أشارت دراسة قام بها باحثون من المملكة المتحدة إلى احتمالية تورط بعض علاجات خفض ضغط الدم في زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية عند الأفراد من المرضى. وبحسب ما أوضح فريق البحث الذي ضم علماء من جامعة ليدز وجامعة مانشستر، فإن علاجات “حاصرات قنوات الكالسيوم” والمعروفة باسم (Ca Channel Blockers) التي تستخدم لخفض ضغط الدم عند مرضى “ضغط الدم المرتفع”، تعمل على تثبيط القنوات التي تسمح بدخول الكالسيوم إلى خلايا القلب، وهو ضروري لانقباضها، ليؤدي ذلك إلى التقليل من معدل ضربات القلب.
طبقاً لرأيهم فعلى الرغم من نجاح تلك العلاجات في خفض ضغط الدم عند المرضى، إلا أنها قد تعرضهم لمخاطر قلبية من نوع آخر.
وأجرى الباحثون دراستهم على عينة من الفئران المخبرية، حيث تبين أن الأفراد ولدى تقدمهم في السن يعانون من انخفاض تدريجي في كفاءة قنوات الكالسيوم التي تتواجد في عقدة الجيب الأذيني sinoatrial node المسؤولة عن توليد الإشارات الكهربائية الضرورية لانقباض عضلة القلب، ليفسر ذلك معاناة العديد من كبار السن من اختلال ضربات القلب، وتزايد حاجتهم إلى منظم ضربات القلب الصناعي. واستناداً إلى نتائج الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية “الدوران” والصادر في 13 من مارس/آذار من العام ،2007 رجح الباحثون وجود تأثيرات محتملة لعلاجات “حاصرات قنوات الكالسيوم” في زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية عند هؤلاء الأفراد، فهي تقلل من دخول الكالسيوم إلى الخلايا، ليتسبب ذلك في حدوث اختلال في ضربات القلب، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، كما قد يتعرض المريض للإغماء.
ووفقاً لما أوضحوا فإن وصف تلك العلاجات لهؤلاء المرضى قد يزيد من احتمالية تعرضهم لمشاكل قلبية، ودون أن يدرك المشرفون على العلاج هذا الأمر، كما أنها قد تساعد على زيادة أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى منظمات ضربات القلب الصناعية.
ويعلق الدكتور “ماثيو لانكاستر” من كلية العلوم الحياتية في جامعة ليدز وعضو فريق البحث، قائلاً “يعاني العديد من الأشخاص من عدم انتظام ضربات القلب عند تقدمهم في السن، لذا فإن عدداً كبير منهم يحملون منظم ضربات القلب الصناعي”. كما أوضح بأن الدراسة قدمت إشارات تحذيرية تتعلق باستخدام بعض علاجات خفض ضغط الدم الشائعة، حيث قد تتسبب في حدوث مشاكل قلبية.
كما أكد “ لانكاستر” على ضرورة دراسة حالة المريض بشكل جيد والتفكير بحذر من قبل المختصين قبل أن يتم وصف علاجات “حاصرات قنوات الكالسيوم” لهؤلاء المرضى، وذلك حتى لا يتسبب هذا الأمر بتعريضهم لمخاطر أخرى.
وينوه الباحثون بأهمية نتائج الدراسة فهي قد تفتح آفاقاً لتطوير علاجات جديدة لأمراض القلب، فمن الممكن مثلاً استخدام العلاج بالجينات، الذي يهدف إلى حقن الخلايا المتأثرة بالجين المطلوب، بغرض معالجة تأثر قنوات الكالسيوم بتقدم العمر، وذلك بحسب رأيه.