إذا كنت في طريق مزدحم وخشيت مِن فوات وقت الصلاة ؛ هل أصلّي على حالي ؟
فضيلة الشيخ وفقكم الله
خرجت قبل أذان المغرب بنصف ساعة لمكان ما بوسط البلد وبينما أسير في الطريق السريع إذ تعطل الطريق لشدة الزحام فأذن المغرب وأوشكت العشاء على الدخول وأنا لا أستطيع أن أقف على جانب الطريق لأن طريق مزحم جداً والسيارات تسير فيه ببطء شديد وكذلك لو وقفت بجانب الطريق سأعطل الطريق أكثر مما هو فيه ،
فهل أصلي المغرب وأنا على حالتي جالس أقود السيارة ؟
أم: أنتظر حتى أتجاوز هذا الطريق ثم أصلي وسيكون هذا بعد خروج الوقت؟
وجزاكم الله خيراً
الجواب :
ووفّقَك الله لِمَا يُحِِب ويرضى ، وجزاك الله خيرا .
ترجيح الوقت آكد مِن ترجيح المحافظة على هيأة الصلاة ، فمن أدركه الزحام ولا يستطيع أن يخرج منه ، وخشي فوات الوقت فإنه يُصلّي على حاله .
قال شيخنا العثيمين رحمه الله : المحافظة على الوقت أوكد مِن المحافظة على غيره ، فالمريض يصلي في الوقت على أي حال كان بِقَدْر استطاعته ولا ينتظر البرء ، وعادِم الماء يصلي في الوقت بالتيمم ولا ينتظر وجود الماء ، فإن لم يجد ما يتيمم به صلى على حاله ولا ينتظر وجود ما يتيمم به ، ومن احترقت ثيابه ولم يجد ثوبا صلى عاريا ولا ينتظر الحصول على الثوب . وهذا وأمثاله يدل على أهمية وقوع الصلاة في وقتها . اهـ .
س- هل يجوز للمرأة أن تصلي صلاة الفرض في السيارة ؟
شيخي الكريم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
إحدى الأخوات تسأل:
اليوم ذهبت مع أخي إلى المطار وكان قريب وقت صلاة المغرب وأذن وأقام ونحن داخل السيارة المهم إن أخي غربت الشمس وهو لم يصل يزعم أنه بلا وضوء فلما عاتبته قال سنقف بعد قليل ونصلي
طبعا الشمس غربت ثم نزل وصلى؟
طيب وأنا؟
هل يجوز أصلي على حالي في السيارة يعني إذا كنت وسط البلد؟ أو لازم انزل أصلي في الطريق؟
هذه الفتوى شاغلة بالي كلما خرجني أخوي
طبعا مافيه مكان أنزل أصلي لأنه بلا شك راح أنزل وأصلي فأقوم أصلي داخل السيارة ولمن أرجع ع البيت أعيدها
هذا الكلام هو فتوى أستاذ في الجامعة أيام ما كنت أدرس وعليها حتى هالوقت ماشية عليها
أما الصلاه في مساجد المحطات خطيرة جدا جدا
يبقى ماذا تعمل المسلمة إذا وجبت الصلاة وهي داخل السيارة وما في مكان أو قائد السيارة رفض تنزل تصلي ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
يجوز أن تُصلَّى الفريضة في السيارة إذا لم يُوجَد مكان تُصلَّى فيه ، وكان يُخشى خروج الوقت .
أما إذا وُجِد المكان المناسب ، أو مُصلَّى للنساء فيجب أن تُصلَّى فيه ، ويُؤتَى بأركان الصلاة كاملة من قيام وقعود وركوع وسجود .
قال ابن قدامة في المغني : ومن كان من ماء وطين أومأ إيماء . وجملة ذلك أنه إذا كان في الطين والمطر ولم يمكنه السجود على الأرض إلاَّ بالتلوث بالطين والبلل بالماء ، فَلَه الصلاة على دابته يومئ بالركوع والسجود ، وإن كان راجلا أومأ بالسجود أيضا ولم يلزمه السجود على الأرض .
قال الترمذي : رُوي عن أنس بن مالك أنه صلى على دابته في ماء وطين . والعمل على هذا عند أهل العلم ، وبه يقول أحمد وإسحاق ، وفعله جَابر بن زيد ، وأمَر به طاوس وعمارة بن غزية . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويجوز للمريض إذا شق عليه القيام أن يُصَلِّي قاعدا ، فإن لم يستطع صَلَّى على جَنبه ، وكذلك إذا كان رجل لا يمكنه الـنُّزُول إلى الأرض صَلَّى على راحلته ، والخائف مِن عَدُوِّه إذا نَزَل ، يُصَلِّي على راحلته ، والله أعلم .
وقال ابن مفلِح : وتجوز صلاة الفرض على الراحلة - واقفة وسائرة ، وعليه الاستقبال وما يقدر عليه - خشية التأذي بالوَحْل .
وقال : فإن قدر على الـنُّزُول من غير مضرة لَزِمه ذلك القيام والركوع كغير حالة المطر، ويومئ بالسجود لِمَا فيه من الضرر .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد