خلاص ما عندي واجبات
كانت الأم تجالس طفلتها ذات الأربع سنوات وتطلب منها كتابة دروسها الذي وضعته لها المعلمة في الروضة وبعد إصرار الأم وتمنع الطفلة عن الكتابة.. ما كان من الطفلة إلا أن مزقت الورقة من الدفتر .. ورفعت يديها الصغيرتين (علامة الانتهاء من الأشياء ..)وقالت : خلاص ما عندي واجبات ..
طبعاً ضحكنا كثيراً من موقف طفلتنا وتعجبنا كيف طرأ ببالها هذا الفعل ...!!
ترى هل تنتهي صفحات لا نريدها من حياتنا لو قمنا بتمزيقها ...؟
هل الطرف أو الأطراف الأخرى ستنتهى علاقتهم بهذه الصفحة المشتركة لو تم تمزيقها من قبلنا أو حصل العكس ..؟
الأطفال يأخذون الأمور ببساطة ...بعيداً عن التعقيد والتكلف ..
وذلك لأن محيطهم وتطلعاتهم بريئة محدودة المعالم ..
أما الكبار فتطلعاتهم ومحيطهم شديدة التعقيد كثيرة التشعب ...
هناك الكثير من الصفحات التي نتمنى تمزيقها حتى تنقطع صلتنا بها ولا نتذكرها ..
إذا حاولنا التناسي فهل الطرف الآخر سوف يشاطرنا النسيان ...
ننسى ولكن غيرنا لاينسى وينسى الغير ونحن لا ننسى ..
فمن أذنب ذنباً فإن هذا لا يزال بين الحين والآخر يطفو على الذاكرة لينغص عليه ما هو فيه من سكينة ..
ومن حصل له سوء تفاهم أو مشكلة مع قريب أو صديق أو جار أو زميل فإنه غالباً يطلب الصفح ...ونادراً إن وجد مستجيب ..
ومن كان متسامحاً فإنه يجد من يذكره بالكرامة ويعظم له المشكلة
كتبته أم سلمى
منذ شهر تقريباً
2009