[B]
بارك الله فيك اختي الروح على الحرص والتنبيه من دخول مواقع مشبوهة
وعلى الجانب الآخر لا اعتقد ان السحر والمس هو السبب الرئيسي والوحيد لهذا الاضطراب
الا ان الأكيد هو ان هذا صحيح وهناك آكلي لحوم البشر
وهؤلاء على قسمين
منهم من يمارس ذلك بناءا على طقوس قبلية اجتماعية كبعض المجتمعات البدائية
من احد بنود هذه الطقوس مثلا ان معاقبة الجاني اذا تم قرار القبيلة بشأنه يكون بتجهيزه وجبة عشاء للقبيلة !
والقسم الآخر الذي يعاني اللوثات العقلية والجنون الهذياني
وهؤلاء عادة ما يكونون مجرمين غير منظمين أي :
لا يهتمون ابدا بإخفاء آثار جريمتهم وعادة ما يتم القبض عليهم مباشرة
فهم يعيشون في عالم وهمي خاص يتخيل المريض فيه نفسه انه ذئب او شيء من هذا القبيل ، ويظهر للضحية انه وحش مخيف لتهابه وتحسب له حسابا
وهي احدى الوعكات النفسية التي تدفع المريض الى التقاط الاهتمام المبالغ فيه امام الضحية وغيرها فهو الوحش ، الذئب
يتقمص شخصية حيوان على الاغلب فيطلق نزوات الحيوان ذاته على أرض الواقع ولكن ليس حيوانا أليفا بالطبع ،
وقد يقوم مثلا بأكل بعض واطلاق سراح بعض ليخبروا الآخرين بالشيء المتفرد المنفرد المنقطع النظير الذي فعله فيحصل على شهقات الاستغراب والاستنكار ، وهذا هو مرضه
هؤلاء هم النرجسيون المتعطشون الى لفت الانظار والحصول على مصادر لنرجسيتهم من خلال السيطرة على الضحايا واظهار قوتهم وقدرتهم عليهم
وجدير بالذكر ان مرضى النرجسية نوعين :
منهم من يستنزف الضحايا عاطفيا وذهنيا فتشويه وجدانهم وتحطيم نفسياتهم وتجفيفهم من الداخل ، وجعلهم في حالة تبعية دائمة لهم
ومنهم من يستنزف ضحاياه فيزيائيا عن طريق تعذيبهم ، خلع جلودهم ، تشويههم ، أكلهم
، جرائم الاغتصاب المتبوعة بالتعذيب والتشويه ، الجنس السادي
وتميز السادية مرضى النرجسية على اختلاف انواعهم
وعادة وعلى الاغلب ما تكون موجهة من الرجل الى المرأة وذلك لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقدة الاوديبية ، والرغبة في اذلال ونسف وتعذيب المرأة - يعني الموضوع خطير جدا وذو شجون مخيفة
وقد كتبت في موضوع ( السرطان الاحمر ) وشرحت فيه قسما من المرض النرجسي الذهني والعاطفي ( الذين اسميتهم مصاصي الدماء ) يستنزفون ضحاياهم ذهنيا وعاطفيا
فنحن امام مصاصي دماء وآكلي لحوم بشر ، وكل هذا منشؤه ( تدني القيمة الذاتية )
يسعون بتعطش وبلا نهاية ولا توقف الى الحصول على الاعتراف بوجودهم المميز ممن حولهم بكافة الطرق غير المنطقية
وقد يتصنعون شكل الانسان المحسن الكريم ولكن هذا لا يمتد طويلا ، لأن في داخلهم بركانا اسودا من الكراهية والحقد
ومعلومة ايضا : قد يكون من النرجسيين الشكليين ،ووجود عاهة او تشوه ما في شكله بطريقة منفرة ، تتعارض مع كونه معتبرا الشكل هو اساس الانسان ومحور لفت الانتباه ، فيضيفون الى هذا التشوه انتحال شخصية الوحش او الذئب الذي يحصل فيه على صفة البطولة والمهابة من الناس قسرا.
هذا وعادة ما يعاني مرضى الميل ( الى تقطيع الناس او سلخ جلودهم ) الى تطور ظاهرة الافتراس وأكل الأحشاء الداخلية
يعني يبقى المرض في تطور وتطور ، ونقف عليهم في احدى مراحل المرض الكثيرة وانواعه العديدة
مع العلم انه اكثر ما يعاني من هذا المرض هم قليلو الايمان الذين لا رادع لديهم ، لأن المرضى في احدى حالاتهم قد يتصورون أنفسهم ( آلهة ) فوق الوجود وفوق الكائنات ، لها حق التصرف
تنتشر حالات الاغتيال الجسدي كصور من هذا المرض في المجتمعات الغربية أكثر من العربية ، ومعظم حالات النرجسية لدى الشعوب العربية تتمثل في الاغتيال المعنوي والذهني والضرب والتشويه والعنف الجسدي .
في احدى الصحف الأجنبية قرأت ذات مرة عن رجل قام بتقطيع زوجته الى اجزاء احتفظ بها في الثلاجة ، وكل يوم يأكل جزء ، وعندما قُبض عليه وسئل قال : لأني أحبها ..كثيرا ...!
ألا تأكل الدبة أولادها من شدة عاطفتها ! قام هذا المريض بنفس الامر عندما خاف من مفارقة من يحب او مصدرا من مصادره وأراد فرض احتفاظه به ، وتقمص شخصية حيوان يرتبك لدى الشعور بعدم الأمان فيقتل صغاره ويلتهمهم ولنا في هذه الحيوانات المفترسة خير دليل