أشارت مجلة طبية بريطانية إلى أن عدد الذين يتوفون سنويا بسبب الأخطاء الطبية قد يصل إلى ثلاثين ألف شخص في بريطانيا. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فهي تصل الى مائة ألف. وبغض النظر عن هذه الأرقام، فيما إذا كانت صغيرة أم كبيرة، فإن معظمها كان بالإمكان تفاديه، لو أعطي المريض حقه، سواء ما يتعلق بالتشخيص أو العلاج الدوائي أو الجراحي.
ومن الجدير ذكره هنا، أن ضحايا هذه الأخطاء، أعدادها تفوق أعداد المصابين بحوادث المرور، والانتحار والغرق أو السقوط من أماكن شاهقة. ومن المعروف للجميع أن هناك أخطاء طبية بسيطة وأخرى جسيمة، ونحن هنا نتطرق للأخطاء الجسيمة التي يذهب ضحيتها الكثير من المرضى الذين يودعون أحبتهم على أمل العودة بعد ساعات قليلة، لكنها تطول بسبب الإهمال أولاً وآخراً.
هل لدينا أخطاء طبية، وكم نسبتها؟، وهل نقر بها أم نختبئ خلف ستار زجاجي لإخفاء الحقيقة؟، وهل لدينا القدرة على الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيحه حفاظا على صحة الإنسان؟، وهل هناك آلية لتدريب العاملين في القطاع الطبي والتمريضي وإعادة تأهيلهم للحد من تلك الأخطاء الطبية الناجمة عن وصف الدواء غير المناسب أو التشخيص الخاطئ؟، وماذا عن المسؤولية الطبية وحقوق المريض؟ تساؤلات عديدة تحتاج لإجابات شافية، وتوعية بحقوق المريض وواجبات الطبيب.
فالطب كما تعلمنا في الكتب الطبية وبين مقاعد الدراسة الجامعية، مهنة إنسانية غايتها الأساسية تخفيف معاناة المريض من الألم والمرض، وليس إنهاء حياته أو قضاء بقية عمره بسبب عجز جزئي أو كلي. إنها دعوة للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان.