ولقاحات لشلل الأطفال.

بعضهم يقولون: هناك أمراض ترجع كالسل الآن مرة أخرى بعد أن عدمت في العالم، وبعضهم يقول الفيروسات طورت أنفسها، كيف طورت أنفسها؟ من الذي طورها، صارت الفيروسات بفعل المضادات الحيوية عنيدة لا تستجيب، من الذي جعلها تستعصي ولا تستجيب للعلاجات.

علم الوحي يضبط العلوم الدنيوية

يبقى علم البشرِ ناقصًا، له أضراره وسلبياته، ويبقى علم الوحي كاملاً يجذب السعادة الكلية الدائمة، بينما علم الدنيا يجلب سعادة مؤقتة جزئية، ونحن المسلمين يجب أن نجمع بين العِلْمين؛ لأن علم الدنيا وحدها لا يكفي؛ إذَا لم يُحكم علم الدنيا بعلم الدين اختلطت الأنساب، تلقيح بويضة لامرأة بحيوان منوي لرجل ليزرع في رحم امرأة ثالثة، ليسقى من بنوك الحليب بعد الولادة من حليب مجمع من نساء متعددات لا يدرى من أمه في الرضاع، ثم يناقشون من أمه في النسب، ومن صاحبة البويضة، والله يقول: ﴿إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ﴾ [المجادلة: 2].

ثم هذا الخلط في الأمور الوراثية، وما يسمونه بالتعدي على أخلاقيات الطب، ومختبرات وشركات تريد أن تعمل بلا حدود ولا قيود ولا ضوابط، هذا أهمية علم الوحي، فهو يضبط العلوم الدنيوية، ويقولك هذا لا طائل من ورائه لا تبحث فيه، ولا داعي لإنفاق الأموال والأوقات في مباحث في علم الروح، لن تصل إلى شيء، وهؤلاء ينفقون أموالهم في وضع بعض الأبدان في ثلاجات بعد الموت حتى إذا اكتشفوا طريقة لإرجاع الروح، يرجع إلى الحياة مرة أخرى، وتنفق أموال من وصية هذا المسكين الغنِي الذي مات.

عباد الله، إن مخالِفِي النبوةِ فِي كل وقت وحين ليس فيهم بركة، ولما ادعى مسيلَمةُ الكذابُ النبوةَ، سأله قومه آية نبوته، وبرهان رسالته، فتمضمض وبصق في بئر فغارت، ومسح على رأس صبي فقرع، ودعا لآخر فعمي، ودعا لآخر فمات من يومه، ومسح ضرع ناقة لتدر فيبست وانقطع درها. كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/878ـ879). كما قال العلماء في سيرة هذا الرجل.

ولما مزّق كسرى خطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا عليه -عليه الصلاة والسلام- أن يمزق الله ملكه، فهذه البشرى بألا يقوم لآل ساسان ومملكة كسرى دولة لهم إلى قيام الساعة.

اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علمًا نافعًا، وعملاً صالحا، ولسانا ذاكرًا، وقلبًا شاكرا، اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا أجمعين، وأن ترحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، أقول قولِي هذا واستغفر الله لِي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-05-2009, 08:48 PM   #2
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

الخطبة الثانية:

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له لَم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأشهد أن محمدًا رسول الله، دعا إلى الله ولم يشرك به أحدًا، صلى لله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وخلفائه، والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين، ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر:51] سنة الله في عباده، أن العاقبة للمتقين، وأن جند الله هم الغالبون، ويجب على المسلمين أن يأخذوا بأسباب القوة في الدنيا، وأن يضبطوا ما عندهم بعلوم الآخرة، وأن يولوا أكثر الوقت وأكثر الجهد وأكثر العمر للعمل للباقي، لا للفاني، وأن يعلم الإنسان حدوده، ويتأدب مع ربه، ويعلم عجز المخلوق أمام الخالق، ﴿وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]؛ ضعيف البنية ضعيف الإرادة، ضعيف العزيمة، ضعيف الصبر، ولذلك خفف الله عنه بهذه الأحكام وبشرع النكاح، وتحريم السفور والنظر إلى النساء، حتى لا يستميل له هواه وشهوته، الله الذي خلقكم من ضعف، من ماء مهين، والنهاية شيخوخة وشيبة.

عباد الله، هذا الضعف الموجود في الكائن البشري يجب عليه أن يلجأ إلى ربه في مواجهة هذا العوراء، ﴿وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [يوسف:33].

العبد بغير توفيق الله ضال، العبد بغير توفيق الله جاهل، العبد بغير توفيق الله مفسد، أين الأدب مع الله؟! ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل:78]. وليس لتتكبروا عليه، وتسبوه وتغتروا بعلمكم وتجحدوا علمه.

إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده

من الذي علم آدم الأسماء كلها؟

من الذي أنزل الكتاب والحكمة؟

من الذي بعث الرسل؟

من الذي هدى البشرية؟

من الذي علمها؟

من الذي سخّر للإنسان البحر لتحمل أمواجه مراكبه لتجري الفلك، وبأمر من تجري؟

ومن الذي يسكن الرياح فتسكن الأمواج، فيضللن رواكد على ظهره؟ ومن الذي يوبقهن فيغرقها؟ ومن الذي يعفو عن كثير، فيسلمها فتصل بما عليها؟

﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن 2 : 4]،
﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الأِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق 4 : 5]
﴿هُوَ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف:100] ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر:7] ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ﴾ [البقرة:255].

فهو الذي يكشف لهم ما يريد، ويمنع عنهم ما يريد، ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:216]. يعلم الغيب وعواقب الأمور، والمستقبل، وهم يستشرفون ويخطئون ويرجمون بالغيب، ولا يصيبون، ينكرون يجحدون، مع أن ما في السماوات وما في الأرض المفترض أن يزيدهم إيمانا، ينظرون في ملكوت السماوات والأرض، هؤلاء عباد الله الصالحين، الذين إذا تأملوا في ملكوت السماء ازدادوا إيمانًا قائلين: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران:191].

عقاب الله للمغترين من البشرية

لَم يقتصر غرور البشرية على هذا الزمان، لقد كان غرور البشرية بما عندها من القوة والغطرسة والعلم الدنيوي كان قديمًا، ماذا فعل قوم عاد وثمود، جابوا –أي قطعوا- الصخر بالوادي، اتخذوا مصانع لعلهم يخلدون، بكل ريع يبنون آية يعبثون، ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾ عِلْم البناء، وعلم الزراعة، ﴿وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ [غافر:83].

وما انتفاعُ أخِ الدنيا بمقلته *** إذا استوَتْ عنده الأنوارُ والظُلَمُ

لذلك أمرنا الله أن نسير في الأرض وننظر، لما اغتّر فرعون بما عنده وقال ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي﴾ [الزخرف : 51]، عاقبه الله بهذا الماء، وجعله يغرق في موجاتٍ من البحر يغشاه ما يغشاه، من هذه الأمواج حتى مات غرقًا ملعونًا منبوذًا مقبوحًا، ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ [محمد:10].

هذه مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا، هذه مدائن صالح والأهرامات، هذه بيوتهم المحفورة المقطوعة تظهر، أبقى الله في الأرض آيات، لكن البشر إذا بغوا وعتوا فإنهم لا يستفيدون شيئًا.

يأجوج ومأجوج إذا خرجوا على الأرض وأفسدوا وقتلوا قال -عليه الصلاة والسلام: (ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيَقُولُونَ: لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الأَرْضِ هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا -ليكون فتنة لهم- فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا أَهْل السَّمَاء -كما في رواية الحاكم- فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ -وهو دُود يَكُون فِي أُنُوف الإِبِل وَالْغَنَم- فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى -أي: قَتْلَى- كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ). مسلم (2937).

ولأن هناك نتنًا بسبب أجساد هؤلاء يرسل الله طيرًا تحمل أجسادهم وجثثهم لتلقيهم في البحر هناك. هذا نتيجة الغرور.

ولذلك سليمان عليه السلام لما أتاه الله ما أتاه من الإمكانات الهائلة وسخر له من الجن والإنس والريح والطير والدواب، وعلمه وفهمه ماذا قال: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾ [ص:35]. فلم يأخذه الغرور، واعترف لله تعالى بحقه، وستبقى البشرية حائرة حتى تتعرف على ربها وتستجيب لحكمه، ووظيفتنا نَحْن المسلمين أن ندعو إلى الله، وأنت من خلال بيتك يا عبد الله تستطيع أن تدعوا عبر هذه الشبكة، فلا تقل إني لست داعية، بل أنت داعية فتعلم دين الله وعلمه وادع إليه واصبر على الأذى في سبيله.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، أصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم لا تجعلنا من المغرورين وارزقنا التواضع يا رب العالمين، اجعلنا سلمًا لأوليائك، حربًا على أعدائك، ارزقنا حبك وحب من تحب، وحب كل عمل يقربنا إليك، أحسن خاتمتنا، وأصلح خلقنا، وألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، واجعل هذا البلد آمنًا وبلاد المسلمين، اللهم من أراد بلاد المسلمين بسوءٍ فاجعل كيده في نحره، اللهم إنا نسألك أن تدمر هؤلاء الذين يتهددون أهل التوحيد، اللهم أهلك هؤلاء المشركين الأنجاس الأرجاس واجعل عليهم تدميرك وعذابك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تعاقب أعداء الدين من اليهود والصليبيين والمشركين والمنافقين، اللهم إنا نسألك أن تنجي المسلمين من مكر المنافقين، اللهم اقطع دابرهم، وأخزهم واجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، اللهم افضح شأنهم، واهتك أستارهم، واجعلهم عبرة للمعتبرين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-07-2010, 11:37 AM   #3
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

افتراضي


جزاكِ الله خيراً أختي القصواء ... خطبة نافعة ، نفع الله بكِ أختاه

واسألهُ سبحانه أن يحفظ الشيخ المنجد بحفظه ويبارك لنا في عمره وعلمه ... اللهم آمين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-07-2010, 08:03 PM   #4
معلومات العضو
***
عضو موقوف

افتراضي

بارك الله فيك أختنا الفاضلة القصواء رفع الله ذكرك واعلى نزلك في الدارين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 02:17 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com