السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
موضوع مهم جدا ، جزاكم الله خيرا....
فمعلوم أنَّ اللغة العربية تقسم الأسماء إلى قسمين لا ثالث لهما ، هما: المذكر والمؤنث ، وليس ثمة صعوبة في التَّمييز بين المذكر الحقيقي والمؤنث الحقيقي ، لكن الصعوبة تكمن في التَّفريق بين ما هو غير حقيقي منهما ، إذ لا سبيل إلى معرفته إلا بالسماع والحفظ .
وقد كان العرب أهل اللغة قادرين على التَّفريق بينهما بسهوله فلما أشرقت شمس الإسلام ، ودخلت الأمم الأخرى في دين الله أفواجا ، وأقبل الناس على تعلم لغة القرآن بدأ اللحن يظهر ويتفشى في اللسان ، وقد كان من أقبح اللحن وأبشعه تذكير المؤنث أو تأنيث المذكر ، وهذا النوع من اللحن يكاد يكون خاصاً بغير العرب ، وقد شعر به الفصحاء إبّان ظهوره وتأذوا منه ، فقال قائلهم يتضجر من لُكنة أم ولده :
أَوَّلُ ما أسمع منها في السَّحَرْ......
تذكيرها الأنثى وتأنيث الذَّكَرْ........
اسمحوا لي ان اقدم فائدة في هذا الموضوع :
وقبل ان ابدأ ، اقول ان استعمالات التذكير والتأنيث في النص اعلاه جائزة وصحيحة.
وارجو ان افيدكم بهذه المعلومات :
التذكير والتأنيث المجازي :
المذكر والمؤنث :
الاسم الدال على مذكر من أجناس الناس والحيوان، مذكر حقيقي مثل غلام وثُعْلُبان.
والاسم الدال على مؤنث من أجناس الناس والحيوان، مؤنث حقيقي مثل بنت وأَتان. ولكل منهما ضمائر وأسماءُ إشارة وأسماءٌ موصولة خاصة بها تقول: هذا الغلام هو الذي اصطاد ثُعْلُباناً، وهذه البنت هي التي خافت من الأَتان.
أَما بقية الأشياءِ التي ليس فيها مذكر ومؤنث فبعضها يعامل معاملة المذكر الحقيقي في الضمائر والإشارة والموصولات فيقال له مذكر مجازي مثل: ما ورد في النص اعلاه : الغدر ،الكذب ، الغباء ، الاثم ،....... وبعضها يعامل معاملة المؤنث في كل ذلك فيقال له مؤنث مجازي مثل: الخيانة ، الدنيا ، الشمس ، التضحية ، الارض ، ......
تنبيه:
ليس هناك قاعدة في معرفة التذكير والتأْنيث المجازيين، بل المدار في معرفة ذلك على السماع، بالرجوع إلى كتب اللغة. ونلاحظ أن بعض الأَسماء يذكر ويؤنث مثل: الطريق ، الارض ، الشمس،.... فتصح فيها المعاملتان فتقول: هذا الطريق واسع أَو هذه الطريق واسعة. والمرجع في معرفة ذلك المعجمات اللغوية.
كما يلاحظ أن بعض الأَسماء يحمل علامة التأْنيث ويطلق على كلٍ من الجنسين مثل: حية وشاة وسخلة (ولد الغنم والمعز)، وكذلك بعض الصفات مثل رجل رَبْعة وامرأَة ربعة (معتدلة القامة).
ولي وقفة قصيرة عند التأنيث لاجل الفائدة :
تأنيث حقيقي وتأنيث مجازي:
1- التأنيث الحقيقي: معنى التأنيث الحقيقي أن يكون الاسم ينطبق على مسمى مؤنث في الحقيقة, المقصود بالمؤنث الحقيقي أنه فيه خصائص المؤنث بمعنى أنه يلد.
2- تأنيث مجازي: ومعنى التأنيث المجازي أنه لا يلد ليس مؤنثاً في الحقيقة ولكن العرب عاملته معاملة المؤنث مثلاً قولنا شمس الشمس كوكب من الكواكب يمكن أن نسميه لو لم يسمه العرب بأي اسم من الأسماء لكن اصطلح العرب على أنه مؤنث وإلا هو فهو كوكب ينطبق عليه ما ينطبق على بقية الكواكب التي خلقها الله -سبحانه
وتعالى- فلما اصطلح العرب على جعلها مؤنث قيل: إن تأنيثها تأنيثا مجازي إذا عرفنا هذا وتبين أن المؤنث إما أن يكون حقيقي التأنيث أو يكون مجازي التأنيث
فإنا نقول: إذا كان الفاعل حقيقي التأنيث ووقع بعد فعله مباشرة فتأنيث الفعل واجب, وإن كان الفاعل مجازي التأنيث ووقع بعد الفعل مباشرة فلا يجب أن يؤنث الفعل لأن هذا التأنيث غير حقيقي وإنما يكون بالخيار
فمثلاً في قولنا: جاءت المرأة، المرأة فاعل حقيقي التأنيث فإذن وجب أن يؤنث الفعل فيقال: جاءت. وفي قولنا: طلعت الشمس الشمس مؤنث مجازي وقد أنث الفعل وهذا هو الأصل لكن يجوز أن نقول: طلع الشمس.
والله اعلم......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.