حين صفاء روح تأملت الحياة وجدتها طريقًا طويلًا محفوفًا بالأشواك تظللها أغصان ملتفة تحجب الضوء والنور .
حفرت الآتي بأمان من رحيق منكوس يبحث عن ملاذ وسكن ..
كانت الخُطا متهاوية ثقيلة
وكانت الأقدام متشبثة بالأرض لا تريد الحراك... ناعمةً بالخمول وظلمة روح لزادها القليل.
فجرابها لا يحمل إلا أماني وأحلامًا ببستان من رمان وقليل من عنب. ونهر من فرات .
ومع طول الطريق تتعرض لي أزهار محرمة بألوانها الزاهية فأقطف ذنبا وأندم جرمًا وفي كله خطوة عثرة وكل عثرة تتبعها عثرة.
جثوت على ركبتي والعرق يتصببُ مني فلم يبق لي طاقة على المسير فجرمي كبير .
فدنا غصن من نور ناجى قلبي أن الوقت قصير والعمل يسير فانفض عن كتفيك القنوط واعمل ساعة من طاعة تنجُ أبد الدهر من زمهرير الظلمات .
فلا تركن لتلبيس إبليس ولا لتهبيط جليس ... شمر عن ساعديك وعطر فمك بفلو الصيام عن زهور المحرمات فكل ما حولك مهلكات ... منكرات ...شبهات ... لا تبتئس ستجد بعد كل إحدى عشرة خطوة محطة للارتواء
فإن كنت تجيد مهارة الاغتراف تنل من خير الدنيا والآخرة بجد عملك للطاعات وغسلك ران ما قد اقترفت في طريقك من سيئات ..
ففيه كفارة ما فات إنه برزخ العمر اغتنمه قبل فوات الأوان ..
فتندم على كل ما فات ... وتصفق الكف بالكف وتقول هل من فكاك...
قلت : هل لمثلي توبة ونجاة ، وقد عرقلت الكثير بسوء الطويات ، وأهلكت الكثير بالملهيات ،وعصيت ربي في ساعة قوة الطغات ؟
قال : لا تخف ففيه نهر من اغتسل فيه يغفر له ما سلف فقط اصدق النية وأقبل مهرولاً ستجد السلام إليك مستقبلا..
كفّر عن سيئاتك بالجلد على الطاعة ...
وروض نفسك على حمل الإنابة ...
تنجُ بمساعدة فقير و ابن سبيل وترافق الصديق بنفقةٍ ليتيم ...
اقدم على كل خير فإنك لنفسك تقدمه ..
فلا تنوشك تلابيب غضب الرحمن ...
فتسكن طيب الجنان ...
ما كان برزخ حياتك إلا لتعيد الحساب وتقف وقفة عاقل يبحث عن النجاة فلا تضيعها فتهلك .
فإنك اليوم قادر على تغيير مسارك بإرادتك وغدًا لن تستطيع التحول إن أردت لذلك سبيلاً..
فاغتنم رمضان فإنه برزخ بين عام وعام فالنجاة النجاة..