من المؤكد أن جميعنا يعرف حكاية الاميرة التي قبّلت الضفدع، وهي تأمل ان يتحول الى فارس احلامها،
نقوم بشكل أو بآخر بتهذيب وقصّ وتعديل كل ما يتعلق بأساليب العلاقات الاجتماعية ، لنكون كما يريد ويناسب الآخرين ، آملين في أن نحقّق ما نريد .
لقد كنت افكر كثيرا ....
ماذا لو ، لم يتحوّل !!!
لماذا خاطرت تلك الاميرة الجميلة ، ولم تفكّر في احتمالية تحوّلها الى ضفدعة !!
ماذا لو امتدت عمليات التقليم والحفر لتمس أصول شخصيتنا وطباعنا لتوافق منفعة معينة ، شخص معين ، مجموعة معينة؟
لماذا نتوقع من غيرنا ان يكونوا كما نريد....
ألا نخاف ان نستسلم فنكون كما يريدون؟
نقوم بفعل الكثير من الأشياء ،
ونقول كثير من الكلمات ،
لا تعبّر عن قناعتنا الشخصية ،
نرضى الجميع ..الا شخصا واحدا ... هو ذاتنا ...
ونضطر الى استعارة الأقنعة المختلفة لنظهر بشخصية ما، ونغيّرها بخفّة لأمر آخر
آملين ان تكون النتيجة لمصلحتنا..
ونستمر في تلك اللعبة الخطرة ، لعبة تقبيل الأيادي ، غير مكترثين بأننا سنفقد ذاتنا يوما..
وسنضيع بين الأقنعة المختلفة ..ولا نعود نعرف لأنفسنا وجها حقيقيا ..
ستتبعثر ملامحنا وتضيع ذرّاتها ....
سنذوب..ونضمحلّ...ونتلاشى...
...إن ما نريده ونحلم به ونأمله ، لن يكون حقّا ......
إلا من خلال حقيقة أنفسنا وصورتنا وشخصيتنا ورغبتنا الذاتية...
وحتّى لا نضيع من أنفسنا ، وتضيع أنفسنا منّا ،
ينبغي أن نقوم بعملية جرد دقيق لشخصياتنا الداخلية وذاتنا الحقيقية كل فترة لكي نطهّرها من "متلازمة الضفدع " !
اذا لم نتعامل بطبيعتنا وشخصيتنا وارادتنا وماذا نريد ان نكون...
فالاحتمالات تقول اننا قد نفشل في التحكم بأنفسنا وقد نميل الى ما يريده الآخرون من حولنا..
فبينما كنا نأمل في شيء يتغير لأجلنا......
نجد أنفسنا وبكامل رغبتنا ...نقفز في بحيرة الضفادع ...!!!