3110 - ( إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهو قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 66) من طريق عمرو ابن أبي رزين : حدثنا سيف بن أبي سليمان المكي عن عدي عن أبيه مرفوعاً .
وعدي هذا هو : عدي بن عدي بن عميرة صحابي مات في خلافة معاوية .
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أن ابن أبي رزين - وهو عمرو بن محمد بن أبي رزين - ربما أخطأ ؛ كما قال ابن حبان ، وتبعه الحافظ في "التقريب".
وقد خولف في إسناد هذا الحديث فقال عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1352) ، وعنه أحمد (4/ 192) ، والطبراني في "الكبير" ( 17/ 139/ 344) : أخبرنا سيف بن أبي سليمان قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يقول : حدثني مولى لنا : أنه سمع جدي يقول : ... فذكره مرفوعاً .
ثم أخرجه أحمد من طريق ابن نمير : حدثنا سيف قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث عن مجاهد قال : حدثني مولى لنا : أنه سمع عدياً يقول : ... فذكره مرفوعاً .
وهذا اضطراب شديد ؛ فبعضهم عنه عن عدي بن عدي عن المولى عن جده عميرة .
وبعضهم عنه عن عدي عن مجاهد عن المولى عن عدي بن عدي .
واستصوب الهيثمي (7/ 267) أنه من مسند عميرة ، قال : "وكذلك رواه الطبراني ، وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات" .
ثم أورده (7/ 268) من حديث العرس بن عميرة مرفوعاً نحوه ، وقال : "رواه الطبراني ورجاله ثقات" .
والعرس هذا هو أخو عدي بن عميرة ، قيل : إنه صحابي كما في "التقريب" ، فإن كان الطبراني رواه عن العرس هذا من وجه آخر غير هذا الوجه المضطرب فهو مما يقويه . وإلا فيزيده وهناً على وهن . والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في "تخريج الإحياء" (2/ 271) : "رواه أحمد من حديث عدي بن عميرة ، وفيه من لم يسم ، والطبراني من حديث أخيه العرس ابن عميرة ، وفيه من لم أعرفه" .
وهذا يخالف كلام الهيثمي : "ورجاله ثقات" ! فليراجع .
(تنبيه) هكذا لفظ الحديث عند أحمد والطحاوي : "لا يعذب العامة بعمل الخاصة" ، وكذلك هو في "المجمع" برواية أحمد و الطبراني ، وعكس ذلك الغزالي فساقه بلفظ : "لا يعذب الخاصة بذنوب العامة" ، ومر عليه الحافظ العراقي ؛ فخرجه مثلما رأيت ولم ينبه عليه بشيء ، والصواب رواية من ذكرنا ، ويؤيد ذلك رواية العرس بن عميرة ولفظها :
"إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره ، فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة" .
هكذا أورده الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 138/ 343) وسنده هكذا : حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي : حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة : حدثنا سالم بن نوح : حدثنا عمر بن عامر السلمي : حدثنا خالد بن يزيد عن عدي ابن عدي بن عميرة عن العرس بن عميرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره .
قلت : وهذا الإسناد هو الذي وثق رجاله الهيثمي . وقال فيه شيخه العراقي : "وفيه من لم أعرفه" .
فأقول : كلاهما مخطىء ، أما الهيثمي ؛ فلأن كلاً من عمر بن عامر وسالم بن نوح فيهما كلام ، وبخاصة الأول منهما ، وقد قال الحافظ فيهما :
"صدوق له أوهام" .
وأما العراقي ، فلا أرى في هذا الإسناد من لا يعرف ، اللهم إلا أن يكون أراد النرسي شيخ الطبراني ، فإني لم أجد له ترجمة ، لكن ما أظن أنه يعنيه ، فإنهم قلما يعلون الحديث بشيخ الطبراني ، وإنما ينظرون إلى من فوقه ، وهذا ما صنعه الهيثمي بقوله المتقدم في هذا الحديث ، وإنما يعني - والله أعلم - خالد بن يزيد هذا ، فإنه لم ينسب ، يغلب على ظني أنه أبو هاشم الدمشقي القاضي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وهو ثقة .
وبالجملة : فهذا وجه آخر من الاختلاف على عدي بن عدي . والله أعلم .