الله أكبر أي فضل بعد صلوات الرب ورحمته وهداه00؟ وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال :قال رسول الله
: ((يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض))رواه الترمذي. وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال :قال رسول الله
: ((ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها))رواه مسلم. وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله
: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة ))رواه الترمذي.
وأتت امرأه إلى النبي
, فقالت :إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي , فقال : ((إن شئت صبرت ولك الجنة,وإن شئت دعوت الله أن يعافيك )),فقالت :اصبر00ودخل
على أم السائب تزفزفين ؟)), قالت : الحمى لا بارك الله فيها ,فقال : ((لا تسبي الحمى,فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد))رواه مسلم.
قال ابن أبي الدنيا: كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة ما مضى من الذنوب0
أخي الحبيب 00لعل لك عند الله تعالى منزلة لا تبلغها بعملك, ويصبرك على ما بتلاك به, حتى تبلغ تلك المنزلة00فلم الحزن إذا ؟
***الوقفة الرابعة:الأجر الجاري ..من لطف الله تعالى ورحمته أنه لا يغلق بابا من أبواب الخير إلا فتح لصاحبه أبوابا00فعلاوة على مايكتب للمرضى من ألأجر جزاء ماأصابهم من شدة ومرض وصبرهم عليه ،لايحرمهم ثواب مااعتادوا فعله من الطاعات إذا قصروا عنها بسبب المرض 0فعن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه-قال:قال رسول الله-
-
(إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما))رواه البخاري. فأي كرم بعد هذا الكرم ،وأي فضل أوسع من فضل مسدي النعم..؟ راحة العبد من العمل ،وكتابة أجر ما كان يعمل00 ***الوقفة الخامسة00لابد للعسر من يسر00 هذه سنة الله تعالى في خلقه00ماجعل عسرا إلا جعل بعده يسرا00 والأمراض مهما طالت وعضمت لابد لأيامها أن تنتهي ،ولابد لساعاتها- بإذن الله -أن تنجلي00 ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاوعندالله منهاالمخرج ضاقت لمااستحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنهالاتفرج قال وهب بن منبه:لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء ينتظر الرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء... قال تعالى
فإن مع العسر يسرا(5)إن مع العسر يسرا)...
***الوقفة السادسة...غنيمة المرض*** لوتأمل المريض فوائد مرضه وحسناته ما تمنى زواله... فبالرغم ممافيه من تكفيرللسيئات،ورفع للدرجات،وكتابةأجرماكان يعمل من الصالحات ؛ فيه أيضافرصةعظيمة لمن وفق لاستغلال الأوقات.. فالمريض يحصل له في حال مرضه من أوقات الفراغ مالا يحصل فله فيماسواه.. فاحرص-رعاك الله-على استغلال أوقاتك في ما يقربك من الله،من قراءةللقران وحفظه،وطلب للعلم، واستزادةمن النوافل،وأمربالمعروف ونهي عن النكر،ودعوةإلى الله... واعلم-شفاك الله وعافاك-أن المسلم مأمورباتباع أوامرالله تعالى في سرائه وضرائه،وفي حال صحته وبلائه ..
***الوقفة السابعة:النعم المغبونة 00لا يقدر نعم الله تعالى إلا من فقدها00 وكأني بك وقد أنهك المرض جسدك, وأذهب السقم فرحك, أدركت قوله
: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ )) رواه البخاري.
فالصحة من أجل النعم التي أنعم الله بها علينا , لا يقدرها إلا المرضى00 وهكذا 00فكم من النعم قد غفلنا عنها, وكم من النعم قد قصرنا بواجب شكرها00
وأجل تلك النعم وأعظمها 00 نعمة الإيمان والهداية00 فكم من الناس قد غبنها, فلم يقوموا بواجب شكرها , وتكاسلوا عن الاستقامة عليها00
وحين تلوح لك بوادر الشفاء 00 وتسعد ببدء زوال البلاء , اقدر لهذه النعم قدرها, واعرف فضل وكرم منعمها,وتدبر حالك عند فقدها أو نقصها, فأعلن بذلك توبة نصوحا من تقصيرك في شكر كل نعمة , وتفريطك في استعمالها فيما يرضى ذا الفضل والمنة. بل اجعل توبتك الآن 00نعم,الآن عل هذه التوبة أن تكون سببا في رفع ما أنت فيه من كربة , ودفع ما تعنيه من شدة00
قال علي – رضي الله عنه - : ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة00 وإن لم يكتب لك من مرضك شفاء , فنعم ما يختم العمر به توبة صادقة00
***الوقفة الثامنة:لكل داء دواء00من رحمة الله تعالى أن المرض مهما بلغ من الشدة والعناء , وشاء الله للعبد الشفاء, يسر له دواء ناجعا , وعلاجا نافعا00 فعن أبي هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
: ((ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء))منها 00حسن التوكل على الله والالتجاء إليه وحسن الظن به00
فهذا خليل الرحمن
يصدع في يقين الواثق((وإذا مرضت فهو يشفين))فلا شافي إلا الله , ولا رافع للبلوى إلا هو سبحانه00والراقي والرقية والطبيب والدواء أسباب قد يسر الله تعالى بها الشفاء00
فاجعل توكلك على الله وتعلقك به لتظفر بالصحة والعافية في الدنيا, والسلامة والفوز في الآخرة00
فإذا ابتليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
وهو سبحانه حكيم عليم لا يفعل شيئا عبثا , ورحيم تنوعت رحماته , لا يقضي قضاء إلا كان خيرا للعبد, قال
((عجبت للمؤمن-إن الله - عز وجل- لم يقض له قضاء إلا كان خيرا له))
(نقلته لكم من كتيب أبشر أيها المريض - لمحمد الركبان)
(دعواتكم)^_^