" كان "
فعل ناقص ، لم يُروَ الكثير عن كيفية دخوله  امبراطورية اللغة ، 
ولكنه فرض نفسه على أبجديات النحو ، بحزم وسطوة ... كأشياء كثيرة ناقصة  مبتورة غامضة تفرض نفسها على وجودنا ، وبين حيثيات أحوالنا ،  ولا نعرف كيف ، 
كل ما نعرفه أنها جزء من حياتنا ، 
لم تُعرف الظروف الكاملة  لدخول " كان " ولاحقا " أخواتها " وسيطرتها على الحكم
وقد قيل في ذلك الكثير من الأقاويل ، 
قالوا.......... أن " كان "  و  " جماعتها المنظّمة "  ، هاجمت مدينة " المبتدأ والخبر "  ، عاصمة " اللغة العربية " الّلذين كانا متفقين على كل الشكليات والحركات والروتينيات ، 
وقد قالوا ..فرّق تسُدْ ، وهذا ما فعلته " كان "  
و اعتقلت كلّ في ناحية ،  وفرضت عليه الصلح ، 
فما كان من المبتدأ الا ان قبل " بالرفع " مغلوبا على أمره ، بعكس " الخبر " الذي أصبح منصوبا .. 
بحيث يكونا في معظم الأحوال تابعين ل " كان ".... في القرارات العسكرية ، الحربية ، الخارجية ،الأمنية ، التجارية 
 إلاّ في بعض القرارات الشكلية الداخلية ، التي يتخذ فيها " المبتدأ والخبر"  قرارا موحدا فرعيا دون العودة الى " كان " . وهذا ما كان نادر الحدوث ....مثل تقرير يوم احتفال جماعي  بمناسبة فوز " المضاف " على خصمه " المضاف اليه " وجرّه في الشوارع على مرأى وتصفيق واعجاب الجميع .
لم نعرف الى الآن .. مصدر " الأخوة " الذي يربط " كان " بجماعتها ، 
فكيف تدّعي " أصبح "،  " أضحى " ، " أمسى "  ، " ظلّ" ، " لا زال "، " ما برح " و" ما فتئ " والتي تدل على استمرارية المستقبل ، اخوتها الحميمة بالسيدة " كان " والتي تدل على الماضي ؟
يتضح من كثير من الروايات ، انها علاقة  " الظروف الموحّدة " التي تجمع عادة الأشخاص بعضهم ببعض ، 
فيسيرون الى هدف موحّد ، وان اختلفت الأسماء والأوطان  والأديان والأشكال......
وقد قيل ما قيل عن مصدر هذه الظروف التي شكّلت هذه القوة ، 
كعادة  الناس ، حينما يرون نجما  يلمع على سلم المجد ، 
فيسارعون الى  نهش ماضيه ،وسيرة حياته ،  واختلاق الحلقات التي يربطون بها ما شاءوا من الأحداث  ...
ولطالما أثارت " كان " الكثير من القصص لغموضها ، وقوتها العجيبة التي استطاعت بها ان تهاجم ، عاصمة امبراطورية اللغة ، مدينة " المبتدأ والخبر " والاستيلاء على مفاتيح القيادة فيها ...
وقد قيل ، لم يجدوا ما يعيبوا به على الورد ،  فقالوا له يا أحمر الخدّين !،
وهذا ما كان يُقال ل " كان " ، ويُهمز و يُلمز به ..
إنّ  " كان " هو.......... " فعل ناقص "
ولكن ، كيف تكون بهذه القوة ،ثم توصف بالنقص ؟
مما رُوي  ..... أن " كان " هي سيدة مُطلّقة ، تنازلت عن المهر كاملا " المفعول به " ، مقابل أن يطلّقها زوجها " الفاعل "
وبالرغم ان بعض " الأعداء " اعتبروا ان هذا مسببا كافيا  لنقص كان في نظر المجتمع ، 
الا ان الأغلبية اعتبروا أن نقصان " كان " بسبب  أنها  استغنت عن الفاعل و المفعول به بإرادتها ،  يعدّ نقطة في صالحها ، ومغذيا آخر للقوة بداخلها .
ولم ترد " كان " على هذه الأقاويل ولم تكترث بها ، ...
وظلت الى يومنا هذا ....بكل كبرياء ..... تمشي  في المقدمة ، بينما يمشي وراءها  وبأمرها.. المبتدأ والخبر ....!
وكانت هذه ظروف " أخواتها " فانضموا جميعا الى جماعة واحدة ، بهدف واحد .. لا فاعل ... ولا داعي إذن للمفعول به ...
دون اهتمام بكل ما يُقال من أحاديث جانبية ...سخيفة .....