الكبسولة "الكاميرا" تلتقط 57 ألف صورة من داخل الجسم
التشخيص السليم هو نصف العلاج، وقد تنوعت الوسائل باستخدام الأشعات المختلفة إلى المنظار والقسطرة وغيرها من أساليب كشف المرض، واليوم هناك اكتشاف جديد يتم من خلاله تصوير كل سنتيمتر في جسم الإنسان، دون أدنى ألم أو تخدير باستخدام كبسولة يبتلعها المريض، ويخرجها بعد فترة معينة ويتم تعقيمها واستخراج كاميرا متناهية الدقة بداخلها وتحميض الفيلم الذي يبلغ عدد الصور فيه ما يقرب من 57 ألف صورة.
إنها “الكاميرا الخفية” داخل جسم الإنسان وأحدث وسائل التشخيص المتقدم لمعرفة حقيقة الحالة المرضية.
يرجع الأطباء تأخر الحالات المرضية وبالذات في الأورام السرطانية حتى تصل إلى مرحلة مستعصية يصعب علاجها إلى عدم الدقة في التشخيص الإكلينيكي الذي يجريه الطبيب.
فرغم ما شهدته الحقبة القريبة من تقدم تكنولوجي، سواء عن طريق أشعة الموجات الصوتية أم القساطر الطبية أم أشعة الرنين المغناطيسي أم الوسائل الأخرى، فإن التوصل إلى استخدام الكبسولة الحديثة التي تستطيع أن تصل إلى أعماق الجسم والأنسجة وتصور ما بداخلها بدقة يعتبر اكتشافا مهما حيث إنها مزودة بكاميرا فيديو أو بعدستين صغيرتين جدا.
الدكتور أيمن فاخر أستاذ الطب البديل واستشاري العلاج بالأوزون بجامعة ميلانو بإيطاليا الذي أجرى العديد من الفحوصات بهذه الكبسولة التي أصبح استخدامها في العديد من الدول الأوروبية أمراً طبيعياً، يوضح أن هذه الكبسولة الصغيرة يبتلعها المريض وهى مزودة بكاميرا قادرة على التقاط مئات الصور داخل جسم المريض لتشخص كل الأسرار التي تكمن داخل الجسم “الصندوق المغلق” ليصبح هذا الاكتشاف بمثابة قمر صناعي يدور داخل الجسم لمدة 8 ساعات ثم يخرجها المريض عن طريق الإخراج الطبيعي، ويتم استخراج الصور التي التقطتها داخل الجسم.
وأضاف: أن هذا التكنيك الحديث إضافة علمية هائلة في تشخيص الأمراض كشفه مؤتمر علمي بمونتريال بكندا، فقد تحدثت التقارير العلمية التي توصل إليها العلماء عن تقنية جديدة تساعد في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي بدلا من المنظار، أطلق عليها العلماء (Pill Cam Capsule) وهى اختراع كاميرا تصوير توضع داخل كبسولة جيلاتينية يتعاطاها المريض بسهولة عن طريق الفم بكوب من الماء، وتبدأ في التقاط مئات الصور الفوتوغرافية خلال رحلتها من المريء إلى المعدة الى الاثني عشر وكل الجهاز الهضمي نهاية بالقولون، حتى تخرج بسهولة مع الإخراج ثم تعقم وتحمض ويتم طبع الصور، مما يظهر جميع الأمراض والقروح وغيرها، وهذا يعد تطورا علميا خطيراً جداً واكتشافاً يسهل على الأطباء معرفة المرض بصفة متناهية ورؤية الأمعاء الدقيقة بدقة وبطريقة بسيطة من خلال جولة الكبسولة داخل الجسم.
ويضيف الدكتور محمد محمود عبد العال -أستاذ الجهاز الهضمي والمناظير بطب الزقازيق- الذي حضر المؤتمر بمونتريال في كندا، أن هذه الكبسولة توفر على المريض الأعراض الجانبية للمناظير من جرح في المريء أو المعدة، مؤكدا أن هذه الكبسولة قادرة على تصوير الطبقة الداخلية للمريء، وهى مزودة بعدستين صغيرتين ويتعاطاها المريض وهو راقد على السرير ثم يقوم بعمل عدة انحناءات لمدة خمس دقائق، حيث تنتقل الكبسولة إلى المريء وتقوم بالتصوير وإعطاء “فلاش” يصل إلى 14 مرة في الثانية .
منقـــــــــــــــــــــــــــول ... مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .