ودون الدخول في اسباب تلبّس هذه المألوفات السلبية بالانسان ،
اذ ان لهذا اسباب عدة وليس ذا وقت اللوم ولا العتاب ولا الحساب ،
لأننا لا نعرف ما نظرة هؤلاء الى انفسهم او الى عاداتهم ،
فمنهم من يعتبرها طقوس وتقاليد مقدسة لا تستقيم حياتهم دون تواجدها ،
بينما يعتبر البعض الآخر أن تركها نوع من المثالية ، لا يمكن ان يرقى اليه الانسان،
ويجدون مشقة كبيرة في تركها ان حاولوا.
والبعض الآخر يعتبرها انس للوحدة ، وهذا التعلق النفسي بهذه العادات يجعل من الصعب عليه التفكير بتركها .
وآخرين ،، وكأن هناك حاجز قوي يمنع من تطبيق ما نتعلم أو طلب المزيد من العلم وتطوير قراراتنا
وعاداتنا إلى الأفضل.
كيف من الممكن ان تقنع هؤلاء بترك المألوفات السلبية والعادات الضارة بهم وبالغير ؟؟؟
ببديهية ، الاجابة عن هذا التساؤل تكون باختصار :
اشغل قلبك بحب الله ، فإن كان البتر والقطع والانقطاع عما هو مألوف ارضاء لله ، فلا مشكلة ولا مشقة ولا تضحية تذكر ، وعلى العكس تماما سيشعر الشخص بلذة لا نهاية لها وهو يستشعر رضا الله عنه .
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله .
أما من تركها لله مخلصاً من قلبه صادقاً , فإنه لا يجد في تركها مشقة
ولكن ،
لنكن عمليين وواقعيين ونعترف ان لكل انسان مداه وطاقته في مقدار الالتزام الديني او حتى الاجتماعي .
او شعوره بالمسؤولية عن نفسه او عن الغير.
وهؤلاء هم فعلا من نحتاج الى ابتكار واضافة وتطوير أساليب ذاتية لديهم، لتعميق الالتزام الديني داخلهم وذلك لأن الالتزام الديني ليس بديلا عن العادات الضارة !وانما قوته تحمي الانسان من الانجراف فيها ...هذا من ناحية ،
وزيادة وعيهم حول مسؤوليتهم عن أنفسهم والاخرين وتقدير السلامة النفسية والصحية، من ناحية أخرى.
فما استنتجته،،، ان من ينجرفون في هذه المألوفات السلبية هم اشخاص
لا يدركون معنى ( غدا ) ولا يتحملون اية مسؤولية تجاه المستقبل،
وهذا نوع من خلل التفكير وليس من مواصفات العقل السويّ المتوازن.
وما اقصده بالمألوفات السلبية ، ليس فقط العادات والممارسات الضارة وانما ،
قد تكون ايضا فكرة سيئة ، او انجراف عاطفي غير مبرر ، او الحساسية الزائدة
وكثير من الاشياء تشكل في منظومتها ( مألوفات ) تميز الشخص
ليقف امامها مكتوف الايدي أو رافعا يديه مرددا : لا أستطيع !!
ولو تناولنا بعض الحلول التي طرحت لمواجهة هذه الازمة وهي محاولة قطع ما هو مألوف وركزنا على احداها
والذي يتمثل في ( ايجاد البدائل الافضل)
ان المألوفات الضارة بنظري ، هي عوامل دخيلة على التفكير السوي المتزن
ولذا فهي نمو غير طبيعي وجب اجتثاثه دون التفكير ببديل عنه.
لأن البدائل عادة تكون لما هو أساسي ورئيسي
وليس لما هو دخيل !
نعلم أن تغيير الأشياء المعنوية أصعب بكثير من تغيير الماديات ..
و تغيير المعنويات يحتاج إلى صبر وتحمل وإلتزام وإنتظام وإستمرار إلى أن يتعودها الشخص.
ولكنني ارى ان الحل الافضل والابعد مدى هو : الاعتياد على عدم وجود هذه المألوفات الدخيلة
وليس الاعتياد على بدائل ، لأن هذا يوفر فرصة كبيرة للعودة الى العوائد الضارة طالما هناك مكان لا زال محجوزا لها .
البعض وانا منهم ، يعتبرون البحث عن بديل لهذه العادة السلبية المستحكمة في البشر نوع من الضعف في التقدير لأنهم اعتبروا هذه العادة السيئة تشكل اساسا في حياتهم ، وتترك فراغا عند اجتثاثها ، اذن لا زلنا نعاني من مشكلة التوازن العقلي والتفكير السوي حتى لو كانت بدائل جيدة نسبيا .
فمثلا : من الذي اخترع ( العلاقة بين السجائر وبزر البطيخ )!
وعمّمها على جموع البشر حتى اصبحت عرفا لمجابهة الآثار الانسحابية للسيجارة
بعد قرار الاقلاع !!!!
شاهدت عشرات الحالات للراغبين والراغبات بالإقلاع عن التدخين ، وكيف انهم اتجهوا مباشرة الى تعاطي ( بزر البطيخ )
كبديل آخر للتسلية ونسيان العادة الاولى ،
وكيف استبدلوا مكان الباكيت والولاعة بكيس ( مكسرات ) مكتنز !!
حسنا لو سلّمنا بأن الوضع الطبيعي هو ان ان يقوم المدخن ( بتفصيم البزر ) لإلهاء نفسه عن اشعال السيجارة ، اذا ما حضر وقتها .
ولكن كيف يتصرف ذات المدخن ( المقلع ) اذا ( نرفز ) وغضب وتشاجر مع شخص آخر ؟؟
هل يخرج من جيبه ( كمشة بزر ) ويبدأ بالتفصيم على مرأى من المتشاجر الآخر ليستعيد هدوءه ويستجمع قواه ...!
المسؤول كذلك ، عندما يتعرض لسؤال محرج امام الناس في ملتقى عام هل ( يتفشش بالبزر ) اثناء المراوغة في الاجابة ....
!!
غير ممكن ....
والسؤال الذي لم اجد له جوابا ابدا :
لماذا يعتقد البعض ان عليه ان يتعاطى ( مضاد حيوي ) لإبطال احدى المألوفات الضارة ؟؟؟؟