«اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا..»
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
جَاءَ فِي الدُّعَاءِ: « اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أنتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أنتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا»(1). وَلَكِنَّ الْإِنْسَانَ يُزَكِّي نَفْسَهُ بِأَنْ يَأْخُذَ بِالْأَسْبَابِ وَيَعْمَلَ.
وَالسَّبَبُ الَّذِي نَقْدِرُ عَلَيْهِ فِي تَزْكِيَةِ نُفُوسِنَا هُوَ أَنْ نَتَعَلَّمَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَنَعْمَلَ بِهِ وَنَجْتَهِدَ فِي ذَلِكَ فَتَزْكُو نُفُوسُنَا: ? قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا?(2). ? قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى وذكر?(3). ? وَمَنْ تَزَكَّى فَإنمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ?(4).
فَحَظُّ الْعَبْدِ مِنْ هَذِهِ التَّزْكِيَةِ بِحَسَبِ مَا يُوَفَّقُ لَهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ.
وَالتَّزْكِيَةُ تَكُونُ بِصَلَاحِ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ مَعًا فَيَحْدُثُ لِلْعَبْدِ الطُّهْرُ وَالنَّقَاءُ مِنْ خَبَثِ الذُّنُوبِ، وَيَحْصُلُ لَهُ مَا يُضَادُّهُ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَمَقَامَاتِ الدِّينِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ مِنْ خَوْفِ اللهِ وَخَشْيَتِهِ وَالِانْكِسَارِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، بِهَذَا يَزْكُو بَاطِنُ الْعَبْدِ وَيَزْكُو ظَاهِرُهُ بِفِعْلِ مَا فَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ.
(1) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء- باب التعوذ بالله من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل (2722) من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
(2) سورة الشمس: 9، 10.
(3) سورة الأعلى: 14، 15.
(4) سورة فاطر: 18.
من كتاب شرح مختصر في أصول العقائد الدينية لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله-