الحمد لله الذي أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة و رضي لنا الإسلام دينا ، و الصلاة و السلام على سيدنا و إمامنا و قدوتنا و حبيبنا محمد و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الله سبحانه و تعالى صبور فهو يصبر على عباده ، يقول الله تعالى ( و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) ، و أمر رسوله عليه الصلاة و السلام بالصبر ، فقال عز و جل ( فاصبر إن وعد الله حق ) ، و قال سبحانه و تعالى ( فاصبر على ما يقولون ) ، و أمر عباده المؤمنين بالصبر ، فقال عز و جل ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ) ، و حث عباده المؤمنين على أن يوصي بعضهم بعضا بالحق و بالصبر ، فقال تبارك و تعالى ( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ) .
و الصبر يكون على الطاعات لأن عمل الطاعات يحتاج إلى صبر ، و يكون على المعاصي لأن ترك المعاصي يحتاج إلى صبر ، و يكون أيضا على الابتلاءات لأن مواجهة الابتلاءات من أمراض و إفلاس و فقر يحتاج إلى صبر، و يكون على أذى الناس لأن مواجهة أذى الناس من شتم و سب و ظلم يحتاج إلى صبر .
و من ثمرات الصبر أن الصابر يحبه الله عز و جل و يكون معه ، يقول الله تبارك و تعالى ( و الله يحب الصابرين ) و يقول سبحانه و تعالى ( إن الله مع الصابرين ) ، و من ثمراته أيضا أن الله عز و جل يجزل الأجر للصابر و يكفر عنه سيئاته ، يقول الله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده و في ماله و في ولده حتى يلقى الله و ما عليه من خطيئة » ، و من ثمراته أيضا أن الصبر سبب من أسباب نيل الرحمة و الهداية من الله ، يقول الله تعالى ( و بشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون ) .
اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين