طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، بدعة، وليس شركاً. ولم يفعله أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولذا عندما أصابهم القحط التمسوا من العباس أن يدعو لهم، ولم يذهبوا إلى قبره صلى الله عليه وسلم ويطلبوا الدعاء. ولو كان مشروعاً لما اتجهوا إلى العباس رضي الله عنه.
قال ابن عبد الهادي رحمه الله: "وأما دعاؤه هو وطلب استغفاره وشفاعته بعد موته، فهذا لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين لا من الأئمة الأربعة ولا غيرهم" انتهى من "الصارم المنكي في الرد على السبكي" (ص:136).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا، ولا اسأل لنا ربك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد فيه حديث؛ بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر -رضي الله عنه- استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون.
ولم يجيئوا إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلين: يا رسول الله ادع الله لنا واستسق لنا ونحن نشكو إليك مما أصابنا ونحو ذلك، لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط؛ بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان" انتهى من "تقريب فتاوى ابن تيمية" (1/80).
وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
السؤال : ما الحكم في مَن يدعو الرَّسولَ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ويقول: يا رسول الله ادعُ الله لي أن يشفيني ؟
الجواب :"عليه أن يدعو الله، هو يدعو الله، والرَّسولُ ميتٌ، الرَّسولُ ميت ما يدعو لأحد، الصَّحابة لمَّا أجدبوا في عهد عمر -رضي الله عنه- لم يذهبوا إلى الرَّسول يطلبون منه أن يستسقي لهم". انتهى
وسئل: ما حكم طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، هل هو شرك ام بدعة.
فأجاب: طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته بدعة، والصحابة رضي الله عنهم لما قطوا لم يذهبوا ليستغيث لهم ويدعو الهم، بل قدموا العباس فدعا لهم" . انتهى
والله أعلم