وفي باب قَوْل اللهِ تَعَالَى:
(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهم قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمُ قَالُواْ الحَقَّ وَهُوَ الَعلِىُّ الكَبِيرُُ)
وقوله(قَالُواْ الحَقَّ)):أي قال المسؤولون . والحق: صفة لمصدر محذوف مع عامله، والتقدير قال القول الحق.
والمعنى: أنَّ الله- سبحانه- قال القول الحق لأنه سبحانه هو الحق، ولا يصدر عنه إلّا الحق ، ولا يقول ولا يعمل إلّا الحق. والحق في الكلام هو الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام؛ كما قال الله تعالى(وَتَمًَّت كَلِمَتُ رَبّكَِ صِدقًا وَعَدلًا))ولا يُفهم من قوله)قَولُواْ الحَقَّ)أنه قد يكون قوله باطلًا ، بل هو بيان للواقع ، فإن قيل مادام بيانا للواقع ومعروفا عند الملائكة أنَّه لا يقول إلّا الحق؛ فلماذا الاستفهام؟!
أجيب:أنَّ هذا من باب الثناء على الله بما قال ، وأنَّه سبحانه لا يقول إلّا الحق..
قوله تعالى: (وَهُوَ العَلِىُ الكبِيرُ): أي: العلى في ذاته وصفاته،والكبير: ذو الكبرياء، وهي العظمة التي لا يُدانيها شيء، أي العظيم الذي لا أعظم منه.
-ص-196 -197-
القول المفيد على كتاب التوحيد(لشيخ محمد صالح العثيمين)
__________________