يخطئ البعض في تعريف أنفسهم ويقعون بعد ذلك في حصيلة أوهام وانهيارات نفسية لا حصر لها
ببساطة قد تسأل شخص ما .. من أنت ؟ فيقول لك ، انا صاحب ماركة المطاعم الشهيرة ...... وان تعرض للخسارة ، يشعر انه قد أصبح لا قيمة له ، لأنه ربط تعريف نفسه بأشياء .. عرضة للزوال .
أو أنا صديق فلان .. الرياضي المشهور ، النجم المعروف ، فإن تعرضت علاقته للانفصال .. أصبح بنظر نفسه لا شيء !
ان هؤلاء تعرضوا للسقوط لأنهم ربطوا تعريفهم الشخصي بأشياء من المتوقع ان تهلك ، فهلكوا معها
ولكي تقي نفسك من زلازل وانهيارات هويتك النفسية ،
عليك أن تكون دقيقا في تعريف نفسك ،
عرف نفسك ( بمهاراتها وقدراتها ) وليس ( بانجازاتها )
لأن الانجازات قد تلمع وقد تخبو ،
اما المهارات فتبقى أطول ، وهي أصلا المحقق الرئيسي للإنجازات ، وعندما تتعرض للخسارة ، ستتعامل مع قدراتك وثقتك بأنك قادر على احراز البديل ،
تعامل مع السبب وليس مع النتائج ، هذه افضل طريقة للنجاح . وانشاء بناء جديد .
الأفضل أن يعرف الشخص نفسه مثلا على انه ذكي ، موهوب ، بدلا من ان يعرّف نفسه على انه غني ، صاحب مركز في وظيفته ، صديق فلان ، لأن هذه الامور عرضة للزوال ، فماذا سيحصل لمعادلته بعدها ؟
ان الاشخاص الذين يفشلون في الحصول على تعريف مناسب لأنفسهم عادة ما ينتهون الى تعريف هشّ ضعيف ، يكونون معرضين للانتكاسات التي تصيب هذا التعريف ، تماما كالانتساب الى رقم معين في سوق البورصة ، وتحمّل بعدها كل الاهتزازات التي تحدث لهذا الرقم صعودا ونزولا .
ولذلك تجد الكثيرين ممن يتعرضون للخسائر ، يقعون في مصيدة الانكار وعدم الاعتراف ، لأن اعترافهم بأن هذا الشيء قد مضى ، يعني انهم اصبحوا لا شيء ، لأنهم ربطوا انفسهم بهذا الشيء في كل العيون واولها عيونهم هم .
ومن هنا يتبين لنا ان الاعلان عن الانكسار امام النفس والغير أمر مهم ، فهذا سيحفز العقل للبحث عن هوية تعريفية جديدة ،
وللخروج من دائرة الانكار والارتباط بالصورة التعريفية القديمة التي انهارت ،
نأمل للمصاب ان يتعلم من دروسه حينها وان يعرّف نفسه بشكل أكثر واقعية وثباتا ...
ان من أفضل وسائل تعريف الانسان لنفسه هي من خلال ارتباطه بالخالق ، والذي كل من غيره الى زوال ، انها الحقيقة التي لا تزول
وبالتالي نجد اكثر المرتبطين بهذا الارتباط الرباني لا تتحطم صورتهم امام أنفسهم ابدا .. كيف تتحطم وقد ارتبطوا بحبل الله المتين ؟
على أن يكون هذا الارتباط نتيجة حب وايمان ليكون أقوى ، وليس فقط لمجرد ايصال صورة تعريفية للنفس أمام الغير ، وامامنا امثلة كثيرة على من يضعون أنفسهم في ثوب الدين فقط لايجاد هوية خاصة بهم أمام الناس ..ليحصلوا على القبول الاجتماعي والترحيب ........... كأشخاص متدينين .