ضغط الدم هو سريان الدم عبر الجسم داخل الشرايين ناقلا الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة ثم يعود نحو القلب عن طريق الأوردة بعد أن تكون تلك الأنسجة والأعضاء قد استخدمت ذلك الأوكسجين، ثم يقوم القلب عندئذ بضخ الدم نحو الرئتين حيث يعاد تحميله بالأوكسجين ثم يعود إلى القلب ليضخه داخل الشرايين مجدداً.
وتقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب فعندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم ويرتفع ضغط الدم، ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه.
يقول د. هيمن النحال من المعهد العربي للطب النبوي وعلوم الأعشاب في الشارقة: (إن الشرايين الكبيرة تتمدد والطبقات الخاصة بالشرايين - LAM INA تسمك، أما الشرايين الصغيرة فإنها تضيق وتصبح هناك صعوبة في تدفق الدم مما يؤدي إلى خلل في امتصاص شرايين الكلية والذي يؤدي إلى زيادة في إفراز الرينين والانجوتنسين بالإضافة إلى احتباس الماء والأملاح).
وكلما قام القلب بضخ كمية دم أكبر من الكمية الطبيعية ضاقت الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الجسم.
وعادة ما يرتفع ضغط الدم أثناء القيام بأي نشاط أو مجهود حركي وينخفض في حالة هدوء وسكون الجسم.
فضغط الدم هو القوة التي يطبقها الدم على جدران الشرايين أثناء جريانه عبر الجسم، وينتج عن التفاعل بين نتاج القلب (كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة) والمقاومة الطرفية للأوعية الدموية وتتكون قراءة ضغط الدم من الضغط الانقباضي. (ضغط الدم حين انقباض عضلة القلب) Systolic Pressure وهي القراءة العلوية و الضغط الانبساطي (ضغط الدم حين ارتخاء عضلة القلب) Diastolic Pressure وهي القراءة السفلية.
وضغط الدم الطبيعي بالنسبة للبالغين هو غالبا 120/80 mmHG مليمتر زئبق، ويعتبر الشخص مصابا بارتفاع ضغط الدم حينما تكون قراءة ضغط الدم أعلى من 140/90 mmHG مليمتر زئبق، باستمرار عند سن العشرين فما فوق أو 160/95 عند سن الخمسين فما فوق.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
إضافة إلى تصنيف ارتفاع ضغط الدم حسب الأرقام، هناك تصنيف آخر حسب السبب:
1) ارتفاع ضغط الدم الأساسي أو البدئي
معظم المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم لديهم هذا النوع منه، الذي هو مجهول السبب وهو يسمى أيضاً ارتفاع الضغط الأساسي أو مجهول السبب، ويعتقد بأن عوامل متعددة تساعد في تطوره غير أن السبب المباشر غير قابل للتحديد عند مريض معين.
2) ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يسمى ارتفاع ضغط الدم ثانوياً عندما يكون من الممكن تحديد سبب مباشر له وأكثر أسبابه شيوعاً هي أمراض الكليتين مثل ضيق شريان الكلية أو الالتهابات المزمنة أو التشوهات الخلقية أو الأمراض الأخرى التي قد تؤثر على وظيفتهما وهناك أمراض أخرى قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الثانوي مثل ورم الغدة الكظرية وزيادة هرمون الكورتيزون وزيادة الالديسترون.
وإذا تم علاج المرض المسبب بشكل تام، فإن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يشفى كما أن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر سلباً في ضغط الدم، مؤدية إلى ارتفاع ثانوي فيه مثل الكورتيزون وحبوب منع الحمل والاستخدام المستمر والمطول لأدوية مضادات الالتهاب الغير استر ودية مثل الأسبرين Aspirin والبروفين Ibuprofen وغيرها.
3) ارتفاع ضغط الدم الوعائي الكلوي
هو نوع نادر، ينتج عن تضيق أحد أو كلا الشريانين اللذين يغذيان الكليتين (الشرايين الكلوية).
4) ارتفاع ضغط الدم المؤقت
وهو يعتبر أحد أنواع الضغط الثانوي وينتج عن حالة مرضية في الجسم مثل ضغط الحمل الذي يمكن أن يستمر بعد الولادة أو يختفي.
العلاج
يعالج ضغط الدم بالأدوية العادية:
مدرات البول DIURETICS ، ويعمل هذا النوع من الدواء على الكلى لمساعدة الجسم في تخفيض مستوى الصوديوم والمياه لتقليل حجم الدم في الأوعية.
Beta-blocker: يعمل هذا النوع من العلاج على منع تأثير بعض الكيميائيات الخاصة بغدة الأدرينالين وبالتالي يساعد القلب على الخفقان بشكل أبطأ وأهدأ.
Alpha- Blocker: تقوم بمنع انقباض العضلات في الشرايين الصغيرة وتقلل من تأثير بعض أنواع الكيميائيات التي تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية.
Angiotension-Converting Enzyme (ACEI) inhibitors: يساعد هذا العلاج على تهدئة الأوعية الدموية عن طريق منع تكوين بعض الكيميائيات الطبيعية التي تعمل على تضييق الأوعية الدموية.
Calcium antagonists: تعمل هذه الأنواع من العلاجات على تهدئة عضلات الأوعية الدموية. وبعض من هذه الأنواع يخفض من سرعة نبضات القلب. ويقوم الطبيب بوصف بعض من هذه العقاقير للوصول الى مستوى المطلوب من ضغط الدم.
Direct Vasodilators: يعمل هذا العلاج على منع شد العضلات الموجودة على جدار الشرايين ومنع ضيق الشرايين نفسها.
Central-acting agents: تعمل هذه الأنواع على منع المخ من إرسال المؤثرات إلى الجهاز العصبي لزيادة ضربات القلب أو تضييق الأوعية الدموية.
الحجامة والأدوية
إن نظرة تحليلية الى جميع أدوية ضغط الدم الكيميائية تظهر انها أدوية تتعامل مع الدم بشكل مباشر أو غير مباشر إما لتخفيف ضغط الدم في الشرايين عن طريق القلب أو تتعامل مع الشرايين بتوسعتها أو إزالة الأسباب التي جعلت جدارها يضيق ولا يسمح بمرور الدم بمرونة كافية.
وكما تم ذكره فهي أدوية تتعامل مع القلب أو الدماغ أو الشرايين أو الكلى بشكل مباشر أو غير مباشر ليسير الدم بسلاسة في الشرايين والأوردة من دون أي عائق.
ولو نظرنا إلى آلية عمل الحجامة وما تفعله في الجسم لوجدنا أنها تقوم بجميع ما تقوم به تلك الأدوية جميعها ولكن من دون حدوث أية أضرار جانبية، بل إن الحجامة فيها خاصية علاجية غير موجودة في تلك الأدوية لأن جميع تلك الأدوية وقائية اكثر منها علاجية وعلى من يتناولها أن يداوم عليها طول عمره مثله مثل الذي يتناول أدوية السكري أو الأمراض المزمنة، فإذا كانت أدوية الضغط المدرة للبول تعمل على مساعدة الجسم في تخفيض مستوى الصوديوم والمياه لتقليل حجم الدم في الأوعية فإن ذلك يتم بالحجامة، فضلا عن إخراج الدم مباشرة بالحجامة وخاصة الدم المليء بالأخلاط الضارة في الجسم فإنه يعمل على تقليل حجم الدم في الأوعية مباشرة، وتقليل الدم في الأوعية مباشرة افضل بكثير من تخفيض مستوى الصوديوم والمياه عن طريق إدرار البول.
وهناك أنواع من أدوية الضغط اكثر خطورة من أدوية إدرار البول وهي الأدوية التي تتعامل مع الدماغ في منع المخ من إرسال المؤثرات إلى الجهاز العصبي بزيادة ضربات القلب.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت هذه الأدوية تعمل على تعطيل جزء معين ولو بسيط من الدماغ فما هي الأضرار الناتجة عن هذا العطل في المستقبل القريب أو البعيد؟ فإذا كان الهدف من هذا التعطيل هو إحداث اعتدال في نبضات القلب فان إخراج كميات من الدم المعطل أساسا في الجسم عن طريق الحجامة سوف يعمل ليس على تعطيل الدماغ بل على تحفيز الدماغ لإيجاد آلية عمل تنظيمية اكبر لتنظيم ضربات القلب ويا حبذا لو كانت الحجامة المقصودة لهذا السبب تسوى في الرأس وفي الزمن المناسب في الأيام المناسبة من توقيت عمل الحجامة التي تحدثنا عنها في عدد “الصحة والطب” رقم 364 بتاريخ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
“مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ”. رواه ابن ماجة في سننه.
إن كثيرا من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ارتفاع الضغط تعمل الحجامة على إزالته وليس على تسكينه بأدوية مسكنة.
فإذا كان ارتفاع الضغط من الأسباب المعروفة مثل تناول بعض أنواع العقاقير التي أحدثت أخلاطا ضارة وسموما في الدم فإن إخراجها يتم بالحجامة ومن دون أعراض جانبية.
والحجامة تعمل على تسليك الأوعية الدموية بما يتم إخراجه من دم مليء بالأخلاط الضارة التي ترسبت في تلك الأوعية وأدت إلى ارتفاع الضغط. وهي تعمل أيضا على تحفيز الغدد وخاصة غدة الأدرينالين والتي بدورها تعمل على تنظيم ضربات القلب.
أين تتم عملية الحجامة؟
كما ذكرنا في عدد سابق، فان للحجامة مواقيت مثلى معينة حسب التاريخ 17/19/21 من الشهر القمري وحسب اليوم الاثنين والثلاثاء والخميس وحسب ساعات النهار في اليوم الواحد، وقد ذكرنا أن الحجامة تعمل في هذه التواريخ للحجامة العادية غير الطارئة أو الحجامة للمرض المزمن الذي يستطيع المريض أن ينتظر الى تلك المواقيت من دون أن يتعرض لأية مضاعفات من حيث الانتظار وعندها يتعين عليه اختيار الوقت الأفضل، أما في حالات الأمراض التي تحتاج لحجامة فورية فإنها تعمل في أي وقت أما في حالة ارتفاع الضغط وهو موضوعنا اليوم فلدينا ثلاث حالات:
الأولى: ارتفاع مفاجئ في الضغط لإنسان لا يتناول أية أدوية خاصة لارتفاع الضغط فانه يتم عمل حجامة سريعة ثم يتم فحصه في المستشفى بعد ذلك لمعرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى ارتفاع الضغط ومن ثم علاجها سواء بالحجامة أو بما يناسبها من علاج.
الثانية: لمريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم واصبح يتناول أدوية يومية، وهذه الأدوية أحدثت شبه حماية من ارتفاع الضغط، ولهذا النوع من المرضى يتم عمل الحجامة في الميقات الأفضل وبشكل دوري إلى أن يتم التخلص من الادوية وما تخلفه من أخلاط ضارة في الجسم.
النوع الثالث: إنسان لديه ارتفاع في الضغط وهو لا يدري انه يعاني من ارتفاع الضغط ولذلك سمي ارتفاع الضغط ب (القاتل الصامت)، ولهذا المريض يتم عمل الحجامة في الحال ثم يتم اختيار التوقيت المناسب.
ولجميع الحالات السابقة فإنه يتم عمل الحجامة لها جميعا في أوقات مناسبة من الشهر بشكل دوري حتى يتم القضاء نهائيا على مشكلة ارتفاع الضغط بإذن الله تعالى.
وهناك حالات لا تعمل لها حجامة مثل ارتفاع الضغط الذي يحدث بعد تعرض أصحابه لحوادث معينة أصابت أحد أعضاء الجسم بكسور أو بخلل معين أدت إلى تعطيل ذلك العضو عن العمل واداء وظيفته، أو الإصابات المباشرة مثل الطعن بالسكين والتي تقلل من تدفق الدم في الجسم الناجم عن النزف، أو حالات ارتفاع الضغط الناجم عن حدوث جلطة قلبية أو دماغية، فمثل هذه الحالات يترك أمرها كليا للعلاج في أقسام الطوارئ في المستشفيات حتى يتم علاجها بما يناسبها من علاجات وأدوية طبية حتى يكتب لها الشفاء بإذن الله تعالى.
مواضع عمل الحجامة
لخفض ضغط الدم بشكل عام فإن الحجامة تجرى أولا في منطقة الكاهل ثم مواضع الكلى في الظهر ثم المواضع السفلى من الظهر في الفقرات القطنية وهي 11/12/13.
وبالمناسبة تعمل هذه المواضع الأخيرة على خفض الضغط بسرعة كبيرة ولذلك على الحجام الابتعاد عن عملها لمن يعانون من انخفاض ضغط الدم. ثم مواضع الرأس، ثم موضع الهامة أو اليافوخ وليس بالضرورة أن يتم عمل جميع تلك المواقع في المرة الواحدة ولكن يمكن تقسيمها لقسمين في مرتين متقاربتين بالزمن لخفض ضغط الدم بشكل عام، أما إذا تمت معرفة سبب حدوث ارتفاع الضغط فاننا نقوم بعمل حجامة لذلك السبب في المواضع المحددة له. والشافي هو الله سبحانه وتعالى وليس الطبيب أو الدواء إلا السبب الذي يسره الله سبحانه وتعالى في الشفاء كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الشعراء آية 80 “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” صدق الله العظيم .
منقـــــــــــــول : مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .
( &&& 000 الحجامة.. وضغط الدم 000 &&& ) !!!
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
