ما بال أحلام المدينة أصبحت
أشلاء أجساد ، زحفت الى الطاعون؟
الصبح المضيء استحال رمادا
والنهار سواد دامس وغيوم
لا زهرة بيضاء تشرق ها هنا
لا نهر ، لا طير على الغصون
و مساء ، يسكب الدمع رثاءا
على قلوب ، فارقتها النجوم
يتربص الليل بوحشته بنا
وصقيع الظلام يقتحم السكون
والماضي البعيد يطل بحزنه
ألا أيها الليل ، أما مضت السنون؟
أرملة فرح تنسج ثوب عرس
في ظلمة ليال مزقتها الظنون
أبناء آوى وكلاب صيد تعوي
وأناس، إلى الحظيرة مسرعون
تترنّح الأنفاس بشظايا قلوب
ومخالب سوداء ترسمها العيون
جثث الأماني تطفو ومن تحتها
بركان ألم ، أحفاده يزمجرون
تنهار أطياف حلم وادع وخلفها
تنتحب قلوب،،،، خنقتها الهموم
هي ذي بواخر الحزن تنوء بحملها
فهل في المآقي غير الدموع يكون ؟
إذا ما النفس الحزينة أجهضت آمالها
فأي شيء.....بل كل شيء يهون
قالوا ابتسم! واطرح الهم جانبا .
كيف؟؟ونحن بآلامنا غارقون ؟
إذا ما كنّا للتبسّم أهلا
فرسم على الشفاه ماذا يكون ؟
والسرور بغير ما داع أو علّة
يقال فيه ..ضرب من الجنون
أنفرح، واللحظات تجري وتهلكنا
وإنّا لا بدّ ، ذات يوم، ساقطون؟
تغيب في الأفاق شموس أيامنا
ويا لحسرة ما كان وما لم يكون
ترحل ليالينا وعطر العمر فيها
حقائب حيرى في دروب السنين
كلماتنا تفنى وتبلى ايادينا
ونودع ما كتبنا أدراج الحنين
حنين الى عمر مضى في خلسة
ما كان يوقفه فرح ولا.. أنين
عذرا أحبتي..ودون ما سبب
اختارِِِ قلمي اليوم لونا حزين !