نص السؤال 
==================
الدروب التي سلكتها كانت طويلة وموغلة في الوحشة --كل شئ كان يدخل في منفاه حتى 
انا دخلت في المنفى وتهت في صحراءه --الزمن الذي عشته كان زمنا حزينا بكل ما 
تعنيه هذه الكلمة من معنى-- الحزن كان السمة الغالبة على زمني وايامي وعلاقاتي 
--لا اعرف عن ماذا كنت ابحث؟؟كل ما اعرفه انني دخلت في فلقي الابدي ورحت افكر 
بوجودي --بحقيقتي --بنسياني--بضياعي--لم تعد لي رغبة بمتابعة اي شئ فقدت الرغبة 
في الدراسة وكدت امزق كل شئ واركن الى اخفاقي --
وحيدة انا منذ اللحظة الاولى من31-12-1984 حتى هذه اللحظة وحيدة--وحيدة--اين 
انتم يا من اتيتم بي الى هذا الوجود --امي ابي اخوتي اصحابي--ولا شئ سوى دموعي 
التي اسدلها منديلا اضمد به جراحي--ولدت في بيت كل ما فيه يشي بالكآبة والحزن 
والبؤس--الناس والاصدقاء والجدران كل ذلك كان يحملني الى حزني وقلقي وكآبتي لم 
اكن اعرف اي طريق سأسير عليه بأقدام حافية من الحلم --هل انا وحدي التي اوغل في 
جهلي ---
لا احد يدرك تفكيري ولا احد يمكنه الغوص في اعماق نفسي؟؟كنت اشعر دوما برغبة 
للانزواء والانطواء في غرفتي--كل شئ في بيتنا كان يقف كالصخرة الصماء في وجهي 
--منذ الابتدائية وحتى الجامعة لم اعود اسلوب التعارف على الاخرين --إلا انه في 
النهاية تحول الى جزء من شخصيتي فانا لم اعد اميل للإختلاط بأحد --كنت افضل ان 
ابقى وحيدة --كنت اكتم كل ذلك في ذاتي حتى اصبحت جمرة الكتمان بحجمي انا --فرحت 
احترق الى اين اتوجه ولا جهة تسمع صوتي--كان نفوري من كل شئ نتيجة ما انا فيه 
فكنت ما البث ان اعود للبيت حتى ادخل في زنزانتي الوحيدة--
انا الان كتلة انسانية يتجاذبها اليأس ولا تجد مستقرا تقف عنده --يلاحقني 
الشقاء والحزن ولا اجد سبيلا للخلاص من ضرباته الموجعة --اي زمن هذا الذي انا 
فيه ؟؟!يسلبني كل شئ سوى المرارة والاسى --اكتب على صفحاته السوداء آلام ايامي 
وانا وحيدة -- وكنت اتساءل دوما هل انا الوحيدة التي تتعثر بها الايام لتقذف 
بها في فلوات لا نهاية لها؟؟
لا ادري فقد اصبحت نفسي غرفة زجاجية تشف عن آلم لا نهاية له -- كنت اتأمل 
الاخرين وهم يضحكون فأحسدهم وان ابحث في نفسي عن بقايا ابتسامة --
اتمنى ان تكون فكرتي قد وصلت إليكم-- فهل بإمكانكم مساعدتي--اتمنى ذلك--
أ.هـ 
===================
سيتم نقل جوابكم شيخنا أسامة للسائلة بارك الله فيكم 
أخوكم مستفيد