كان يا ما كان في قديم الزمان...
ملكة ، رائعة المواقف ورائعة الجمال...
تتصف بوضوح وحزم قراراتها ، وعقلانية آرائها ، والانضباطية التامة ، وحسن ادارة الأمور ودفة القيادة ...
فكان كل شيء في مملكتها يسير كالماء الرقراق المتهادي.....
كل شيء واضح ، جليّ ،
لا تناقضات ، ولا مفارقات ...
كان النكرة ، يتحول الى معرفة ، وفق قوانين ثابتة
أو يبقى نكرة ، لعدم التزامه بالشروط
لا اعتراضات .. لا مساومات .. لا واسطات ...
شيء من الحذر من المستقبل ، كان يراود علماؤها ومستشاروها
من مغبة الخلط وعدم الالتزام بالقوانين ، وعدم ادراك الاستثناءات
وقد يهدد هذا عرش أل التعريف ...ملكة اللغة العربية ،
ويزيد من فرص المراوغة والخداع والتلاعب بالألفاظ ،
وقد صدقت مخاوف العلماء ...
وقامت عصابات دخيلة ..بخلع الملكة عن عرشها
وفرض كثير من التحوّرات في المفاهيم ....
للأسف ....
فقدت أل التعريف آلية عملها...
ودخل التزوير والزيف والخداع...... ولم نعد نفهم شيئا ....
النكرة أصبح معرفة ... والمعرفة كثر اعدائه فأصبح بحكم النكرة
أصبحنا نسمع عن الصادق بأنه كاذب ، وعن الكاذب بأنه صادق
أصبح الأمين لصا ... والسارق نزيها
والمخلص خائنا .. والخائن مخلصا
والماكر طيبا .. والطيب لئيما
أضحى المزيف أصيلا..والأصيل مزيفا
إنه عصر انقلاب كل شيء ..الى اللاشيء
إنه عصر تحورات المفاهيم والكلمات واللغات
نقدم أصدق التعازي للملكة المخلوعة عن عرشها ...
والدعاء بالصبر والسلوان لمن بقي على قيد الحياة ....
من تلك المملكة البائدة