السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخوف من الله ....!!!
الحمدلله المتفرد بالكبرياء، له ما في الأرض والسماء، وما بينهما من الأشياء، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه الميامين ومن تبعهم إلى يوم الدين .
قال تعالى : {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ** [الإسراء: 57]
احبتي في الله
ان لكم نصيبكم من هذا الخوف.. تحسونه في نفسكم، وتلمسونه بين جوانحكم إن صدق إيمانكم.. وعظم يقينكم .....
"فالعبد إن كان مستقيماً كان خوفه من سوء العقاب لقوله تعالى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ** الأنفال: 24 ) )
احبتي الكرام ....
لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية منه الا الصادقون
المخلصون.. الواقفون على باب خدمته سبحانه وتعالى....
(كلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه )
وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله :
: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ** [النحل 50]
والأنبياء بقوله :
( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ ولا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّه ) َ
[الأحزاب: 39]
قال تعالى :
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ )
[الأعراف: 56]
إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان سيد الخائفين.. وأول من خشي رب العالمين..
فضاهاه في ذلك أصحابه الميامين..
الذين كانوا من بعده أئمة الهدى والدين.. وسادة
المتقين.. فعليهم من الله الرضوان إلى يوم أولياء الله
الدين ...
وهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يقول :
( والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد )
وقال يوماً: ( ليتني خضرة تأكلني الدواب ) .
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ يوماً
تبنة من الأرض وقال :
(يا ليتني كنت هذه التبنة، يا ليتني لم أك شيئاً مذكوراً، يا ليتني كنت نسياً منسياً يا ليتني لم تلدني أمي ) .
وهذا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته
وقال :
( لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير )
وهذا أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يبكي ويشتد خوفه من اثنين: طول الأمل واتباع الهوى ويقول :
( فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق )
أولئك النفر من الصحابة رضي الله عنهم بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم
بالجنة، فكانوا يمشون على الأرض والناس يعلمون أنه سيطأون بأرجلهم أرض الجنة ..
ومع هذا فقد رأيت اختي حالهم وشدة خوفهم من الله تعالى..
فما أعجبها من أحوال تحرك القلوب الغافلة.. والنفوس الجافة
فالخوف احبتي ..نور للقلوب به نبصر الخير والشر ..
اذن احبتي
خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين.. وملك أفئدة المتقين.. ففارقوا اللذات .. وهجروا الشهوات..وعكفوا على الصالحات.. فأناروا نهارهم بالذكر والحسرات.. وليلهم بالتهجد والآهات
اسأل الله لي ولكم .. ان نكووون منهم
دمتم بخير