نصيحة مهمة للزوجات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فهذه نصيحة ضرورية ومهمة في حياة كل زوجه مسلمة تريد أن تكون سعيده في بيتها مع زوجها .
أمر الزوجات بالإحسان إلى الأزواج
وعلى نساء المسلمين أن يعلمن أن الله-تبارك وتعالى- جعل أزواجهنّ منحةً ومحنة، وأنّ الله-تبارك وتعالى- هو الذي يقدر هذا الأمر، وقد قدره أزلا.
والرسول صلى الله علية وسلم علق دخول المرأة الجنة على رضا زوجها عنها، فيقول النبيّ-صلى الله علية وسلم-: ((إذا صلت المرأة خمسها، وحصّنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )). حديث حسن .
وعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت النبي-صلى الله عليه وسلم-في بعض الحاجة، فقال: ((أي هذه! أذات بعلٍ أنت؟ قلت: نعم .قال: ((كيف أنت له؟)). قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال (فأين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك)).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان حق الرجل على امرأته: ((لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحةَََ تنبجس بالقيح والصديد،ثم استقبلته فلحسته ما أدَّت حقَّه)). صحيح.
وقال-صلى الله عليه وسلم-: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)). صحيح.
ولكن السجود لا يكون إلا لله، فهذا الأمر مما ينبغي أن تراعيه المرأة المسلمة مراعاةً تامةً، وأن تطيع طاعةًَ كاملةً في المعروف، وأمّا في معصية الله-جل وعلا-فـ ((لا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق)) كما قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-.
وفي مقابل هذا الحق العظيم، للرجل على أهله واجبٌ أيضاً، وهو واجب عظيم، يقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)).
وكان الرسول-صلى الله علية وسلم-يسابق عائشة في السفر؛ فعنها-رضوان الله عليها-أنَّها كانت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في سفر، وهي جارية، قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال لأصحابه: ((تقدموا))، فتقدموا ثم قال لي ((تعالي اسابقك)). فسابقته على رجلي.
فلما كان بعد، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: ((تقدموا))، ثم قال: ((تعالي أسابقك))، ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم، وبدنت، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال؟ فقال (لتفعلنّ))، فسابقته فسبقني،فجعل يضحك، وقال: ))هذه بتلك السبقة)).
عن عائشة-رضى الله عنها-قالت: دعاني رسول الله-صلى الله عليه وسلم-والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد، في يوم عيد، فقال لي: ((يا حُمَيْرَاء، أتحبِّينَ أن تنظري إليهم؟))، فقلت: نعم، فأقامني وراءه فطأطأ لي منكبه لأنظر إليهم، فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده، فنظرت من فوق منكبيه-وفي رواية: من بين أذنيه وعاتقه-وهو يقول : ((دونكم يا بني أرفدة))، فجعل يقول: ((يا عائشه ما شبعتِ؟)) فأقول:لا، لأنظر منزلتي عنده،حتى شبعت. قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيباً.
وفي رواية: حتى إذا مللت ،قال: ((حسبك؟)) قلت: نعم،قال: (( فاذهبي)).
وفي رواية أخرى: قلت:لا تعجل، ولقد رأيته يراوح بين قدميه، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ للنساء مُقَامَه لي، ومكاني منه، وأنا جارية، فاقدُرُوا قدرالجارية العَرِبَةِ الحديثة السنّ، الحريصة على اللهو.
قالت :فطلع عمر، فتفرق الناس عنها والصبيان، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر))، قالت عائشة: قال-صلى الله عليه وسلم- يومئذ: ((لتعلم يهود أن في ديننا فسحة)).
فلا يذهبنّ إنسان إلى استيفاء الحق من غير أداء الواجب، فهذا هو الظلم المبين.
فعلى الرجال والنساء أن يتقوا الله-تبارك وتعالى-في هذه العلاقات، وأن يعلموا أنها من أجلّ القربات إلى الله رب العالمين لو سارت على سنة محمد-صلى الله عليه وسلم-.
انتهى
من كتاب
نصائح مهمة وتوجيهات
(24-30)
من تأليف فضيلة الشيخ
أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان-حفظه الله-.