أشهرها الاختناقات الليلية وجلطات المخ
84 مرضا تداهم الإنسان أثناء النوم
“طب النوم” تخصص حديث بدأ يأخذ مكانه بين التخصصات الأخرى، فهو قاسم مشترك بين تخصص أمراض الأنف والحنجرة والأذن، والأمراض الصدرية والنفسية، وكذلك الأمراض العصبية والنفسية وغيرها. وتأتي أهمية هذا التخصص كما يقول الدكتور أشرف حاتم -أستاذ الأمراض الصدرية والتنفسية- لأن الإنسان يقضي ثلث عمره نائما، وهي فترة تحدث خلالها أخطر الأمراض التي يمكن أن تودي بحياة الإنسان، كما أنها الفترة المهمة لجسم الإنسان التي تتم خلالها عمليات تجديد الخلايا والحيوية وقد أظهرت البحوث أن أكثر من 84 مرضا يمكن أن تداهم النائم أهمها الاختناقات التنفسية الليلية.
يقول الدكتور اشرف أن التجارب المعملية أثبتت أن أزمات الربو تحدث للمصاب بها فجرا، كما أن الفشل التنفسي للسدة الرئوية يداهم الإنسان أثناء النوم، وكذلك الذبحة الصدرية وأيضا جلطات المخ، كذلك فإن معظم أطباء النساء والتوليد لا يعملون إلا ليلا حيث إن أغلبية الولادات تحدث ليلا. ولهذا فإن تخصص أمراض النوم يدرس حالة من الحياة أثناء النوم ولا يدرس عضوا بذاته من جسم الإنسان، وأمراض النوم ترجع إلى المدة التي يقضيها الفرد نائما -أي طوال فترة النوم- وكذلك وقت النوم، حيث إن النوم السوي يتمثل في عدد الساعات التي تختلف من إنسان لآخر ويتحكم فيها ما يسمى بالساعة البيولوجية، وهي عبارة عن خلايا بالمخ تعرف بالخلايا فوق التصالب البصري، وهذه الخلايا مسؤولة عن التعبيرات التي تحدث في جسم الإنسان على مدار ساعات يومه الأربع والعشرين وأهمها عمليات النوم واليقظة، والخلايا فوق التصالبية هي خلايا حساسة للضوء، ولذلك فمن المفروض أن ينام الإنسان ليلا ويستيقظ صباحا، وقد تم العثور على عامل وراثي يتحكم في الساعة البيولوجية للإنسان، وهو ترجمة لما يعرف لدى البعض بتأخر الساعة البيولوجية.
ويرى الدكتور اشرف حاتم أن الأرق أو قلة النوم لا يعتبر مرضا من أمراض النوم، لكنه مجرد عرض لعدم الحصول على وقت كاف من النوم أو صعوبة الدخول في عملية النوم نفسها أو الاستيقاظ أكثر من مرة أثناء النوم والشعور بالإرهاق، كما أن الأرق في حد ذاته يعتبر عرضا لبعض الأمراض التي تصيب الإنسان وأكثرها أمراض نفسية.
كما يعتبر زيادة ساعات النوم عن المألوف احد أمراض النوم، حيث ينام المريض وهو يعمل، أو في أثناء قيادة السيارة، بما يتسبب في حدوث الكثير من حوادث السير، كما انه بالبحث الذي بدأ في أواخر الثمانينات واستخدم خلاله قياس العمليات الحيوية بطريقة غير تداخلية باستخدام جهاز معين، بدأ في تطويره الآن حيث تتطور معه أمراض النوم، أثبت أن أمراض النوم كلها أو غالبيتها أمراض عضوية، فإذا طبق هذا بقياسه على الأطفال وجد أن ما يصيب الطفل الرضيع من موت مفاجئ لم يشخص إلا عن طريق معمل النوم. كذلك بعض الأمراض مثل مرض الصرع في الكبار، وهو مرض يندرج تحت الأمراض العصبية وأمراض المخ، كذلك أمكن تشخيص الأمراض النفسية أثناء النوم وأمكن التفرقة بينها وبين غيرها مما تتشابه في الأعراض، حيث وجد أن كثيرا ممن ينامون أكثر من الساعات المطلوبة مصابون بالأمراض النفسية.
كما أمكن تشخيص أمراض التنفس ومنها حساسية الصدر والربو الشعبي والسدة الرئوية، حيث إنها كلها أمراض تحدث أثناء النوم خاصة السكتات التنفسية أثناء النوم وما يتبعها من عدم تشبع الدم بالأكسجين.
ويرى دكتور حاتم أن اخطر مرض من أمراض التنفس أثناء النوم هو التوقف المفاجئ للتنفس وأول من وصفه من المشهورين هو تشارلز ديكنز الذي كان ينام كثيرا بينما شخيره كان يعلو ليصيب من حوله بالقلق وينتج عن “قفل” في الجهاز التنفسي العلوي، وبالذات بسقف الحلق، حيث انه كلما زاد هذا الضيق ازداد الشخير، وفي حالات يحدث التوقف المفاجئ أثناء النوم الذي يتراوح بين 10 و15 ثانية، وبذلك يقل الأكسجين ويزيد مستوى ثاني أكسيد الكربون، وهنا ينتبه المخ ويستيقظ النائم عدة ثوان ثم لا يلبث أن يذهب في النوم ثانية لكن هذا الشخص لا يحصل على كفايته من النوم لعدم دخوله في مرحلة النوم العميق.
كما أن نقص الأكسجين الناتج عن توقف التنفس من أسباب ارتفاع ضغط الدم وقصور الشريان التاجي، وهو احد الأسباب الرئيسية لجلطات المخ، كما أن هناك آراء طبية تؤكد أن أمراض النوم تسبب الضعف الجنسي نتيجة نقص كمية الأكسجين.
كما أن هذه الحالة من نقص الأكسجين أثناء النوم تصيب الرجال أكثر من السيدات، كما أنها تصيب السيدات الأكثر سمنة ومن بلغن سن اليأس، وهو يظهر في شكل شخير ويعلو مرة واحدة ثم يتراجع.
ويرى دكتور اشرف حاتم أن النوم عبارة عن أربع مراحل وتعد المرحلة الرابعة هي مرحلة النوم العميق، كما أن هناك نوعين من النوم: نوم الأحلام والنوم العميق.
ويعد النوم أثناء القيادة وراء 40-60% من أسباب الحوادث على الطرق السريعة ويرجع إلى الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم، حيث إن هذا الشخص يعاني طول الليل في نومه من نقص الأكسجين، كذلك وجد أن السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم هو توقف التنفس أثناء النوم، ومن ضمن الأسباب الرئيسية لقصور الشريان التاجي نقص الأكسجين أثناء النوم، كما انه احد الأسباب الرئيسية لجلطات المخ.
ويرى دكتور حاتم أن معامل النوم التي بدأت تنتشر نظرا لأهميتها هي معامل لتشخيص وتحليل أمراض النوم لقياس المظاهر الحيوية حيث ينام المريض بالمعمل 8 ساعات مع تركيب جهاز كمبيوتر دقيق الحجم يتصل بمجموعة أسلاك دقيقة لرسم المخ أثناء النوم، والتنفس، ونسبة تشبع الدم بالأكسجين، ورسم القلب، ورسم عضلات الساقين، ويقوم الكمبيوتر بتسجيل هذه المعلومات على مدى الساعات الثماني، وبتحليل هذه المعلومات يمكن التوصل للتشخيص السليم ومعرفة التدخل العلاجي ومعرفة مكان السبب وتحديده سواء بالجهاز التنفسي أم بالأعصاب أو حتى بالحلق أو الأنف.
ولكن من المريض الذي يشار عليه بالتوجه لمعمل النوم؟
يقول الدكتور حاتم هو الشخص الذي يزيد وزن جسمه على الوزن الطبيعي من 10 إلى 20%، والأشخاص المدخنون بشراهة، والشخص الذي يشخر ليلا أثناء النوم، والأشخاص ذوو الرقبة القصيرة.
ويشير دكتور حاتم على هؤلاء بالتوجه لمعمل النوم للفحص الذي يستغرق 8 ساعات بينما المريض التي تتضح عليه العلامات يعمل ما يسمى “ناب” لمدة 2-4 ساعات أثناء النهار، وكذلك على المدخنين من هؤلاء المرضى سرعة الكف عن التدخين، وبتحديد المعمل لمن لديهم مشاكل في الصدر يجب أن يخضعوا لبرنامج متكامل من العلاج.
كذلك لابد ممن يعانون من السمنة أن يحاولوا إنقاص أوزانهم حيث إن نقص 10% من الوزن الزائد يحسن ما قيمته 30% من المرض.
وفي داخل معمل النوم يقوم المختص بعمل اختبار بجهاز يسمى “السي بابي” وهو عبارة عن جهاز هواء مضغوط عن طريق الأنف يفتح مجرى التنفس بسقف الحلق “المغلق”، فإذا ثبت تحسن هذا الشخص يمكن استخدام الجهاز في المنزل لإتمام العلاج، وهو يعالج نحو 70-80% من هذه الحالات.
منقـــــــــــــــــول .. مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .
@@@ ( 84 ) مرضا تداهم الإنسان أثناء النوم @@@ !!!
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
