✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
وأما المحبة لله، والتوكل عليه،
والإخلاص له ونحو ذلك،
فهذه كلها خير محض،
وهي حسنة محبوبة في حق كل أحد من النبيين
والصديقين
والشهداء
والصالحين .
ومن قال : إن هذه المقامات تكون
للعامة دون الخاصة فقد غلط في ذلك إن أراد خروج الخاصة عنها،
فإن هذه لا يخرج عنها مؤمن قط،
وإنما يخرج عنها كافرٌ أو مُنافق .
وقد تكلم بعضهم في ذلك بكلام،
بينا غَلطَه فيه
وأنه تقصير في تحقيق هذه المقامات
بكلام مبسوط وليس هذا موضعه .
ولكن هذه المقامات ينقسم الناس فيها
إلى : خصوص وعموم،
فللخاصة خاصُّها، وللعامة عامُّها .
مثال ذلك أن هؤلاء قالوا :
إن التوكل مُناضلة عن النفس في طلب القوت، والخاص لا يُناضل عن نفسه .
وقالوا :
المتوكل يطلب بتوكله أمراً من الأمور،
والعارف يشهد الأمور بفروعها منها
فلا يطلب شيئاً .
فيقال : أما الأول فإن التوكل أعم من التوكل في مصالح الدنيا،
فإن المتوكل يتوكل على الله في صلاح قلبه ودينه وحفظ لسانه وإرادته
وهذا أهم الأمور إليه؛
ولهذا يُناجي ربَّه في كل صلاة بقوله :
{ إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ ** ،
كما في قوله تعالى :
{ فَاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ** سورة هود 123
وقوله : { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيب **
كما في سورة هود 88
وسورة الشورى 10
وقوله : { قُلْ هُوَ رَبِّي لآ إلَـٰهَ إلَّا هُوَ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ مَتَابِ ** سورة الرعد 30
فهو قد جمع بين العبادة
والتوكل في عدة مواضع؛
لأن هذين يجمعان الدين كله؛
ولهذا قال من قال من السلف :
إن الله جمع الكتب المنزلة في القرآن،
وجمع علم القرآن في المفصل،
وجمع علم المفصل في فاتحة الكتاب،
وجمع علم فاتحة الكتاب في قوله :
{ إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ ** .
وهاتان الكلمتان هما الجامعتان
اللتان للرب والعبد،
كما في الحديث الذي في صحيح مسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يقول الله سبحانه :
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،
نصفها لي ونصفها لعبدي،
ولعبدي ما سأل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يقول العبد: الحمد للّه رب العالمين،
يقول الله : حمدني عبدي ،
يقول العبد : الرحمن الرحيم،
يقول الله : أثنى على عبدي ،
يقول العبد : مالك يوم الدين،
يقول الله : مجدني عبدي ،
يقول العبد : إياك نعبد وإياك نستعين،
يقول الله : فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،
يقول العبد : اهدنا الصراط المستقيم،
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين،
يقول الله : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ).
فالرب سبحانه له نصف الثناء والخير،
والعبد له نصف الدعاء والطلب .
وهاتان جامعتان ما للرب سبحانه،
وما للعبد،
فإياك نعبد للرب،
وإياك نستعين للعبد .
( يتبع ) ...........