ثالثاً / القرآن الكريم كله رحمة وشفاء سواء كان قراءة أو سماع ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (الأعراف : 204 )
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "يدفع عن مستمع القرآن شر الدنيا، ويدفع عن تالي القرآن بلوى الآخرة، والمستمع آية من كتاب الله خير من بثير ذهبا، ولتالي آية من كتاب الله خير مما تحت العرش إلى تخوم الأرض السفلى."14
وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: "من استمع حرفا من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة. ومن قرأ نظرا من غير صلاة كتب الله له بكل حرف حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة. ومن تعلم منه حرفا زاهرا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات." قال: "لا أقول بكل آية ولكن بكل حرف باء أو تاء أو شبههما." قال:"من قرأ حرفا وهو جالس في صلاة كتب الله له به خمسين حسنة، ومحا عنه خمسين سيئة، ورفع له خمسين درجة. ومن قرأ حرفا وهو قائم في صلاته كتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، ورفع له مائة درجة. ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة." قال: قلت: "جعلت فذلك ختمه كله" قال: "ختمه كله."16
(14) مستدرك الوسائل ج4 ص261 باب10 ح4650 118
(16) راجع عدة الداعي ص285-288 الباب السادس في تلاوة القرآن 120
ولكن سماع القرآن الكريم أو تلاوته لا يعد رقية شرعية لأنه شفاء بدليل الكتاب والسنة إذا قرأ بتأني وتدبر أو سمع بإنصات ووعي وخشوع
ولأن الرقية دعاء وطلب للاستشفاء
والمطلوب في الرقية وهى العوذة أي الدعاء لطلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى .. مثال الأدعية في الواردة في الكتاب والسنة
الرقية بالقرآن، وخصوصاً فاتحة الكتاب، والمعوِّذات، والدعاء المأثور عن النبي والرقية بكلام الله، وكلام رسوله صلى الله عله وسلم
هي أنفع الرقى. وبوّب البخاري : في صحيحه (32) باب: الرُّقى بالقرآن والمعوّذات.
قال الحافظ ابن حجر: " هُوَ مِنْ عَطْف الْخَاصّ عَلَى الْعَامّ ، لأنَّ الْمُرَاد بِالْمُعَوِّذَاتِ سُورَة الْفَلَق وَالنَّاس وَالْإِخْلَاص ... وَهَذَا لا يَدُلّ عَلَى الْمَنْع مِنْ التَّعَوُّذ بِغَيْرِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ ، بَلْ يَدُلّ عَلَى الأوْلَوِيَّة ، وَلاسِيَّمَا مَعَ ثُبُوت التَّعَوُّذ بِغَيْرِهِمَا، وَإِنَّمَا اِجْتَزَأَ بِهِمَا لِمَا اِشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنْ جَوَامِع الاسْتِعَاذَة مِنْ كُلّ مَكْرُوه جُمْلَة وَتَفْصِيلاً" ا.هـ فتح الباري(10/275) تحت حديث(5735).
وقال النووي ::" وَإِنَّمَا رَقَى بِالْمُعَوِّذَاتِ لِأَنَّهُنَّ جَامِعَات لِلِاسْتِعَاذَةِ مِنْ كُلّ الْمَكْرُوهَات جُمْلَة وَتَفْصِيلًا ، فَفِيهَا الِاسْتِعَاذَة مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ ، فَيَدْخُل فِيهِ كُلّ شَيْء ، وَمِنْ شَرّ النَّفَّاثَات فِي الْعُقَد ، وَمِنْ شَرّ السَّوَاحِر ، وَمِنْ شَرّ الْحَاسِدِينَ ، وَمِنْ شَرّ الْوَسْوَاس الْخَنَّاس" ا.هـ "شرح صحيح مسلم" (7/297) تحت حديث(2192).
وقال ابن القيِّم : " فالقرآنُ هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يُؤَهل ولا يُوفّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟! فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه، لمن رزقه فهماً في كتابه ". زاد المعاد (4/318).
ويقول : أيضاً بعد أن ذكر شيئاً من المعاني مما اشتملت عليه سورة الفاتحة:"... وَحَقِيقٌ بِسُورَةٍ هَذَا بَعْضُ شَأْنِهَا أَنْ يُسْتَشْفَى بِهَا مِنْ الْأَدْوَاءِ، وَيُرْقَى بِهَا اللّدِيغُ . وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا تَضَمّنَتْهُ الْفَاتِحَةُ مِنْ إخْلَاصِ الْعُبُودِيّةِ وَالثّنَاءِ عَلَى اللّهِ، وَتَفْوِيضِ الْأَمْرِ كُلّهِ إلَيْهِ، وَالِاسْتِعَانَةِ بِهِ، وَالتّوَكّلِ عَلَيْهِ، وَسُؤَالِهِ مَجَامِعَ النّعَمِ كُلّهَا؛ وَهِيَ الْهِدَايَةُ الّتِي تَجْلِبُ النّعَمَ، وَتَدْفَعُ النّقَمَ، مِنْ أَعْظَمِ الْأَدْوِيَةِ الشّافِيَةِ الْكَافِيَةِ " ا. هـ زاد المعاد(4/162).
ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأري لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما وكان كثير منهم يبرأ سريعا.
ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي يستشفى بها و يرقا بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعى قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقى نفس فعالة وهمة مؤثرة في إزالة الداء.
وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ولكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبتها عليها كما في صحيح الحاكم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة"
واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه فهذا دواؤنا نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ** وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ** ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك"
" الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي"
وهنا شرح بعض ما ورد من رقى السنة النبوية المطهرة لبيان خصائصها عن غيرها في التعوذ والإستجارة و اللجوء إلى الله عز وجل وطلب الشفاء منه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ( سبع مرات )
(بسم الله ) ثلاث مرات ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )
( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً )
(أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )
الشرح:
«أَعُوذُ» أَلْجَأُ وأَعْتَصِمُ[3].
«بِكَلِمَاتِ اللهِ» المرادُ بها هنا: الكلمات الكَونية[4]، وهي الكلمات التي يُكَوِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بها الكائنات؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ:
"فَالْكَلِمَاتُ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ لَيْسَتْ هِيَ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ الشَّرْعِيَّيْنِ؛ فَإِنَّ الْفُجَّارَ عَصَوْا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، بَلْ هِيَ الَّتِي بِهَا يَكُونُ الْكَائِنَاتُ " اه مِن "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (8/ 60).
قال العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ:
"واللهُ رَبِّي لم يَزَلْ مُتَكَلِّــمًا ... وكَلامُه المسـموعُ بالآذانِ
صِدقًا وعَدْلاً أُحْكِمَتْ كَلمـاتُه ... طَلَبًا وإخبارًا بلا نُقصـانِ
ورَسولُه قد عَاذ بِالكلمـاتِ مِن ... لَدْغٍ ومِن عينٍ ومِن شيطانِ
أيُعاذُ بِالمخلوق؟! حاشاهُ مِنَ الـ ... إشـراكِ وهو مُعَلِّمُ الإيمانِ
بل عَاذ بالكلمـاتِ وهي صفاتُه ... سبحانه ليست مِن الأكْوانِ"
مِن "الكافية الشافية" (الأبيات: 556 – 560).
«التَّامَّةِ» "الْمُرَاد بِالتَّامَّةِ:
• الْكَامِلَة. وَقِيلَ:
• النَّافِعَة. وَقِيلَ:
• الشَّافِيَة. وَقِيلَ:
• الْمُبَارَكَة. وَقِيلَ:
• الْقَاضِيَة الَّتِي تَمْضِي وَتَسْتَمِرّ وَلا يَرُدّهَا شَيْء، وَلا يَدْخُلهَا نَقْص وَلا عَيْب"[5].
وقال ابن الأثير في "النهاية" (1/ 179):
"إِنَّمَا وَصَفَهَا بِالتَّمَامِ؛ لأَنَّهُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلامِهِ نَقْصٌ أَوْ عَيْبٌ كَمَا يَكُونُ فِي كَلامِ النَّاسِ. وَقِيلَ: مَعْنَى التَّمَامِ هَـ?هُنَا أَنَّهَا تَنْفَعُ الْمَقُولَةُ لَهُ، وَتَحْفَظُهُ مِنَ الآفَاتِ، وَتَكْفِيهِ" اه.
«الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ» "لا يَتَعَدَّاهُنّ.
«بَرٌّ» تَقِيٌّ مُحْسِن.
«وَلَا فَاجِرٌ» مَائِلٌ عنِ الحقِّ"[6] « مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» قال العلامة ابن القيم في قوله تَعَالى:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)** (سورة الفَلق):
"وقد دخل في قوله تَعالى?: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ** الاستعاذةُ مِن كُلِّ شَرٍّ في أيِّ مخلوقٍ قام به الشَّرُّ مِن حيوانٍ أو غيرِه، إنسيًّا كان أو جِنِّيًّا، أو هَامّةً أو دابَّةً، أو رِيحًا أو صاعِقةً، أيَّ نوعٍ كان مِن أنواعِ البلاء.
فإنْ قُلتَ: فهل في {مَا** ه?هنا عموم؟
قلتُ:
فيها عمومٌ تَقْيِيديٌّ وَصْفِيٌّ.
لا عمومٌ إطلاقِيٌّ.
والمعنى: مِن شَرِّ كُلِّ مخلوقٍ فيه شَرٌّ، فعُمومُها مِن ه?ذا الوجه.
وليس المرادُ الاستعاذةَ مِن شَرِّ كُلِّ ما خَلَقَه اللهُ تَعالى?؛ فإنَّ الجنةَ وما فيها ليس فيها شَرٌّ، وكذ?لك الملائكة، والأنبياء؛ فإنهم خيرٌ مَحْضٌ، والخيرُ كُلُّه حَصَل على أيديهم، فالاستعاذة {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ** تَعُمُّ:
• شَرَّ كُلِّ مخلوقٍ فيه شَرٌّ.
• وكُلَّ شَرٍّ في الدنيا والآخرة.
• وشَرَّ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ.
• وشَرَّ السِّبَاعِ والهَوامِ.
• وشَرَّ النارِ والهواءِ.
• وغيرَ ذ?لك" اه مِن "بدائع الفوائد" (2/ 215).
«وَذَرَأَ» "ذَرأ اللّهُ الخلقَ يذْرَؤُهم ذَرْءاً إذا خلقهم وكأنَّ الذَّرْءَ مُختصٌّ بخلْق الذُّرّيَّة"[7].
«وَبَرَأَ» "في أسماء اللّه تعالى {البارئ** هو الذي خَلَق الخلْق لا عَنْ مِثال. وله?ذه اللفظةِ مِنَ الاختصاصِ بِخَلْقِ الحيوان ما ليس لها بغيره مِن المخلوقات، وقلَّما تُستَعمل في غير الحيوان، فيُقال: بَرأ اللّه النسَمَة، وخلَق السمواتِ والأرضَ"[8].
«وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ» "مِن العُقُوبات، كالصَّواعِقِ.
«وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا» مما يوجب العقوبةَ، وهُو الأعمال السَّيِّئة.
«وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ» أي خَلَقَ على ظَهْرِها.
«وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا» ممّا خَلَقَه في بَطْنِها.
«وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» الواقعةِ فيهما، وهو مِن الإضافة إلى الظَّرْف"[9].
« وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ» "وكلُّ آتٍ باللَّيل: طَارِق. وقيل: أصْلُ الطُّرُوق: مِن الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسُمِّي الآتِي بالليل طارقًا؛ لحَاجته إلى دَقِّ الباب"[10].
«إِلَّا طَارِقًا» "نُصِب؛ لأنه استثناءٌ متَّصلٌ مِن كلام موجب، فهو منصوب.
وفي نسخة: بالجرِّ بَدلاً مِن (طَارِقٍ)؛ لأنه نَفْيُ مَعنًى، أي فلا يصيبني شيءٌ مِن طوارقِ الليلِ إلا طارقٍ «يَطْرُقُ» أي يأتي"[11] «بِخَيْرٍ».
« يَا رَحْمَـنُ!» خَتَم بِنداءِ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُهُ بِاسمٍ عظيمٍ مِن أسمائه الحسنى?.
. [6] - "شرح الزرقاني على المواهب" (9/ 391). [6] - "شرح الزرقاني على المواهب" (9/ 391).
[7] - "النهاية" (2/ 156).
[8] - "النهاية" (1/ 111).
[9] - "شرح الزرقاني على المواهب" (9/ 391).
[10] - "النهاية" (3/ 121).
[11] - "شرح الزرقاني على المواهب" (9/ 391)
شرح حديث ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ...)
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ) .
المعنى الإجمالي :
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد بعض أهله يقول : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما) ويمسح بيده اليمنى، أي يمسح المريض ، ويقرأ عليه هذا الدعاء : ( اللهم رب الناس ) فيتوسل إلى الله عز وجل بربوبيته العامة ، فهو الرب سبحانه وتعالى الخالق المالك المدبر لجميع الأمور ، فأنت ـ أيها المريض ـ تقول : خلقني الله عز وجل ولا بأس ثم قدّر علي المرض ، والذي قدر عليّ المرض بعد الصحة قادر على أن يشفيني .
( اذهب البأس ) يعني : المرض الذي حلّ بهذا المريض .
( اشف أنت الشافي ) والشفاء : إزالة المرض وبرء المريض ، فيقال : اشفِ ، ولا يقال أشف ؛ لأن الثاني ـ أشف ـ بمعنى أهلك ، وأما الأولى ـ اشف ـ فمعناها البرء من السقم ؛ ولهذا يقال : ( اللهم اشف فلانا ولا تُشفِه ) فالكلمتان ـ عند العامة ـ يظن أن معناهما واحد ، ولكن بينهما هذا الفرق العظيم : اشفه أي : أبرئه من المرض ، أما أشفه : أهلكه .
( الشافي ) : هو الله عز وجل لأنه الذي يشفي المرض ، وما يصنع من الأدوية أو يقرأ من الرقى ، فما هو إلا سبب قد ينفع وقد لا ينفع ، فالله هو المسبب عز وجل ولها ربما يمرض رجلان بمرض واحد ، ويداويان بدواء واحد ، وعلى وصفة واحدة فيموت هذا ، ويشفي ذاك ؛ لأن الأمر كله بيد الله عز وجل فهو الشافي وما يصنع من أدوية أو رقى فهو سبب ، ونحن مأمورون بذلك السبب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء ) أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني .
وقوله : ( لا شفاء إلا شفاؤك ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا شفاء إلا شفاء الله ، فشفا الله لا شفاء غيره ، وشفاء المخلوقين ليس إلا سبباً ، والشافي هو الله ، فليس الطبيب وليس الدواء هما اللذان يشفيان ، بل الطبيب سبب ، والداء و سبب ، وإنما الشافي هو الله .
وقوله ( شفاء لا يغادر سقماً ) يعني : شفاء كاملا لا يبقى سقما ؛ أي لا يبقي مرضا .
المرجع / صحيح الأدعية والأذكار ، من كتب العلامة محمد ناصر الدين الألباني .
سورة الإخلاص
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها.
اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
الله وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب.
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحد من خلقه, لا في أسمائه ولا في صفاته, ولا في أفعاله, تبارك وتعالى وتقدَّس
سورة الفلق
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)
قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الفلق, وهو الصبح.
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)
من شر جميع المخلوقات وأذاها.
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)
ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل وتغلغل, وما فيه من الشرور والمؤذيات.
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر.
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
ومن شر حاسد مبغض للناس إذا حسدهم على ما وهبهم الله من نعم, وأراد زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.
سورة الناس
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)
قل -أيها الرسول-: أعوذ وأعتصم برب الناس, القادر وحده على ردِّ شر الوسواس.
مَلِكِ النَّاسِ (2)
ملك الناس المتصرف في كل شؤونهم, الغنيِّ عنهم.
إِلَهِ النَّاسِ (3)
إله الناس الذي لا معبود بحق سواه.
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة, ويختفي عند ذكر الله.
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
الذي يبثُّ الشر والشكوك في صدور الناس.
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
من شياطين الجن والإنس.