السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كنت قد قابلت احد الزملاء قمت بالقاء السلام عليه مع رفع يدى اليمنى
فرد على السلام ثم قال انه لا يجب ان ترفع يديك وانما تكتفى بالقاء السلام لأن الاشارات و الغمز فى السلام من عادات
اليهود
فهل ورد شىء عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك؟
بارك الله فيكم ورزقكم حسناه زيادتها
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، وإياك
وبارك الله فيك
قال عليه الصلاة والسلام : لا تُسَلِّمُوا تسليم اليهود والنصارى ، فإن تسليمهم بالأكُفّ والرؤوس والإشارة . رواه أبو داود .
وكنت قد سألت شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي – حفظه الله – عن هذا الإشكال ، فأفاد – وفقه الله – إلى أن النهي عن
مُشابهة اليهود والنصارى في الاقتصار على الإشارة فحسب ، لأن هذا هو تسليمهم . أما إذا سلّم المسلم – بمعنى ألْقى
السلام – ثم أشار بيده ، فهذا لا يَدخل في النهي .
والإشارة يحتاج إليها الإنسان إذا كان في صلاة ، كما كان عليه الصلاة والسلام يَفعل .
فعن صهيب أنه قال : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فَسَلَّمْتُ عليه فَرَدّ إشارة بأصبعه . رواه أبو داود
والترمذي والنسائي
.
وروى النسائي من طريق زيد بن أسلم قال : قال ابن عمر دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجد قباء ليصلي فيه ، فدخل
عليه رجال يُسَلِّمُون عليه ، فسألت صهيبا - وكان معه - : كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا سُلِّم عليه ؟ قال :
كان يُشير بيده .
وفي حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ في المسجد يوما وعُصبة من النساء قعود ،
فَألْوى بيده إليهن بالسلام . رواه الإمام أحمد .
فَدَلَّتْ هذه الأحاديث على أنه صلى الله عليه وسلم كان يُشير في رد السلام ، إذا كان بعيدا عمّن سلّم عليه ، أو كان لا
يستطيع الردّ حُكماً ، كَحَال الصلاة .
والله تعالى أعلم
الشيخ عبدالرحمن السحيم عضو هيئة الدعوة و الارشاد.