شيخنا الفاضل .
إحدى الأخوات تسأل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحاجة هذه الفتوى سريعا :
في إحدى المدارس الابتدائية قامت مديرة المدرسة بالتعاون مع مشرفة المصلى بالمدرسة بإعداد جدول للطالبات لمتابعة آدائهن للصلاة ويشمل الجدول الفروض الخمسة وبذلك تتابع المدرسة صلاة الطالبة ظهرا في المدرسة أما بقية الفروض فتتابعها الأسرة بالمنزل بوضع إشارة صح عندما تؤدي الطالبة الصلاة في وقتها وبذلك تكون المتابعة للطالبة مستمرة في المدرسة والمنزل ومن ثم تكرم الطالبا ت المحافظات على الصلاة في نهاية الشهر .
كان التجاوب من الأهالي كبيرا والنتائج محفزة لكن هناك من ذكر لنا أن ذلك قد يكون بدعة
أي أن متابعة صلاة الطالبات عن طريق هذا الجدول طريقة جديدة في العبادات والحث عليها وقد تكون بدعية .
فما قولكم حفظكم الله ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .
سبق أن سُئلت عن
شجرة الصلاة ، وهي صورة تُوضع للصغار من أجل تشجيعهم على
الصلاة .
وهذه الشجرة :
http://assuhaim.googlepages.com/sh-assalat.png
فقلت آنذاك :
لَمَّا رأيت هذه الصورة خطر ببالي الحديث الذي رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال : هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب .
ورواه أيضا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال : هذا الإنسان وهذا أجله محيط به - أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وأن أخطأه هذا نهشه هذا .
ثم سألت شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي عن هذه الطريقة - وسألته هاتفياً - وشرحت له الصورة ، فقال : لا بأس بها ، وذَكَر - حفظه الله - حديث الخطّ .
ويدل عليه أيضا تشبيه
الصلاة بالنهر الجاري .
وهذا ليس من تصوير وتجسيد ثواب الأعمال الذي يمنع منه العلماء ، وإنما هو لتقريب الصورة للأطفال .
إكمالاً للفائدة حول ما يتعلق بالخط في حديث ابن مسعود
قال ابن حجر :
قيل هذه صفة الخط
ووضع الجدول لتشجيع الطالبات على
الصلاة ليس مِن قَبِيل البِدَع ، لأنه يُقصد به حثّ الطالبات وتشجيعهن .
وهو وسيلة كغيرها من الوسائل ، مثل مُكبّرات الصوت لإسماع الناس صوت الأذان ، فإنها تتضمن حثّ الناس على المجيء إلى
الصلاة دون أن يُتعبّد الناس بتلك الوسائل .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد