كان يفيق قبل أذان الفجر .....حتى يتجهز ويتطيب ويتحضر لهذه الفريضة التي تشهدها الملائكة ...
كان له صوت جميل في تلاوة القرآن ...هادئ كشخصيته الهادئة ....خاشع يخترق القلوب ...ويأسر الأسماع ...
أكرمه الله ...بوضاءة بالوجه .... وجمال في المظهر دون تكلف ....
وكان إذا مشى تعرفه من بعيد ...
فلا يمشي بسكون .... وجمال.... وثقة... وتواضع...
سوى ذلك الشاب الوضيء ....
أحبه كل من عرفه ...وأحب أن يعرفه كل من سمع عنه ...
كان خلقه ....وحسن شمائله ...
سحر لا يخطىء قلب من يتعرف عليه ...
وكنت مثل الباقين ...
أحب أن أجلس معه ...وأن أصبح من المقربين إليه ...أو على الأقل ممن يحضرون مجلسه ...ويسمعون حديثه ...
وهكذا كان ...
مضت سنوات ...والعلاقة بيننا تزداد ....حتى أصبحت من أخوانه الخواص ...
ولن أنسى أنه عرفني على كتاب جميل ...اسمه طب القلوب ...للعالم الجليل الأستاذ الدكتور...عجيل النشمي ...
فقد كان صاحبي يحب القراءة في الرقاق لأن له روحاً شفافة وقلبا رقيقاً ...ولساناً عذبا ً رقراقاً بالخير ...
وهو مع رقة قلبه ...ذو بسمه آسرة ...وفكاهة طيبة لا لغو فيها ولا تأثيم ...
فكم دمعت عيوننا من أحاديثه الباسمة أثناء سفرنا في البر ...
حيث يطول الطريق ويحلو السمر ...
فكيف إذا كان مسامرك هو صاحبي ...وكيف إذا كان جارك على مقعد السيارة هو أخي الذي أحببته في الله ...
ومرت الأيام ...
وجرى ما لم يكن بالحسبان ....