الإسلام دين علم و تدبر ، و الله سبحانه و تعالى يخاطب العقل في كتابه الكريم فيقول ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت ) .
و العقل نوعان : عقل سليم و عقل عقيم ، فالعقل السليم هو الذي يتدبر المعاني ويتعمق فيها و يبحث عن الحقيقة وفق أطر علمية صحيحة ، أما العقل العقيم فهو الذي لا يتدبر المعاني و لا يتعمق فيه و إنما يدرسها بسطحية وفق ما يمليه عليه فهمه القاصر ، و الحقيقة المطلقة عنده تتوقف على ما يراه و يفهمه أو ما يستنبطه .
و الحقيقة التي يجب أن تقال ، هي أن العقل و الدين لا يتناقضان أبدا ، و إن حصل التناقض فالمشكلة في العقل لا في الدين ، لأن الدين كامل ، أما العقل فيصيبه العجز أحيانا ، فيقف صاغرا عاجزا لا يحرك ساكنا . و إذا وصل العقل إلى عدم إدراك القصد و الغاية من الحكم الشرعي ، فعليه أن يختار أمرا من أمرين :
- إما أن يسلم بعجزه و قصر فهمه و عدم إدراكه للحكمة من ذلك الأمر ، فيرتاح و يريح باله .
- و إما أن يتهم الدين بالتناقض و عدم الكمال و عدم الانسجام و مخالفة المعقول حتى يخفي عجزه و يكابر و يعاند من أجل أن يصل إلى حقيقة كاذبة هو نفسه لا يؤمن بها ، و لكن من باب التعالي و عزة النفس الكاذبة و الحفاظ على ماء الوجه نراه يخبط خبط عشواء لعله يقنع نفسه بالحقيقة التي يراها هو فقط فيتعب و يتعب باله .