البطن عبارة عن تجويف كبير بجسم الإنسان يقع بين الصدر وتجويف الحوض. يفصل حائط قوي من العضلات يسمى "الحجاب الحاجز" بين البطن والقفص الصدري، وليس هناك نسيج يفصل البطن عن تجويف الحوض، وتحتوي أعضاء البطن على المعدة والكبد والبنكرياس والأمعاء والكليتين والغدة الكظرية والطحال. وهناك غشاء رقيق يسمى "الغشاء البريتوني"، يقوم بتحصين كل تجويف البطن ويغطي معظم أعضائه. يتكون الحائط الأمامي للبطن من طبقات عضلية أشبه بالرقائق، ملتصقة بالأضلاع من أعلى، وبعظام الحوض من أسفل. تحفظ هذه العضلات أعضاء البطن، وتمكن الشخص من أن ينحني ويستدير بقامته. تكون بعض العضلات والسلسلة الفقارية أقرب حائط للبطن.
وإذا حدث ألم في المنطقة ما بين الصدر والحوض فهذا يعني إشارة إلى أن هناك شيئاً به خلل في أحد أعضاء التجويف البطني. وينبغي لأي شخص يصيبه ألم ألا يتأخر في استشارة الطبيب، كما يجب عدم تناول أي من الملينات أو المسهلات حيث إنها خطيرة لمن يعاني من الزائدة الدودية ويقول المختصون ان أكثر آلام البطن شيوعاً تأتي من الافراط في الأكل وبالأخص الأغذية الدسمة أو أن يأكل الشخص وهو في حالة تعب أو يعاني من اضطرابات عاطفية، وعادة يكون الألم الناتج عن مثل هذه الأسباب يزول عندما يستعيد الجهاز الهضمي أوضاعه الصحية.
ينبغي على كل شخص عندما يحس بألم في البطن أن يحدد موقع الألم وهل كان قبل الأكل أو بعده وهل يصاحبه الشعور بالقي أو الدوخة، وهل يشك في أي نوع من أنواع الأكل قد يكون السبب في ذلك، وهل سبق أن حس بهذا الألم من قبل وفي نفس الموقع، وهل الألم مستمر في موقعه الأصلي أم أنه يتنقل، وفيما إذا كان يختفي بعد الأكل أو يستمر وهل الألم مصحوب باسهال؟ وهل الألم شديد، وهل يخف الألم مع المشي أم يخف بالرقود، وهل الألم يخف عند وضع الشخص لموضع السجود أم يزداد. هذه الملاحظات مهمة جداً لأنه عند ذهابك إلى الطبيب يحتاج إلى معرفة هذه المعلومات.
كيف تكون آلام البطن؟
إن الألم غير القوي في أعلى البطن المقرون بالغثيان ينشأ من اضطرابات المعدة، وإذا كان مثل هذا الألم لم يحدث من قبل بنوع ما من الانتظام، فإن العلاج الذاتي البسيط قد يكون مسموحاً به. أما الألم الشديد مع سوء الهضم فينبغي في هذه الحالة الذهاب أو استدعاء الطبيب المختص إذ أن أنواعاً معينة من مرض القلب تحدث أعراضاً شبيهة بهذه الأعراض.
1- الألم الحاد مع القيء والاسهال هي دلائل على تسمم الطعام، وهي تدعو إلى زيارة الطبيب في الحال، وعليك ألا تحاول تفريغ أمعاءك بالملينات أو أن توقف الاسهال بالأدوية.
2- أما الألم المعاود والتململ الغامض في أعلى البطن، وبالأخص إذا كان مصحوباً بسوء هضم وغثيان وقلة تحمل تجاه الأطعمة الدهنية قد يعني أن بعض الحصى قد تكون في المرارة. وحصى المرارة عادة تتكون بفعل تصلب مواد كيميائية معينة توجد في الصفراء وهي المادة السائلة التي يصنعها الكبد وتختزن في المرارة. وفي بعض الأحيان يسبب حصى المرارة ألماً معتدلاً غير شديد ويمكن في بعض الأحيان ألا يسبب ألماً مطلقاً. ولكن بمجرد دخول حصاة صغيرة من الحصوات الموجودة في سائل الصفراء بالمرارة في إحدى قناتي المرارة، فإنها تسبب تقلصات شديدة في أثناء تحركها في داخل الممر.
3- أما الألم الشديد في أعلى الجانب الأيمن من البطن المصحوب بغثيان وربما بالحمى فإن هذا يشير إلى التهاب المرارة، ومن المعتقد أن حصى المرارة هو السبب الأكبر في هذا الالتهاب، ويمكن التأكد من وجود حصى المرارة بواسطة الفحص بالأشعة السينية إذا لزم الأمر، ويمكن ازالة الحصى بجراحة بسيطة جداً، أما في حالة الالتهاب الحاد للمرارة فإنه من الأفضل استئصالها فوراً تفادياً لمنع المضاعفات الخطيرة.
4- والألم المصحوب باليرقان (اصفرار العين والجلد) فإن ذلك يشير إلى مضاعفات مترتبة على اضطراب في المرارة، ولكن في الغالب علامة دالة على مرض الكبد. ويتمركز الألم غالباً في الجانب الأيمن من البطن، ويحدث في أحيان كثيرة تضخم في حجم البطن مصحوباً بغثيان وقيء وحمى ويظهر في القئ والبراز دم، ومرض الكبد يتطلب العناية الفائقة في الحال، من أجل منعه من التزامن إلى مرحلة مستعصية العلاج، وعليه فإنه يجب على كل من يعاني من مثل هذه الأعراض أن يستشير المختص دون تأخر.
5- الألم الحاد مقروناً بالسعال مع بصاق معرق بالدم وبحمى مرتفعة بدأت بقشعريرة فإن هذا يشير إلى التهاب رئوي. وهذا الألم في البطن مصدره الصدر، ولكنه ينتقل أحياناً على امتداد طرق الأعصاب إلى أعلى البطن موهماً أن أعلى البطن هو مصدره. ويجب على كل من يشكو من مثل هذه الأعراض استدعاء الطبيب المختص ويلزم الفراش، إذ أن الالتهاب الرئوي مرض مداهم، ولكن إذا شرع الشخص في علاجه فوراً فإن فرص الشفاء منه جيدة جداً. والالتهاب البلوري وهو الغشاء الذي يغطي الرئتين وأسطح التجويف الصدري، يسبب كذلك ألماً قد يحس به الشخص في أعلى البطن ابتداء من الصدر حيث يوجد المرض ويزداد الألم غالباً بشكل حاد حينما يكح المريض أو يشهق نفساً عميقاً. وأهم أسباب البلورا هو الالتهاب الرئوي والسل والانفلونزا.
6- أما الآلام التي تحدث على هيئة تقلصات في أعلى البطن مصحوبة بإسهال، قد تنجم عنها اضرابات معوية مختلفة، فإن من مسبباتها القولون الملتهب أو الأمعاء الغليظة. ويجب على المريض في مثل هذه الحالة التزام الفراش والراحة التامة وتناول غذاء خفيف وبسيط واستعمال الأدوية الملائمة لذلك. والتهاب القولون، على خلاف التهاب القولون التقرحي الذي يعتبر أقل منه شيوعاً ولكنه أخطر منه يستجيب للعلاج ويزول خلال أيام قليلة.
7- تكون هناك آلام شبيهة بالتقلصات في أعلى البطن وهي فلونزا الأمعاء، وهي عدوى فيروسية في أغلب الأحوال. ويصاحبها عادة إسهال وقيء، وينبغي ألا تؤخذ الملينات أو المسهلات اطلاقاً في مثل هذه الحالة.
8- أما الألم المحرق في أعلى البطن فقد يكون سببه قرحة هضمية عادة يكون جرح مفتوح فوق بطانة المعدة أو المعي الاثني عشر. الألم يحس به الشخص عقب الأكل بساعتين أو ثلاث أو أحياناً بعد منتصف الليل، وقد يحدث معه قئ وقد يكون القئ مصحوباً بدم أو احياناً يكون البراز مصحوباً بدم. وفي الحالات الشديدة فإن القرحة قد تثقب جدار المعدة أو الاثني عشر مسبباً آلاماً مبرحة. وهذه دائماً تتطلب العناية الطبية فوراً. وعلى الأشخاص الذين يشتبهون في اصابتهم بالقرحة أن يتجهوا إلى المختص ويطلب منه عمل فحص شامل ودقيق.
9- أما أعراض التهاب جدران المعدة فتمثل اعراض القرحة الهضمية والتهاب المعدة هو الشكل الأكثر شيوعاً لاضطراب المعدة، وقد ينجم عن الإفراط في الأكل أو من الطعام الفاسد أو من تسمم الطعام وربما يكون أحياناً نتيجة للاضطرابات العاطفية. ويمكن التأكد من التهاب المعدة وتميزه من القرح الهضمية بواسطة الأشعة السينية أو عمل منظار للمعدة.
آلام البطن السفلى:
1- إذا حصل ألم في أسفل الجزء الأيمن من البطن فإن هذه دلالة على التهاب الزائدة الدودية، واحياناً ينتقل الألم إلى مكان ثانٍ ويثبت لمدة ثلاث ساعات أو أكثر وعلى المريض الانتباه إلى ذلك، واحياناً لا يكون هناك موقع محدد من البطن لالتهاب الزائدة ولكنه يتحوَّل في الغالب إلى الجزء الأيمن من أسفل البطن. وإذا توقف الألم فمعنى هذا انفجار الزائدة وتبدأ المضاعفات الخطيرة الأخرى. وقد يصاحب التهاب الزائدة الدودية قئ وإسهال وربما امساك. ويجب على المريض بالتهاب الزائدة التمدد في الفراش وأن يكون هادئاً ويجب عدم تدليك البطن أو استعمال قربة الماء الساخن ويمكن وضع كيس من الثلج على موقع الألم ريثما يحضر الطبيب، على المريض عدم تناول طعام أو شراب أو أي دواء أو شيء غير ذلك. ويجب عدم استعمال الملينات أو المسهلات أو عمل أي حقن شرجية على الاطلاق.
2- هناك ألم مشابه لألم الزائدة الدودية وهذا يصيب النساء فقط اللاتي لم يصلن إلى سن اليأس ويحدث هذا الألم عند بعضهن بين العادتين الشهريتين، ويكون الألم معتدلاً واحياناً شديداً، وهو ينشأ عند انبثاق البويضة من المبيض، وعندما يحدث ذلك في المبيض الأيمن يكون الألم في الجانب الأيمن الأسفل من البطن وقد يوهم المرأة أن هذا التهاب الزائدة الدودية فيجب الاحتياط.
3- أما الألم والشعور بامتلاء شرجي فهاتان العلامتان دالتان على الإمساك، وقلة التبرز أو قلة عدد مرات الذهاب إلى الحمام سببه خطأ في الغذاء، واضطراب عاطفي أو ربما ضعف في عضلات البطن، وفي بعض الأحيان يكون عرضاً لاضطراب أكثر خطورة، ولا سيما في حالات الامساك المستمر وفي مثل هذه الحالة لابد من استشارة الطبيب المختص فوراً ولا تتماهل فيه اطلاقاً.
4- أما الألم التقلصي والمصحوب بالقئ والامساك ووجع البطن عند جسه، فقد يكون ذلك دلالة على عائق في الأمعاء الغليظة، وفي بعض الأحيان يكون العائق ناشئاً من أن الأمعاء تزج بنفسها في تمزق في جدار البطن وتنضغط على نفسها حتى تنغلق تقريباً. أو قد يكون الانسداد ناتجاً عن ورم أو التصاقات أو انحرافات أخرى، أو ربما إعوجاج أو التواء في نقطة ما على امتداد القناة المعوية الطويلة. وقد يحدث العوق فيما يظهر كيس يعرف (بالردب) في جدار الأمعاء ويصاب بالتهاب وهذه الحالة تسمى الالتهاب الردبي. وجميع هذه الحالات تتطلب التدخل الطبي بأسرع وقت.
5- أما التقلصات والذي يصحبه الغثيان ونقص الوزن والاسهال فهذه تدل على أعراض الالتهاب اللفائفي وهو الجزء الأسفل من الأمعاء الدقيقة وهذه الحالة تتطلب استشارة المختص.
6- أما ألم أسفل البطن في النساء فيحدث أحياناً أثناء الحيض، والتقلصات الحيضية تحس بها المرأة في أسفل بطنها، وقد ينتشر هذا الألم إلى الظهر أو على انحدار الساقين، وإذا كانت آلام الحيض شديدة جداً فقد يصحبها غثيان وقيء.
7- هناك أسباب أخرى لألم البطن لا تحدث إلا عند النساء مثل التهاب بطانة الرحم، وعدوى قناتي المبيض والحمل خارج الرحم (الحمل المنتبذ)، وفي التهاب بطانة الرحم يحدث أن أجزاء من بطانة الرحم تنزاح من مواضعها وتنمو أعلى أعضاء أخرى مجاورة. والحمل المنتبذ، أو حمل القناة، يحدث عندما تأخذ البيضة الملقحة في النمو في إحدى قناتي المبيض وفيما يصير نمو الجنين أكبر من أن تتسع له القناة الضيقة، فإن هذه القناة تنفجر غالباً، مسببة ألماً شديداً، ومتلفة القناة ومعقبة بموت الجنين، وفي كثير من الأحيان محدثة نزيفاً خطيراً. وهذه الحالة تعتبر مشكلة من المشاكل ويجب اتخاذ العلاج الفوري.
اعشاب
هل هناك علاج لآلام البطن بالأعشاب أو بالمواد الطبيعية الأخرى؟
- نعم يوجد علاج لآلام البطن بالأعشاب وبعض الزيوت الطبية مثل:
- الكمون Cumin
الكمون نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي 80سم والجزء المستخدم منه ثماره. وتستخدم ثمار الكمون لعلاج حالات ألم البطن الناتج عن تناول وجبات دسمة والتي ينشأ عنها حرارة في البطن. يؤخذ ملء ملعقة كبيرة من مسحوق الكمون وتسف على دفعات ويفضل بلع كمية قليلة من الماء بعد كل سفة. أو يمكن شرب مغلي الكمون وذلك بأخذ ملء ملعقة كبيرة من مسحوق الكمون ووضعها في كوب زجاجي ثم يملأ بالماء المغلي ويحرك جيداً ثم يغطى لمدة 5دقائق ثم يشرب بعد ذلك في هدوء ولا بد من شرب مكونات الكمون كاملة. يعتبر الكمون من المواد القلوية ولذلك فهو علاج جيد للحموضة ولكن يجب عدم تناول أي مياه خلال ساعتين من تناول الكمون. مع ملاحظة عدم تناول الكمون من قبل مرضى الكلى لأن الكمون يضرها.
منقول...
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .