ايها الآباء ..اذا اتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه
قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له جليبيب ، كان في وجهه دمامة وكان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : يا جليبيب ألا تتزوج؟ فقال : يا رسول الله ومن يزوجني ؟!
فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أزوجك يا جليبيب . فالتفت جليبيب إلى الرسول فقال : إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : غي أنك عند الله لست بكاسد ، ثم لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص حتى يزوج جليبيباً فجاء في يوم من الأيام رجل من الأنصار قد توفي زوج أبنته فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !!
فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !! فقال صلى الله عليه وسلم : أزوجها جليبيباً ... فقال ذلك الرجل : يا رسول الله تزوجها لجليبيب ! يا رسول الله انتظر حتى أستأمر أمها !!
ثم مضى إلى أمها وقال لها إن النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك قالت : نعم ونعمين برسول الله زمن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم ! فقال لها: إنه ليس يريدها لنفسه !! .. قالت : لمن ؟ قال : يريدها لجليبيب !! قالت : لجليبيب لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً وقد منعناها فلاناً وفلاناً .. فاغتنم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم فصاحت الفتاة من خدرها وقالت لأبويها : من خطبني إليكما ؟؟
قال الأب : خطبك رسول الله .. قالت : أفتردان رسول الله ... أمره ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني ! قال أبوه : نعم .. ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شأنك بها ... فدعا النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً ثم زوجه إياها ورفع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال : الله صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كدًا كداً !!
ثم لم يمض على زواجهما أيام حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوة وخرج جليبيب معه فلما انتهى القتال اجتمع الناس و بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أتفقدون من أحد قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلاناً وفلاناً كل واحد منهم إنما فقد تاجراً من التجار أو فقد ابن عمه أو أخاه . فقال صلى الله عليه وسلم : نعم ومن تفقدون قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله ...
فقال صلى الله عليه وسلم : ولكنني أفقد جليبيباً .. فقوموا نتلمس خبره ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم عل جسده المقطع ثم قال : قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك .. ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً بجانب هذا الجسد ثم حمل هذا الجسد على ساعديه صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا له قبراً .. قال أنس : فمكثنا و الله نحفر القبر جليبيب ماله فراش غير ساعد رسول الله .. قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها ..
*******
قال الله تعالى : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [النور:32]
الأيامى وهم : من لا أزواج لهم ، من رجال ونساء.
وقوله : " إن يكونوا فقراء "
قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه: أطيعوا اللّه فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، قال تعالى: **إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله**،
وعن ابن مسعود التمسوا الغنى في النكاح، يقول اللّه تعالى:
**إن يكونوا فقراء يغنيهم اللّه من فضله**،
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثلاثة حق على اللّه عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل اللّه" (رواه أحمد والترمذي والنسائي)
قال تعالى : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " [النور: 57]
ويقول الله تعالى :" وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " [الأحزاب:36]
أسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين .