موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر الفقه الإسلامي

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2025, 06:22 PM   #1
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي فتاوى مهمة تبين أن الصلاة أفضل تطوع البدن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه و تعالى أن يثبتك على طاعته، ويزيدك حرصا عليها، وأن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل فإنه ولي ذلك والقادر عليه، ثم إن كلا العملين -يعني الصلاة وقراءة القرآن- من أجلّ القربات وأعظمها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. ولا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، ويعظم الأجر في القراءة إذا كانت من المصحف؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 17165.
وكذلك الصلاة.. فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد ربيعة بن كعب لما سأله مرافقته في الجنة فقال: فأعني على نفسك بكثرة السجود، ولفظ الحديث كما في مسلم: عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود. فلو اقتصرت على الصلاة في هذه الفترة كنت في عبادة عظيمة، ولو اقتصرت على قراءة القرآن كنت كذلك والحمد لله، ولو جمعت بين العبادتين فلا بأس بذلك أيضا.
أما الأفضل.. فقد ذكر أهل العلم أن الاشتغال بالصلاة أفضل من قراءة القرءان. وذلك -والله أعلم- لأنها تشتمل على القراءة والركوع والسجود والذكر والدعاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وَالْأَفْضَلُ يَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ أَحْوَالِ النَّاسِ، فَمِنْ الْأَعْمَالِ مَا يَكُونُ جِنْسُهُ أَفْضَلَ، ثُمَّ يَكُونُ تَارَةً مَرْجُوحًا أَوْ مَنْهِيًّا عَنْهُ. كَالصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ، وَالذِّكْرُ أَفْضَلُ مِنْ الدُّعَاءِ، ثُمَّ الصَّلَاةُ فِي أَوْقَاتِ النَّهْيِ - كَمَا بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ وَوَقْتِ الْخُطْبَةِ - مَنْهِيٌّ عَنْهَا وَالِاشْتِغَالُ حِينَئِذٍ إمَّا بِقِرَاءَةٍ أَوْ ذِكْرٍ أَوْ دُعَاءٍ أَوْ اسْتِمَاعٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ، ثُمَّ الذِّكْرُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ هُوَ الْمَشْرُوعُ. دُونَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ. انتهى.
ثم ذكر رحمه الله تعالى أن الأفضلية في ذلك قد تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال فقال: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ الْقِرَاءَةُ أَنْفَعَ لَهُ مِنْ الصَّلَاةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ الذِّكْرُ أَنْفَعَ لَهُ مِنْ الْقِرَاءَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ اجْتِهَادُهُ فِي الدُّعَاءِ لِكَمَالِ ضَرُورَتِهِ أَفْضَلَ لَهُ مِنْ ذِكْرٍ هُوَ فِيهِ غَافِلٌ، وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ يَكُونُ تَارَةً هَذَا أَفْضَلَ لَهُ، وَتَارَةً هَذَا أَفْضَلَ لَهُ، وَمَعْرِفَةُ حَالِ كُلِّ شَخْصٍ، وَبَيَانُ الْأَفْضَلِ لَهُ لَا يُمْكِنُ ذِكْرُهُ فِي كِتَابٍ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ هِدَايَةٍ يَهْدِي اللَّهُ بِهَا عَبْدَهُ إلَى مَا هُوَ أَصْلَحُ، وَمَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ إلَّا صَنَعَ لَهُ. وَفِي الصَّحِيحِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .انتهى.
أما إذا كان مشتغلا بحفظ القرءان والتفقه فيه، فقد ذكر أهل العلم أن طلب العلم أفضل من صلاة النافلة، مع التنبيه على أنه لا ينبغي أن يشتغل عن رواتب الصلاة القبلية والبعدية بغيرها من النوافل. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 53260.
والله أعلم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
جواب هذه المسألة ونحوها مبنى على أصلين:
الأصل الأول: أن جنس الصلاة أفضل من جنس تلاوة القرآن في غير الصلاة، وأن جنس تلاوة القرآن أفضل من جنس الأذكار.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. ولهذا نص العلماء على أن افضل تطوع البدن الصلاة.
وقال عليه الصلاة والسلام: أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهي من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. رواه أحمد.
الأصل الثاني: أن العمل المفضول قد يقترن به ما يصيره فاضلا وهو نوعان:
أحدهما: ما هو مشروع لجميع الناس
والثاني: ما يختلف باختلاف أحوال الناس
أما الأول فمثل أن يقترن بزمان أو بمكان أو عمل يكون أفضل، مثل ما بعد الفجر والعصر ونحوهما من أوقات النهى عن الصلاة؛ فان القراءة والذكر والدعاء أفضل في هذا الزمان، وكذلك الجنب الذكر في حقه أفضل، والمحدث القراءة والذكر في حقه أفضل، فإذا كره الأفضل في حال حصول مفسدة كان المفضول هناك أفضل بل هو المشروع.
والنوع الثاني: أن يكون العبد عاجزا عن العمل الأفضل إما عاجزا عن أصله، كمن لا يحفظ القرآن ولا يستطيع حفظه، أو عاجزا عن فعله على وجه الكمال مع قدرته على فعل المفضول على وجه الكمال، فمن الناس من يجد في الذكر من اجتماع قلبه وقوة إيمانه واندفاع الوسواس عنه ومزيد السكينة والنور والهدى ما لا يجده في قراءة القرآن، بل إذا قرأ القرآن لا يفهمه أو لا يحضر قلبه فهمه ويلعب عليه الوسواس والفكر، كما أن من الناس من يجتمع قلبه في قراءة القرآن وفهمه وتدبره ما لا يجتمع في الصلاة بل يكون في الصلاة بخلاف ذلك وليس كل ما كان أفضل يشرع لكل أحد، بل كل واحد يشرع له أن يفعل ما هو افضل له.
إذا عرف هذان الأصلان فيقال: الأذكار المشروعة في أوقات معينة: مثل ما يقال عند جواب المؤذن أفضل من القراءة في تلك الحال، وكذلك ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما يقال عند الصباح والمساء وإتيان المضجع مقدم على غيره. وأما إذا قام من الليل فالقراءة له أفضل إن أطاقها وإلا فليعمل ما يطيق والصلاة أفضل منهما. وراجع للفائدة مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ففيه كلام نفيس. وراجع للفائدة أيضا الفتوى رقم:113720، والفتوى رقم: 12178، والفتوى رقم: 31383.
والله أعلم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التلاوة أفضل من الاشتغال بالأذكار والتسبيح إلا في الأحوال التي شرع فيها بعض الأذكار كأدبار الصلوات وأوقات التعوذ والنوم وإجابة المؤذن.
كما قال صاحب المطهرة:
والذكر كثر والقرآن خيره * إلا بما شرع فيه غيره.
ويؤيد ذلك ما في حديث مسلم: أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهي من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن السلف كانوا يكثرون الاشتغال بالقراءة، وبعضهم كان يختمه في بضعة أيام.
وبعضهم كان يختمه في يوم وليلة.
ثم إنه إذا أمكن أن تراجع سورة أو جزء من القرآن وتكثر الصلاة به فتجمع بين الصلاة والتلاوة فهذا أفضل. كما قال النووي في التبيان: أفضل القرآن ما كان في الصلاة .. انتهى.
وإن احتجت لوضع مصحف على مرتفع أمامك وتقرأ صفحتين في كل ركعتين ثم تسلم وتقلب ورقة أخرى من المصحف فلا حرج في ذلك.
وأما التعبد بالصلاة فهو أفضل من التعبد بالتلاوة لما في الحديث: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. رواه أحمد وصححه الألباني.
ولكن إذا أراد المشتغل بالتلاوة أن يثبت حفظ القرآن ويتقنه فهذا أفضل من الاشتغال بنافلة الصلاة لما ذكر أهل العلم أن نافلة العلم هي أفضل النوافل ويدل لذلك ما في الحديث: فضل العلم خير من فضل العبادة. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 113141، 49523، 47524، 64475، 50249، 134313.
والله أعلم.


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأفضل هو الجمع بين الإكثار من النوافل والتلاوة، ويتم ذلك بإطالة القيام في الصلاة والاشتغال بالتلاوة أثناء القيام ولو قل عدد الركعات إذا كان الإنسان نشيطاً للصلاة، وإذا تعب منها فليشتغل بالتلاوة ويتلو أيضاً ما تيسر في أوقات النهي، ففي الحديث: أفضل الصلاة طول القنوت. رواه مسلم. والمراد بطول القنوت طول القيام كما قال النووي، ويدل له رواية أبي داود أنه سئُل أي الأعمال أفضل قال: طول القيام كذا قال الشوكاني.
قال النووي رحمه الله في المجموع: تطويل القيام عندنا أفضل من تطويل السجود والركوع وأفضل من تكثير الركعات... انتهى. وقد استدل النووي لهذا بالحديث السابق وبكون ذكر القيام القراءة وهي أفضل من ذكر الركوع والسجود،


فإن لم يمكنه إطالة القيام حتى يختم في ثلاثة أيام فالظاهر أن إكثار نافلة الصلاة أفضل من الاشتغال بالتلاوة، لأن نافلة الصلاة هي أفضل النوافل كما يفيده الحديث: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. رواه أحمد وصححه الألباني وفي الحديث: .. الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر. رواه الطبراني وحسنه الألباني.
قال الملا علي القارئ في شرح المشكاة: الصلاة خير موضوع أي خير من كل ما وضعه الله لعباده ليتقربوا إليه. وقال الزرقاني في شرح الموطأ: وخير أعمالكم الصلاة أي إنها أكثر أعمالكم أجراً فلذا كانت أفضل الأعمال لجمعها العبادات كقراءة وتسبيح وتكبير وتهليل وإمساك عن كلام البشر والمفطرات... انتهى.
والله أعلم.


منقول من الشبكة الاسلامية



الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
صلاة التطوع بابها واسع، وللمسلم أن يطيل في القراءة أو السجود كيف شاء بحسب استطاعته، والأفضل الإطالة في القيام بقراءة القرآن. والله تعالى أعلم
دار الإفتاء الأردنية



عن فروة قال: قال خباب بن الأرت وأقبلت معه من المسجد إلى منزله فقال: إن استطعت أن تقرب إلى الله عز وجل فإنك لا تقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2025, 06:22 PM   #2
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الإكثار من صلاة النافلة أمر مستحب وليس ببدعة، إلا إن أدى ذلك إلى أن يقصر العبد بما عليه من حقوق وواجبات أو أن يكلف نفسه ما لا تطيق، فمن علامات رضا الله تعالى عن عبده أن يوفقه إلى طاعته، فمن أدى الفرائض وحافظ على السنن والنوافل، وكانت طاعاته مانعة له من ارتكاب المعاصي، كان ذلك دليل محبة الله تعالى لهم، قال عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ** [آل عمران: 31]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله تعالى: "إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته" رواه البخاري.
فيجب على كل مسلم أن يسعى ويجتهد في إرضاء مولاه، وأن يحسن الظن به وبكرمه ورحمته، لقوله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) متفق عليه، فلا يغلب عليه الخوف حتى يصيبه بالإحباط واليأس من رحمة الله، فهو أرحم الراحمين وهو أكرم الأكرمين. وبذلك يكون العبد قريبا من رضى ربه. والله تعالى أعلم.


ما يقوم به من التطوع وأعمال البر هو مستحب، ولا بدعة في ذلك، والله أعلم.

دار الافتاء الأردنية والمصرية


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2025, 06:23 PM   #3
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي

قال المصنف رحمه الله تعالى ( أفضل عبادات البدن الصلاة لما روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ** استقيموا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ** ولأنها تجمع من القرب ما لا يجمع غيرها من الطهارة ، واستقبال القبلة والقراءة وذكر الله تعالى ، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمنع فيها من كل ما يمنع منه في سائر العبادات وتزيد عليها بالامتناع من الكلام والمشي وسائر الأفعال . وتطوعها أفضل التطوع ) .
( الشرح ) حديث عبد الله هذا رواه ابن ماجه في سننه في كتاب الوضوء والبيهقي فيه وفي فضائل الصلوات قبل استقبال القبلة روياه من حديث عبد الله ، ومن حديث ثوبان بلفظه هنا ، وفيه زيادة قال : ** استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة إلخ لكن في رواية ابن ماجه عن عبد الله أن من خير أعمالكم الصلاة ** وفي بعض روايات البيهقي إثبات ( من ) وفي بعضها حذفها وإسناد رواية عبد الله فيه ضعف ، وإسناد رواية ثوبان جيد لكن من رواية سالم بن أبي الجعد عن ثوبان وقال أحمد بن حنبل : لم يسمع سالم من ثوبان وذكره مالك في الموطأ مرسلا معضلا . فقال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ** استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ** قال صاحب مطالع الأنوار : الزموا طريق الاستقامة ، وقاربوا وسددوا فإنكم لا تطيقون جميع أعمال البر ولن تحصوا أن تطيقوا الاستقامة في جميع الأعمال ، وقيل : لن تحصوا ما لكم في الاستقامة من الثواب العظيم .

( أما حكم المسألة ) فالمذهب الصحيح المشهور أن الصلاة أفضل من الصوم وسائر عبادات البدن ، وقال صاحب المستظهري في كتاب الصيام : اختلف في الصلاة والصوم أيهما أفضل ؟ فقال قوم : الصلاة أفضل ، وقال [ ص: 497 ] آخرون : الصلاة بمكة أفضل والصوم بالمدينة أفضل ، قال : والأول أصح ويحتج بترجيح الصوم بحديث أبي هريرة ** أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصوم جنة وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ** رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم ** كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ، قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ** وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ** إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل فيه الصائمون لا يدخل منه غيرهم ** رواه البخاري ومسلم وأما الدليل لترجيح الصلاة - وهو المذهب - فأحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة ( منها ) : " حديث بني الإسلام على خمس " وقد سبق وموضع الدلالة منه تقديم الصلاة على الصوم ، والعرب تبدأ بالأم ( وحديث ) ابن مسعود رضي الله عنه قال : ** سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله ؟ وفي رواية أفضل ؟ فقال : الصلاة لوقتها ** رواه البخاري ومسلم وعنه : ** أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله تعالى ** وأقم الصلاة طرفي النهار ، وزلفا من الليل ، إن الحسنات يذهبن السيئات ** فقال الرجل : ألي هذا يا رسول الله ؟ قال لجميع أمتي ** رواه البخاري ومسلم ، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ** أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الخطايا ** رواه البخاري ومسلم وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ** الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر ** رواه مسلم .

وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ ص: 498 ] ** من صلى البردين دخل الجنة ** رواه البخاري ومسلم البردان الصبح والعصر ، وعن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ** لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، يعني الفجر والعصر ** رواه مسلم ، وعن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ** من صلى الصبح والعصر فهو في ذمة الله ، فانظر يا بن آدم لا يطالبنك الله من ذمته بشيء ** رواه مسلم والأحاديث في الباب كثيرة مشهورة .

ويستدل أيضا لترجيح الصلاة بما ذكره المصنف من كونها تجمع العبادات وتزيد عليها ; لأنه يقتل بتركها بخلاف الصوم وغيره ولأن الصلاة لا تسقط في حال من الأحوال ما دام مكلفا إلا في حق الحائض بخلاف الصوم والله أعلم .

( فإن قيل ) قول المصنف : وتطوعها أفضل التطوع يرد عليه الاشتغال بالعلم فإنه أفضل من تطوع الصلاة كما نص عليه الشافعي وسائر الفقهاء ، وقد سبق بيانه في مقدمة هذا الشرح . فالجواب أن هذا الإيراد غلط وغفلة من مورده ; لأن الاشتغال بالعلم فرض كفاية لا تطوع ، وكلامنا هنا في التطوع والله أعلم .

________________________________________

( فرع ) قال أبو عاصم العبادي في كتابه الزيادات : الاشتغال بحفظ ما زاد على الفاتحة من القرآن أفضل من صلاة التطوع ; لأن حفظه فرض كفاية .

________________________________________

( فرع ) اعلم أنه ليس المراد بقولهم : الصلاة أفضل من الصوم أن صلاة ركعتين أفضل من صيام أيام أو يوم ، فإن الصوم أفضل من ركعتين بلا شك ، وإنما معناه أن من لم يمكنه الجمع بين الاستكثار من الصلاة والصوم وأراد أن يستكثر من أحدهما أو يكون غالبا عليه منسوبا إلى الإكثار منه ، ويقتصر من الآخر على المتأكد منه فهذا محل الخلاف والتفضيل ، والصحيح تفضيل الصلاة والله أعلم .



من كتاب المجموع شرح المهذب للإمام النووي رحمه الله تعالى





    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 04:11 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com