الاختبارات التشخيصية وعمليات سحب الدم من الأمور الشائعة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من فشل قلبي أو حالات مرضية أخرى، وتهدف الى تقييم حالتهم الصحية. بيد أنه في كثير من الأحيان، تتسبب التبدلات الكيميائية والفيزيولوجية في أضرار لا يتم رصدها إلا في مرحلة متقدمة.
هنا يمكن ان نتساءل: ترى كيف سيكون أثر جهاز مستقبلي على هذا الصعيد، لا سيما أنه أصغر بكثير من قطعة نقود معدنية، ويتم زرعه في جسم المريض لمراقبة حالته ورصد أي تطورات غير طبيعية فيه، ومن ثم يرسل هذه المعلومات الى الطبيب أو ربما يوفر العلاج المناسب بشكل مباشر؟
قد يبدو هذا الكلام جزءا من سيناريو رواية خيال علمي، ولكنه يلخص فكرة يعمل على تطبيقها على أرض الواقع، فريق من الخبراء في “فيزيولوجيكال كوميونيكيشن”، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية أسسها اخصائي أمراض القلب الدكتور سبنسر روسيرو من المركز الطبي التابع لجامعة روشيستر.
وتعكف الشركة على تطوير “مجسات حيوية” تتكامل فيها الخلايا الحية والالكترونيات، لإنتاج “رقاقة بيولوجية”. ولدى زرعها في الجسم، تستطيع هذه الرقاقة تتبع التغيرات الفيزيولوجية والكيميائية بشكل أسرع وأكثر دقة. وبدورها تتيح هذه النتائج الدقيقة التي يتم الحصول عليها من دون اجراء الاختبارات التقليدية، القيام بالخطوات اللازمة في الوقت المناسب على أمل تحسين صحة المريض.
وأما آلية عمل هذه التقنية، فتتلخص من تعديل خلايا خاصة بالمريض هندسيا بحيث تصبح قادرة على الحياة والقيام بوظائفها الطبيعية كجزء من رقاقة الكترونية منمنمة. ويتم وضع هذا المجس البيولوجي اللاسلكي ضمن وحول أوعية دموية وأعصاب كي يتمكن من رصد أي تغيرات في الأنسجة المجاورة. وعندما يحدث تغيير فإنه سيحفز ارسال رسالة الى الجهاز اللاسلكي لتنبيه المريض في وقت مبكر حول المشكلة، ليقوم بعد ذلك هذا المريض باستشارة طبيبه.
وبالنسبة لمريض مصاب بفشل قلبي، على سبيل المثال، فإن باستطاعة المجس الحيوي رصد أي تغيير في مستوى بروتينات الدم في مرحلة مبكرة، الأمر الذي يساعد الطبيب في تغيير الأدوية لتصحيح المشكلة، في حين أنه ليس باستطاعة الطبيب أو المريض رصد هذه المشكلة ما يتم إجراء اختبار دم أو ما لم تظهر اعراضها. ومن المعروف ان تشخيص المشكلة في وقت مبكر يعني حماية المريض من أي أخطار تهدده، ويقلل من احتمال دخول المستشفى.
ومن المتوقع ان يشمل التطبيق الأول لهذه التكنولوجيا، شركات الأدوية التي باستطاعتها استخدام الرقاقات البيولوجية لاختبار فعالية العقاقير الجديدة في المختبرات بطريقة اسرع وأدق. وأما في المرحلة اللاحقة، فيمكن ان يتم استخدامه لضبط وادارة الاجهزة التي تزرع في الجسم، ومنهم على سبيل المثال، النواظم القلبية أو مضخات الانسولين، حتى تتخذ الاجراء المناسب أو رصد أي خطأ، حيث سيكون باستطاعة الجهاز الاتصال بالرقاقة بشكل مباشر، من أجل رصد أي تغييرات قد تطرأ على الفور.
وقال الدكتور برادفورد بيرك، قائد فريق البيولوجيا في الشركة، والخبير المعروف عالميا والرئيس التنفيذي للمركز الطبي التابع لجامعة روشيستر: “تحليلات الوظائف الفيزيولوجية التي تعتمد على دراسة الخلايا تمثل أسلوبا جديدا لمراقبة الأمراض التي تصيب البشر والاستجابة للعلاج. والجانب الرئيسي للأسلوب الذي نتبعه يتمثل في دمج الخلايا في شبكة دعم الوظيفة العلاجية، وتتيح مراقبة جيدة.
وأضاف روسيرو: “نعتقد ان هذه التقنية سوف تغير وجه المراقبة الطبية والعلاج بالأجهزة بالنسبة للعديد من المرضى الذين يعانون من اصابات عديدة.
منقول ...
( && رقاقة بيولوجية تراقب حالة المريض وترصد تطوراته الصحية && ) !!!
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
