في بعض صباحات الغربة ..والتي تبدأ قبل أوانها ..
لتفكّ جدائلها على مهل ..
ينصبُ لي العقل كمينا ...
فتتهاوى أمامي صور الخيبات المتلاحقة ..والّلاءات المتتابعة
لأضيف اليها محصلة ( لاء ) جديدة ..
قوام بهلواني المزيج من عدة افكار تفتقد الى القواسم المشتركة ، تأتي مسافرة من عهود مختلفة ..مثقلة بجراح الغياب ،
تتجمع معا ........لأشعر انني جنية تحوّل الأشياء الى ضفادع .
أعلّم السوار حولي ...وانثر عليه مزيدا من ورود الجوري الحمراء لمنع الاقتراب
وفي جملة الاسقاطات..
احضّر أشياء مختلفة من المشروبات والمأكولات ، كفوضى الافكار التي استحضرتها ذاكرتي ،
وأبدأ رحلة (الفجع ) ، التي تنتهي بسلسلة من الآلام في معدتي،
بينما يزداد طرق الآلام على باب ذاكرتي.
يزداد رنين الهاتف في صباحات العمل الطارئة ،
فأحاول طرد خزعبلائية الافكار من ذهني،
وإخراس أنين معدتي ،
والاقبال على اليوم بجديّة الإنجازات...
ثم يخطر في بالي ان أسكت رنين الهاتف .
ما الجدوى من مسابقة الصباحات؟
والخريف ينتظرنا ..ليقتلع خضرة أيامنا ويرميها في مهبّ النسيان ...
...والوجود لا يستحق منا الا انتظار الغياب...
في محاولتي السابعة عشرة بعد الألف..لإيقاف تدفق الأفكار المحملة بالخذلان،
عرفت أن ما من طريقة لإسكات الآلام ..الا بالتوقف عن محاولات اسكاتها...
ما من طريقة للتخلص من قبضة الذاكرة ...الا بالاستسلام اليها ..وسلوك الدهاليز التي تقودنا فيها.
فكلّ ما نفعله لنراوغها،
يزيدنا ألما..
عندما تمارس الذاكرة سلطتها الاستحواذية في الصباح،
ألقي نفسي في غربة نفسي...
وأرحل مع الصور واللاءات والخيبات
ثم أعود ويداي خاليتان،
كقميص على حبل ......