(قرن الخرتيت)
(بين العلم والأساطير)
حيوان وحيد القرن "الخرتيت" وصل تقريبا لدرجة الانقراض و ذلك نتيجة الصيد المتواصل و الحثيث للحصول على قرنه لما يعتقد بأن له خصائص علاجية قرن الخرتيت بعد خرطه أو تشكيله يصبح ذو لمعة جميلة تتداخل بها الشفافية ، و تتعدد استعمالات قرن الخرتيت في مجالات الزينة أو العلاج كما قيل عنها منذ سنين طويلة ففي اليمن مثلا يستعمل قرن الخرتيت كمقابض للخناجر و يسمونها الجنبيّة و قد يتم تطعيم تلك المقابض المصنوعة من قرن الخرتيت بأنواع الجواهر.
جنبية يمنية :
أما في الصين ، فاستعمالات قرن الخرتيت في الزينة تمتد في القِدم حيث كانت تستعمل كأكواب رسمية أو للاستعمال في الحفلات أو المراسم ، أو كأزرار أو مشابك للشعر.
نظرة تاريخية دخل استعمال قرن الخرتيت في الطب الشعبي لدى الصينيين - كما هو الحال في العديد من دول الشرق الآسيوية فمن ماليزيا وكوريا الجنوبية إلى الهند و الصين و ذلك لعلاج الكثير من العلل .. ففي الصين مثلا كانوا يطحنون القرن و يذيبونه في الماء المغلي لعلاج الحمى و الروماتيزم والنقرس .
في القرن السادس عشر : ذكر صيدلاني صيني و يدعى لي شي تشين أن قرن وحيد القرن يفيد في علاج لدغات الأفاعي و الهذيان و الهلوسة و حمّى التيفوئيد والصداع و الدمامل و الإستفراغ و حالات التسمم و أيضا المس الشيطاني او السحر .. وقد ذكر أيضا أن قرن الخرتيت ليس له علاقة بعلاج الضعف الجنسي كما كان الاعتقاد السائد آنذاك .
في الأساطير اليونانية :
كان يُعتقد بأن قرن الخرتيت له القدرة على تصفية المياه العكرة وإفساد سم الأفاعي التي ترد الماء آخر الليل بعد أن تنقطع الحيوانات عن الشرب وتتركه مسموماً فيأتي وحيد القرن كأول حيوان يرد الماء عند الفجر ويدخل قرنه أولاً في الماء فيفسد السم ثم يشرب ثم تأتي الحيوانات من بعده فتشرب من نفس مكانه الذي شرب منه وكان هذا تحديدا في القرن الخامس قبل الميلاد : وكان هناك اعتقاد بأن العروق المنحوتة من قرن الخرتيت لها القدرة على اكتشاف السموم السائلة .. و قد امتد هذا الاعتقاد تاريخيا إلى القرن الثامن عشر ووصل إلى أوروبا و تغلغل في أروقة الحُكم ودور العلم وجاء الآن العلم الحديث ليبدد بعض تلك الأساطير التي تم نسجها حول قرن الخرتيت .. لكن :
بعد الفحوصات و التحاليل المخبرية لمكونات مادة قرن الخرتيت تبيّن أنه بالفعل أن له القدرة في الكشف عن السموم السائلة ! فقد بيّنت التحاليل المخبرية أن قرن الخرتيت يحتوي في تركيبته على كمية كبيرة من بروتين الكيراتين - و هو المكون الرئيس في الشعر و الأظافر إن الكثير من السموم قلوية أو قاعدية التكوين و تتفاعل كيميائيا مع مادة الكيراتين و تعتمد الكمية المتوفرة من الكيراتين على نوع الغذاء الذي يتناوله الخرتيت و أيضا على موقعه الجغرافي .. و هذا ما أكده الدكتور راج أمينو زملاءه في جمعية علوم الحيوان في لندنو تشير الدراسات و البحوث الأخيرة في جامعة أوهايو الأمريكية أن قرن الخرتيت ليس فقط كتلة من الشعر المتحجر و لكنه يشابه حافر الحصان في تركيبته .. كما أن هناك تركيزا عاليا من الكالسيوم والميلانين في عمق القرن .. اكتشاف بدوره يفسر اعوجاج القرن و نهايته الحادة في سنة 1990 - أكد باحثون في جامعة هونغ كونغ - بعد ما أعطوا فئران المختبر جرعات زائدة من محلول قرن الخرتيت المذاب - أكدوا على فعالية هذا العلاج في تخفيف درجة حرارة أجسام الفئران !
وحيد القرن حيوان ضخم جدًا، وهو واحد من أكبر المخلوقات الأرضية الموجودة. ويطلق عليه أيضًا الكركدن و الخرتيت وجسمه هائل وسيقانه قصيرة، قوية وممتلئة. ويبدو جلده السميك وكأنه يتكون من عدة طيات، غير أنه في الواقع متجعد فقط عند المفاصل. ولمعظم الأنواع شعر قليل.
وحيد القرن، حسب نوعه، قرن أو قرنان مقوسان قليلاً، وناتئان من أنفه الطويل. ويستمر القرن في النمو طوال حياة وحيد القرن، وهو يتكون من مادة شبه ليفية قرنية تشبه خليطًا من الشعر وأظافر الأصابع.
وتبدو القرون وكأنها متصلة بصفة دائمة بأنفه، إلا أنها تتحطم أثناء العراك.
حيوان ضخم و هو من أكبر الحيوانات الموجودة على سطح الأرض و يبلغ ارتفاعه 1.5 متر عند الأكتاف وطوله من 3- 3.65 متر طولاً والوزن من 455 - 1365 كلغ فالأنثى أصغر حجماً من الذكر.
صغير وحيد القرن يولد متوسط وزنه 38 كلغ بعد فترة حمل من 15-16 شهر ويمكنها أن تبدأ في تتبع أمها بعد 3 أيام فقط ، والصغار تكون هدفاً للضباع والأسود وفي الغالب تنجب الإناث الصغار كل 2-3 سنوات ويعيش وحيد القرن من 25-40 عاماً ولكن قد يعيش 50 عاماً في الأسر .
يتميز وحيد القرن بقصر النظر فلذلك قد يهاجم أولاً ثم يتبين لاحقا ًيتميز بحاسة شم ممتازة تمكنه من اكتشاف أماكن الأعداء رغم وزنه الثقيل يستطيع الجري بسرعة جيدة .
لوحيد القرن ثلاث أصابع في كل قدم. كل إصبع تنتهي بظلف منفصل. كما توجد إصبع رابعة أثرية في كل قدم، لكنها غير مستخدمة يختلف عن فرس النهر .
فالأخير له أربع أصابع منتظمة وهو قريب من الجمل والبقرة والخنزير،بينما يشبه الخرتيت الحصان بصفة خاصة
يأكل وحيد القرن العشب والأغصان المورقة والشجيرات،ويُغذَّى في الأسر بالدريس والحشائش الجافة، وبعض أنواع البروتين والمعادن الخاصة.
تعيش في إفريقيا، وآسيا الجنوبية الغربية، وفي قليل من الجزر الكبيرة القريبة من شواطئ آسيا. وقد تجولت هذه الحيوانات في عصور ما قبل التاريخ في طول وعرض أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا الشمالية.
البالتشيثيريم من حيوانات ماقبل التاريخ وقريب من الخرتيت الحديث، وكان أكبر من أي حيوان ثديي أرضي حاليًا، إذ وصل ارتفاع ذلك الحيوان لأكثر من 5م، وعرف عن الخراتيت أنها تعيش تقريبًا 50عامًا.
أنواع وحيد القرن توجد خمسة أنواع ثلاثة منها في آسيا ونوعان في إفريقيا :
النوع الأول :
هو الهندي ويُعدُّ أكبر الأنواع الآسيوية الثلاثة. يبلغ ارتفاعه 1,5م عند الكتف ويزن حوالي طنَّيْن متريين. وله قرن واحد كبير لونه أزرق أسود، مكتنز جدًا عند القاعدة وطوله 30 سم. وفي حالات نادرة، يصل ارتفاع هذا الحيوان إلى مترين بقرن طوله 60سم.
وتغطي جلده الهندي نتوءات دائرية منتشرة معلقة في ثنيات واضحة بطريقة تجعل الحيوان يبدو كما لو كان درعًا مصفحًا.
لكن بالإمكان ثقب الجلد بسكين أو برصاصة.
يعيش هذا الحيوان في غابات مستنقعية بين الأدغال والعشب الطويل الذي يتغذى به صباحًا ومساءً. لقد عرف القدماء بالأقطار الشرقية هذا الخرتيت جيدا. وكان يُستعمل حتى في ألعاب السيرك في روما قبل ميلاد المسيح.
أما النوع الثاني :
فهو الجاوي وهو مماثل لوحيد القرن الهندي، وكان يتجول فيما مضى في بلاد عدة من البنغال الشرقي إلى بورما، وجنوبًا إلى جاوا وبورنيو وسومطرة وقد انقرض الآن تقريبًا .
أما النوع الثالث :
فهو السومطري،أصغر الأنواع وله قرنان. ويبلغ ارتفاعه 1,5 م ويزن حوالي طن متري واحد. وهو كثير الشعر خاصة على الذيل والأذنين.
وللصغار شعر أكثر من الكبار، وتعيش هذه الأنواع النادرة أيضًا في بورنيو وفي شبه جزيرة الملايو. وقد وُجد كل من وحيد القرن الجاوي والسومطري في التلال الغابية . ويعيش في البرية في آسيا عدد يقدر ب 1,650 .
اما النوع الرابع والخامس :
هما الإفريقيان لكل منهما قرنان، ويعرفان بالخراتيت السوداء والخراتيت البيضاء، رغم أنهما من نفس النوع ذي اللون الرمادي المزرق. ومن أدق الأسماء لهما ذو الشفة الخطافية للأسود وذو الشفة المربعة للأبيض.
للخرتيت الأسود قرن أمامي يصل طوله أحيانا إلى 105سم ويستعمل هذا القرن في الحماية والحفر.
أما القرن الخلفي، فقد يكون بنفس الطول أو أقصر. والقرن الحافر قوي جداً لدرجة أنَّ الحيوان يقتلع به الشجيرات والأشجار الصغيرة بسهولة من جذورها ويسقطها. وبعدها يتغذى بالأوراق.
ويعيش في السهول الجافة المغطاة بالشجيرات الطويلة. ويبقى مختبئًا أثناء النهار ويجول ليلاً بحثًا عن الطعام والماء. ورغم أنه يبدو غير رشيق، إلا أنه يستطيع التحرك بسرعة وبطريقة مفاجئة.
وحيد القرن الأبيض هو الأكبر ، يصل ارتفاعه إلى نحو 1,5م، وأحيانا أكثر من 1,8م. بينما يبلغ طوله 4,5م ووزنه حوالي ثلاثة أطنان مترية، وقرون الأنثى أطول، ولكنها أقل سمكًا من قرون الذكر. وهذا أيضًا ينطبق على الخرتيت الأسود. والرقم القياسي لطول قرن الخرتيت الأبيض بلغ 157 سم.
حماية كل أنواع وحيد القرن وخاصة الأنواع الآسيوية المهددة بالانقراض . ويهدد لصوص الصيد من الصيادين غير القانونيين تهديدًا كبيرًا، فهم يقتلونها ويبيعون قرونها وجلودها. ويعتقد كثير من الآسيويين أن القرن القوي له خواص شافية خاصة من أمراض الرئة والصدر.
كما يعتقد بعض الناس أن للقرن قوى سحرية. يستعمل الآسيويون أيضًا الجلد والدم والبول لعلاج الأمراض. لكل هذه الأسباب، فإن آلافًا من وحيد القرن تقتل بلا ضرورة.
وُضعت قوانين في الكثير من الأقطار واتفاقيات دولية للتجارة لحماية وحيد القرن من لصوص الصيد.
وتوجد فرق خاصة من حراس الغابات تقوم بمراقبة مستمرة للحيوانات في الدولتين الإفريقيتين كينيا وزمبابوي. بالإضافة إلى ذلك، بُذلت جهود لزيادة عدّة أنواع خاصة من وحيد القرن، على سبيل المثال، أرسلت مجموعة من الخرتيت الأسود إلى أستراليا والولايات المتحدة لتكوين مستعمرات من هذه السلالة لإعادة تكاثرها في المستقبل ختاما يتطور العلم و تتناقل الأسطورة - كل منهما في طريق .. و لكنهما قد يلقيان أحيانا
هناك من الرقاة ينصح للمرضى بوضع قرن ذلك الحيوان الذي هو وحيد القرن في الماء بعد تحميصه وطحنه ومن ثم شرب المزيج ؟
وهذا العلاج يستخدمونه لطرد الجن من الجسم .