بعض من ( يستفتون قلوبهم ) هذه الأيام ..
هم أصحاب ( قلوب ) ليست ( كالقلوب )..
فهناك من ( يستفتي قلبه ) المليء بالأحقاد والألغام
فيبيح له قلبه الأسود بأن يُجرم ويهدد ويتوعد بالسوء ، ويأكل حق أخر ، ويتتبع أخطاءه وينشر سيرته ، ويظلمه ويوجه اليه أقبح التهم............................لمجرد أنه غضبان منه !،
ويزيّن له الشيطان أنه على حق في كل ما فعله .
(يستفتي آخر) قلبه ، فيبيح له فعل كل المعاصي بالسرّ ما دام يعين الناس نفاقا ،
وينشر الصدقات مراءاة
وكأن صورته امام الناس هي التي سيحاسب عنها ،
أما بينه وبين نفسه ، فهو لا يخطئ .... هذا ما افتاه قلبه ...وان اخطأ .
و( يستفتي فلان ) قلبه ، فيفتي له أن الطعن والقذف جائز ،
وأنّ فضح السرائر جائز ،وأنّ كشف ما ستره الله جائز ...
وأنّ الخيانة جائزة ...لمجرد أن يشفي غليله المريض بالانتقام بشتى الصور .
( وتستفى أخرى ) قلبها ، فيبيح لها ان تنصب العداء وتنهش سيرة أخرى ،
وتتمنى زوال النعم عنها ، وتسعى الى احتلال ما كان بحوزتها،
تبيح لنفسها الحسد والحقد وممارسة كافة انواع الطغيان .
وما دام لها منفعة ، فكل فتاوي قلبها ( المريض ) في صفها ....
( يستفتي شخص ) قلبه ... فيفتيه بأن ما هو للآخرين ، حقّ له ،
فالسرقة حلال ، والنهب حلال
وما دامت الطريق مفتوحة أمامه فهي فرصته ..
وغفلة الناس وثقتهم به ذنبهم هم ..لا ذنبه ... إذن فما يفعله مشروع .
وينام كلّ هؤلاء ليلهم الطويل ..وبالهم مرتاح ....فقد ( استفتوا القلوب ) فأفتتهم ،
وتصرّفوا وفقا لما ترتاح به نفوسهم المريضة ...ولا تأخذهم ذرة شكّ ،
أنهم سيجزون على ما فعلوا .. بمزيد من المكافأة ....!
هذه الأشكال صاحبة القلوب المشوهه ، التي تتحول كما يتحول مصاصو الدماء عندما تشتمّ انوفهم مصلحة ( طازجة )
والتي تتكاثر حولك كما يتكاثر البوكيمون في أفلام الكرتون، فما يدري خراش من أين سيُهاجم.