* القدرة على التعبير والفهم عند الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية:
ليس من الضروري أن تتأثر لغة الشخص المصاب بالسكتة الدماغية. اذ ربما يواجه بعض الأشخاص صعوبة في التعبير أو الفهم لفترة زمنية لا تتجاوز ساعات محدودة بعد حدوث السكتة الدماغية مع احتمال استمرار المشكلة لأيام عدة أو أسابيع حتى تزول الأعراض المصاحبة للسكتة. وتشير بعض الدراسات التي أجريت على أشخاص مصابين بالسكتة الدماغية إلى تحسن مهارات الكلام عند 74% من المصابين والشفاء الكامل عند 44% في فترة مابين 4-12 اسبوعا من بداية السكتة الدماغية.
ومن العوامل التي يمكن الرجوع إليها للتنبؤ بتأثير السكتة الدماغية في اللغة:
1- موقع الإصابة بالسكتة الدماغية: الأشخاص المصابون بالسكتة الدماغية للشق الأيسر من الدماغ هم أكثر عرضة للإصابة بصعوبات في الفهم والتعبير من الأشخاص المصابين بسكتة الشق الأيمن من الدماغ خصوصاً عندما تكون السيادة الدماغية للشق الأيسر من الدماغ.
2- عدد مرات الإصابة بالسكتة الدماغية: الأشخاص المصابون بأكثر من سكتة دماغية عرضة لمواجهة صعوبات في الفهم والتعبير من الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية واحدة.
3- درجة الإصابة بالسكتة الدماغية: الأشخاص المصابون بسكتة دماغية في جزء كبير من الدماغ أكثر عرضة للإصابة بصعوبات في الفهم والتعبير من الأشخاص المصابين بسكتة دماغية في جزء بسيط من الدماغ
4- نوع السكتة الدماغية: السكتة الدماغية التي تحدث بسبب النزيف الدماغي تتسبب في صعوبات في الفهم والتعبير أشد حدة من السكتة الدماغية التي تحدث بسبب انسداد مؤقت للشرايين التي تغذي الدماغ بالأكسجين.
المهارات الأخرى التي يمكن أن تتأثر بسبب السكتة الدماغية:
يواجه بعض الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية أعراضا مثل انخفاض القدرة على التفكير أو صعوبة في التركيز أثناء أداء مهام معينة أو صعوبة في تذكر الأشياء.
كما يعاني آخرون من عدم القدرة على توظيف مهاراتهم الذهنية لإيجاد حلول لبعض المهام البسيطة أو التخطيط لأهداف يريدون القيام بها. وتؤثر المشتتات المحيطة بالشخص كالأماكن المكتظة بالضجيج، صوت التلفزيون والمذياع، والإضاءة القوية بشكل سلبي في قدرة الشخص على التركيز وإنجاز المهام. لذلك نجد في كثير من الأحيان بطئا شديدا عند هؤلاء الأشخاص في معالجة أو استقبال المعلومات الجديدة أثناء تبادل أطراف الحديث. بناءً على هذه المعطيات، ينبغي على الأطراف الأخرى إعطاء الشخص المصاب بالسكتة الدماغية وقتا كافيا لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها من دون مقاطعة نظراً لأن المشكلة الأساسية هي ليست في انخفاض القدرة على الاستيعاب، بل تشتت الشخص من قبل الأطراف الأخرى ومقاطعته وعدم توفير البيئة المناسبة للتخاطب.
من المهارات التي تتأثر عند الشخص المصاب بالسكتة الدماغية:
القدرة على تبادل أدوار الحديث مع أطراف أخرى (الإنصات والتحدث في الوقت المناسب).
* التعبير أو التصرف بطريقة غير لائقة أثناء الحديث.
عدم القدرة على التواصل في نفس الموضوع.
استخدام نبرات صوتية غير مناسبة، التفاعل بطريقة غير فعالة مع الأشخاص الآخرين أثناء الحديث.
يعبر بعض هؤلاء الأشخاص عن شعورهم بطرق مختلفة إما بانفعال عاطفي شديد أو بطريقة لا يستطيعون من خلالها التعبير عن الشعور بالحزن أو الفرح أو استخدام تعبير الوجه.
ومن الأشياء المهمة التي ينبغي الإشارة إليها، هي عدم وعي الشخص المصاب بالسكتة الدماغية بالسلوكيات غير السوية التي تصدر منه.
ومن المهارات الأخرى التي تتأثر عند الشخص المصاب بالسكتة الدماغية:
1- القدرة على تحريك اللسان والشفتين والفك.
2- القدرة على التنسيق بين التنفس والكلام.
3- القدرة على البلع.
4- القدرة على التحدث بصوت عال.
الأعراض التي توحي بوجود مشكلة في الكلام عند الشخص المصاب بالسكتة الدماغية:
1- صعوبة في تسمية الأشياء.
2- عدم القدرة في التحدث بطلاقة.
3- صعوبة في ترديد الكلمات أو الجمل التي يسمعها عندما يطلب منه
4- صعوبة في فهم الكلام.
5- صعوبة في فهم التراكيب اللغوية مثل التذكير والتأنيث، والجمع.
6- اضطراب القدرة على القراءة والكتابة.
خصائص لغة الشخص المصاب بالسكتة الدماغية:
1- يحذف الشخص بعض الروابط وحروف الجر مما يؤثر في قدرة الطرف الآخر في فهم الكلام.
2- يستخدم الشخص بعض الكلمات في سياق غير مناسب.
3- يقوم الشخص بتغيير ترتيب الكلمات داخل الجملة.
4- يواجه صعوبة في فهم الأوامر اللفظية التي لا يصاحبها إشارة أو ايماءات جسدية أو نبرات عاطفية أو تعابير وجه.
5- استبدال بعض الكلمات بأخرى مشابهة من حيث التصنيف (مثال: يقول ملعقة بدلاً من سكين أو كرسي بدلاً من طاولة أو تفاحة بدلاً من برتقالة).
6- يقوم بتبديل أو إضافة حروف لبعض الكلمات (مثال: يقول تفتاح أومحفتاح بدلاً من مفتاح).
7- اختلاق كلمات جديدة ليس لها أصل في قاموس لغة الشخص.
بعض المفاهيم الخاطئة عن الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية:
1- الشخص المصاب بالسكتة الدماغية يواجه صعوبة في التعبير والفهم بسبب مشكلة في السمع.
2- الشخص المصاب بالسكتة الدماغية يواجه صعوبة في التعبير والفهم بسبب خلل في النطق.
3- الصعوبة في التعبير والفهم عند الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية خصوصاً هؤلاء الذين لايستطيعون استخدام الصوت تحدث بسبب مرض الحنجرة والبلعوم.
4- التهاب القناة البولية، التسمم، أو اضطراب عمليات البناء والهدم لا يمكن أن تتسبب في تعسر الفهم والتعبير عند الشخص.
5- لا يوجد علاج لتأهيل المهارات اللغوية عند الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية.
6- التحسن التلقائي (أي من دون تأهيل) لمهارات اللغة والكلام يتوقف خلال الأشهر الأولى من الإصابة أي لا يوجد تحسن تلقائي بعد السنة الأولى من الإصابة.
الفحوصات اللغوية التي تجرى للشخص المصاب بالسكتة الدماغية:
1- يقوم الطبيب المعالج بتحويل الشخص المصاب بالسكتة الدماغية إلى أخصائي التخاطب إذا ظهرت لدى المريض أعراض تؤثر في قدرته في التخاطب مع الآخرين.
2- يقوم أخصائي التخاطب بإجراء فحوصات متعددة منها فحص وظائف أعضاء الكلام، مسح القدرات الذهنية للمريض، ومسح قدرات الشخص على الفهم والتعبير للتعرف الى وجود المشكلة. وفي خلال الفحص يطلب الأخصائي من المريض الإجابة عن أسئلة محددة والاستجابة لأوامر بسيطة وتسمية الأشياء من الذاكرة أو باستخدام البطاقات المصورة. كما يشمل الفحص اختبار قدرة الشخص المصاب بالسكتة على الكتابة والقراءة.
3- توجد اختبارات مخصصة لفحص لغة الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية تتضمن جمع عينات كلامية من المريض واختبار قدرته على الفهم والتعبير والكتابة والقراءة. تساعد هذه الاختبارات في معرفة طبيعة المشكلة اللغوية عند المريض ودرجة حدتها والتنبؤ بفرص الاستفادة من العلاج.
علاج اضطرابات التخاطب عند الاشخاص المصابين بالسكتة الدماغية:
يقوم أخصائي التخاطب بتدريب الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الفهم أو التعبير على التواصل مع الآخرين باستخدام طرق علاجية تتناسب مع طبيعة المشكلة الكلامية التي يعانون منها من خلال جلسات علاجية مكثفة قد تستمر لأسابيع أو أشهر أو سنوات.
يقوم المختص برفع وعي المريض عن المشكلة حتى يتمكن من استخدام المراقبة الذاتية لمحاولات الكلامية وسلوكياته الاجتماعية. تركز الجلسات العلاجية على استخدام معينات بصرية أو بدائل اتصال أخرى مثل لوحات الاتصال، البطاقات المصورة، الكلمات والجمل المطبوعة أو أجهزة اتصال لتهجية الكلمات والحروف وتخزين المعلومات.
نظراً لوجود تفاوت كبير في طبيعة المشكلة الكلامية بين الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية، فإن استخدام الطرق التأهيلية لمهارات اللغة والكلام يختلف من شخص إلى آخر.
تركز الجلسات العلاجية على مساعدة الشخص للتواصل مع الآخرين باستخدام الإيحاءات البصرية والسمعية في بداية العلاج. ومثال ذلك تقديم بطاقات صور للفواكه كمعين للشخص عندما يطلب منه تسمية بعض الفواكه، أو التلفظ بالحروف الأولى من الكلمة للشخص حتى يتمكن من تكملة الكلمة باستخدام هذا المعين. وعندما يرتفع الأداء الكلامي للمريض يقوم المعالج بتخفيف المعينات السمعية والبصرية حتي يتمكن الشخص من أداء التدريب من دون معينات.
منقول...