أخوتي في الله نقلت اليكم هذا الموضوع من أحدي المنتديات وأود أن أعرف قولكم في هذا الموضوع الهام جداااااا :
________________________________________
فصل في حديث الرقية الشرعية المشتهرة على ألسنة الناس
أخرج عبد الله بن أحمد في (( زوائد المسند )) ، والحاكم في (( المستدرك )) ، والـهيثمي في (( مجمع الزوائد )) : عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : (( كنت عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء أعرابي فقال : يا نبي الله إن لي أخاً وبه وجع .
قال : (( وما وجعه ))(؟) قال : به لـمم(1) ، قال : (( فأتني به )) ، فوضعه بين يديه فَعَوَّذَهُ(2) النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول سورة البقرة ، وهاتين الآيتين : (( وإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ))(3) ، وآية الكرسي(4) ، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة(5) ، وآية من آل عمران (( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو))(6) ، وآية من الأعراف (( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ))(7) ، وآخر سورة المؤمنين(8) (( فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ)) (9) ، وآية من سورة الجن (( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ))(10) ، وعشر آيات من أول سورة الصافات ، وثلاث آيات من آخر الحشر(11) ، و(( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ )) ، والمعوذتين .
فقام الرجل كأنه لـم يَشْكُ شيئاً قَطُّ ))(12).
قلت : الحديث فيه أبو جناب الكَلْبي ضعيف متروك ، لكثرة تدليسه ، لا يستقيم حديثه بمرة ، قال عنه ابن نمير : (( كان يحدث بما لم يسمع )) .
وقال أحمد : (( أحاديثه أحاديث مناكير )) .
وضعفه يحيى بن سعيد القطان ، والنسائي ، والعجلي .
وذكره مـحمد بن سعد فـي الطبقة الـخامسة من أهل الكوفة ، وقال : (( كان ضعيفاً فـي الـحديث )) .
وقال عمرو بن علـي : (( متروك الـحديث )) .
وقال إبراهيـم بن يعقوب الـجُوزجانـي : (( يُضَعَّفُ حديثُه )) .
وقال يعقوب بن سفـيان : (( ضعيفٌ ، وكان يدلس ))(13) .
فلا تغتر بتصحيح الحاكم للحديث ، فالمحققون من أهل الحديث على خلافه ، فأبو جناب ليس بشيء .
ومع ضعف الحديث وعدم ثبوته من جهة ضعف الراوي ، وكثرة تدليسه ، فقد وقع اضطراب في متنه ، يقدح في قبوله ويوجب رده ، وكما هو معلوم من مصطلح المحدثين فإن الاضطراب علة تمنع من قبول الحديث ، على فرض عدالة الرواة فمرة قال الراوي : (( وعشر آيات من سورة الصافـات من أوَّلها )) ، ومرة: (( وعشر آيات من سورة الصف من أولها )) .
وهذا وقع في رواية أبي يعلى .
ومرة قال : (( وثلاث آيات من آخر الحشر )) ، ومرة : (( وثلاث آيات من أول سورة الحشر )) .
وهذا في (( المجمع )) وقد عزا الهيثمي هذه الرواية إلى عبد الله بن أحمد في زوائده على (( المسند )) وليست هي عنده بهذا اللفظ : (( من أول سورة الحشر )) ، وإنما بلفظ : (( من آخر سورة الحشر )) .
وفي رواية (( المستدرك )) عند الحاكم لم يذكر الراوي : (( وثلاث آيات من آخر سورة البقرة )) بعد آية الكرسي ، وهي في بقية الروايات عند غيره .
فهذا اضطراب في المتن من راوٍ واحد فروى الحديث من أوجه مختلفة ، فالحديث معلول سنداً ، ومتناً .
والحديث رواه أيضاً ابن حبان في (( صحيحه )) عن أبي ليلى (( برقم 3549 )) ، وأبو يعلى في (( مسنده )) ، (( برقم 1594)) وفيه راوٍ مبهم ، والبوصيري في (( مصباح الزجاجة ))(( برقم 1246 )) بسنده إلى أبي ليلى وأعله بأبي جناب .
نقلاً عن كتابي (( مواساة العليل فصول في الرقية والصرع والعلاج )) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) به لمم : أي : مَسُّ جن ، وهذا الذي أظنه صواباً وأذهب إليه في أن إطلاق اللمم عند العرب إنما يريدون به مس الجن لا غيره ، انظر تحقيق ذلك في كتاب : (( رفع الجهالة عن صاحب المقالة ))(( فصل دلالة السنة على العلامات )) .
(2) فعوذه : أي : رقاه ، (( والعُوْذَةُ والـمَعَاذَةُ والتَّعْوِيذُ : الرُّقـية يُرْقـى بها الإنسان من فزع أو جنون لأنه يُعَاذ بها .
وقد عَوَّذَه ؛ يقال : عَوَّذتُ فلاناً بالله وأسمائه وبالـمُعَوِّذتـين إذا قلت : أعِيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحَيْنٍ . وروي عن النبـي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يعوذ نفسه بالـمعوذتـين )) . ( لسان العرب ) .
(3) الآيتان : 163،164 .
(4) الآية : 255 .
(5) الآيات : 286،285،284 .
(6) الآية : 18 .
(7) الآية : 54 .
(8) هكذا جاء في الحديث : (( المؤمنين )) ، والصواب : (( المؤمنون )) على الحكاية فلا ينقل فـي الإعراب عما كان علـيه فـي الأصل .
(9) الآية : 117،116 ، 118.
(10) الآية : 3 .
(11) الآيات : 24،23،22 .
(12) رواه عبد الله بن أحمد في ( مسند من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب )( برقم 20797 ) ، والحاكم في ( المستدرك على الصحيحين / 4 ، كتاب الرقى والتمائم،علاج اللـمم بالرقية ، حديث رقم 8321 ) ، والـهيثمي في ( المجمع / 5 ، كتاب الطب ، باب رقية الجنون ، حديث رقم 7648 ) .
(13) راجع ترجمته في (( تهذيب الكمال )) للحافظ المزي .
بخصوص رقية النبي للمرضى فما ثبت في السنة من خلال بحثي أن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم أنه قرأ على ممسوس القرآن قط وكل ما ورد في ذلك فهو ضعيف . أشكرك على المرور .