السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أسأل الله تعالى أن يكون الجميع بخير وبصحة وعافية يارب.
بصراحة منذ أيام وأنا أتابع هذه الزاوية في المنتدى، وقد جذبني الحديث المستمر، لأنه يتناول عدة قضايا هامة تهم الفرد والمجتمع ، ودائما كعادتها أديبة المنتدى المتألقة فاديا تسحر الناس بكلامها الطيب وتسلب العقول، وكذلك الأخت سلمى التي فتحت هذا الباب فكانت سببا لكل هذه المشكلة والتي أعتقد أنها ستنتهي فصولها في عام 2100 يا إلهي !!!
لقد عجبني بصراحة تفاعلكم وآرائكم وسرعة ردود أديبتنا المتألقة اللهم بارك ، ومع ما أعانيه من مشاكل صحية وخاصة الإبصار فإنني تحاملت على نفسي وقرأت كل شيء حتى النهاية ، ثم بصمت عليه بالعشرة ، إختيار صائب جدا ، موضوع يستحق عشرة نجوم ، والعنوان أكثر من رائع وهو في محله ، فجزاكم الله عنا كل خير ، وعن نفسي : لقد استفدت منه كثيرا ، ولقد تعلمت واكتشفت أشياء كنت أجهلها تماما ، فأنتم في الحقيقة كلكم أساتذة ماشاء الله لا قوة إلا بالله ، وفقكم الله لنفع الإسلام والمسلمين اللهم آمين.
وفي الحقيقة .. نحن نعيش في عصر الغرائب والعجائب ، في عصر الإنترنت والتوكنولوجيا ، في عصر الصحون أو الأطباق الفضائية ، في عصر الغزو الفكري والإعلامي ، تغيرت العقول ، وتغيرت المفاهيم .. واصبح كل شيء مختلف ! ويجب أن نخاطب الناس على حسب لغة العصر وبما يتماشى مع قانون هذا العصر وإلا سنصبح جهلاء ومتخلفين أو ربما منبوذين!!!
على سبيل المثال: قبل فترة وقعت في جدال ومناظرة قويين مع بعض الأطباء العرب ، وأرجو من أديبتنا الفاضلة أن تعلق على هذا الموضوع لو تكرمت .
هذا الطبيب أخذ ينكر كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في التداوي ، وأنكر أن العسل فيه شفاء وأن العلاج بالحجامة لا يجدي نفعا مع أمراض هذا العصر ، وقال أن الطب النبوي تخاريف ، وأن ذاك العصر قد ولى ! وأن العلم قد تطور كثيرا في هذا العصر وهو لا يعترف بمثل هذه التخاريف !!! والعياذ بالله.
طبعا مثل هذا الطبيب والذي أمضى سنينا في أمريكا أو أو روبا ، من الطبيعي أن يكون قد تأثر بالثقافات الغربية ، واصبح من الصعب أن يقتنع بسهولة ، فهو يحتاج إلى حجج علمية قوية ، وإلى حكمة وصبر ، وقد يحتاج أحيانا إلى أسلوب الدعوة ، وهذا ما حصل تماما ، حيث أنه اقتنع في النهاية وإن لم يكن ذاك الإقتناع ! حيث دخلت معه في تفاصيل كثيرة عن علم التشريح وعلم الأمراض ووظائف الأعضاء ، ثم دخلنا في علم الهرمونات والمخ والأعصاب ، فطرحت عليه بعض الأسئلة : عن الجهاز العصبي المركزي والغدي والمناعي والدوري ، وعن آلية عمل الحجامة وعلاقتها بها جميعا ، فطلب مني أدلة وبراهين وأسس علمية وقد أجبته ووضحتها له.
وللأسف الشديد فإنني من خلال مناقشتي معه اكتشفت أنه ضعيف علميا وأن حججه العلمية واهية وضعيفة جدا ، ومع ذلك لم أعيبه أو أعيره على ذلك ، فهو من النوع الذي لا يفحص المرض أو لا يشخص الحالة المرضية ، ولكنه يكتفي بوصف الدواء المناسب لها أو تحويله إلى الطبيب المختص .
وللأسف الشديد لقد قابلت الكثير من أمثاله ، ولقد سألت أحدهم في بعض المناسبات ، أين تقع الغدة الصنوبرية فأشار إلى موضع الغدة الصعترية !!! فاستغربت من رده ! إذ كيف لطبيب بشري يصف للناس الدواء لا يعرف أن يحدد مواضع الغدد الصماء وكيفية عملها ومواضعها التشريحية ، أو لا يعلم شيئا عن علم التشريح ، وفوق كل هذا وذاك يهاجم بعضهم طب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم!!!
ألا يعلم كل هؤلاء أن الطب النبوي بعد أن احتوته كتب ابن سينا وغيره من الأطباء العرب وأصبح مناهج تدرس في كليات وجامعات أميركا ودول الغرب ، وقد ترجمت كتبهم إلى عدة لغات ، ومازال أطباء الصيدلة وعلم العقاقير يرجعون إليها ، ولولا فضل تلك الحضارات السابقة وعلماءنا الأوائل رحمهم الله لما وصل إلينا هذا العلم فهو قديم جدا ولكنه جديد جدا في حد ذاته!
أرجو من أديبتنا الفاضلة التعليق على هذا الموضوع ، وأشكرها جدا وجميع الأخوة والأخوات الأفاضل الكرام الذين تفاعلوا وأثروا هذه الزاوية ، لكم مني خالص الشكر والإحترام وصادق الدعاء وفقكم الله وحفظكم.