730 - " تخيرو ا لنطفكم ، وأنكحوا في الأكفاء ، وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر : حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : وروح هذا لم أعرفه . وأما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين والبخاري وأبو داود وغيرهم . وأما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان وهذا في " الضعفاء " ( 2 / 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به وقال ( 2 / 233 ) : " السدي كذاب ، وتابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام وليس بشيء ، وقال النسائي : ليس بثقة " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت : له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) : حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، وقال :
غريب من حديث زياد والزهري ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : وسكت عليه السيوطي في " اللآلي " وأورده في " الجامع " من هذا الوجه ، وإسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " وقال : " يغرب ، من ثقات ابن حبان " .
قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره الثاني منكر جدا ، وقد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها .
وأما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي : حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيرو ا لنطفكم " .
قلت : وهذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 8 / 230 ) وقال : " روى عن وزيرة بن محمد وأبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وشيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب الأموي البصري . والله أعلم . ولهذه الجملة شواهد لا تخلوأسانيدها من مقال ، ولعلنا نتفرغ لتتبعها وتحقيق القول فيها إن شاء الله ، وهي على كل حال لا تبلغ أن تكون موضوعة (1) ، بخلاف الجملة الأخيرة " وإياكم والزنج ... " فإنها ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، وقد ذكر هذه الجملة ابن معين في " التاريخ والعلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، ولعله أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : .... " فذكره . ونحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيرو ا لنطفكم ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن ، وأشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق 294 / 2 ) وقال : " وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
وروى عن البخاري أنه قال فيه : " صاحب مناكير وقال في موضع آخر : " منكر الحديث " وعن النسائي : " متروك الحديث " . وقال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .
__________
(1) بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، وقد جمعتها وخرجتها في " الصحيحة " ( 1067 ) . اهـ .