(( معنى مراد شيخ الالباني بان الاعمال شرط كمال))
" الشيخ الألباني رحمه الله عندما يقول : الأعمال شرط كمال في الإيمان , يقصد بذلك أفراد عمل الجوارح , ولا يقصد ( ترك الأعمال بالكلية ) , لأن الشيخ الألباني رحمه الله صرح أكثر من مرة بأن الإيمان لا ينفع بلا عمل كما في شرحه على الأدب المفرد وهو مشهور , وكذلك قوله رحمه الله في "الوجه الثاني" من الشريط (11) من "سلسلة الهدى والنور" : ((قال الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، هذه الباء هنا سببيه يعني بسبب عملكم الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن أفضل الأعمال.
قال: إيمان بالله تبارك وتعالى، الإيمان عمل قلبي مُشْ كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة لـه بالعمل، لا، الإيمان:
أولًا: لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله ورسوله ؛ ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب، أن يظهر ذلك على البدن والجوارح لذلك فقوله تبارك وتعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني…)).اه.
والشيخ الألباني رحمه الله صرح أكثر من مرة بأنه يرى كفر تارك الصلاة بالكلية كما في تعقباته على ( ظاهرة الإرجاء ) لسفر الحوالي .
جاء في الدرر المتلالئة ص126 :
قال سفر الحوالي في ( ظاهرة الإرجاء ص660 ) : " حيث جعل - أي الألباني - التارك الكلي مؤمناً من أهل الشفاعة , وركب رسالته كُلَّها على هذا ".اهـ
فقال الشيخ الألباني راداً وناقضاً : " ليس كذلك , فالرسالة قائمةٌ على تارك الصلاة كسلاً ".اهـ
وجاء في نفس الرسالة ص128-127 :
قال سفر الحوالي في ( الظاهرة 661 ) مقرراً : " فمن ترك الصلاة بالكلية , فهو من جنس هؤلاء الكفار , ومن تركها في أكثر أحيانه , فهو إليهم أقرب , وحاله بهم أشبه , ومن كان يصلي أحياناً ويدع أحياناً , فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان , والعبرة بالخاتمة , وترك المحافظة غير الترك الكلي , الذي هو الكفر ".اهـ
قال الشيخ الألباني مقراً وموافقاً على هذا التفصيل : " وهذا التفصيل نراه جيداً . اهـ المقصود
وقال الشيخ الألباني مبيناً تذبذب قول سفر بين التكفير بمطلق الترك و التكفير بالترك المطلق ومؤكداً في الوقت نفسه قوله رحمه الله , وأنه إنما يقول بعدم كفر صاحب مطلق الترك الذي يفعل ويترك لا صاحب الترك الكلي للصلاة .
فقال الألباني رحمه الله [ الدرر المتلالئة ص150 ] : " هذا مما لا شك فيه - أي وجوب اقتفاء أثر السلف في هذه المسألة - لكن قد أصابك – أي من التناقض يا سفر - نحو ما أصاب بعض من ذكرت - أي من المرجئة - وهو أنك تتأول مذهبهم - أي السلف - في تارك الصلاة إلى مذهبك الذي لم تُلخصه تلخيصاً يرفع الشك , فها أنت هنا وفيما سبق في غير موضع أيضاً تُفهم القراء أنك تعني التارك المصر الذي ...الخ , وليس مطلق التارك !
فإن كان هذا قصدك – أي التكفير بالإصرار - , فهلا بينته لقرَّائك , وحينئذٍ ستجد من سبقك إليه من المعاصرين , ومنهم كاتب هذه الأحرف - الشيخ الألباني يعني نفسه – وأنت على علم به , ومع ذلك فأنت تلحقه في هذه المسألة بالمرجئة !! " .اهـ المقصود
والشيخ الألباني رحمه الله يقرر أن بين الظاهر والباطن في الإيمان الصحيح تلازمًا تامًا غير منفك , فيقوى الظاهر بقوة الباطن , ويضعف بضعفه , ويُعدم بعدمه والعكس بالعكس .
ويبين ذلك منطوق الشيخ الألباني رحمه الله كما في شريط رقم 446 من سلسلة الهدى والنور عند الدقيقة 04:34 وما بعدها جاء فيه مناقشة للشيخ رحمه الله قال فيها :
" أنا لازال أقول : أن هناك ارتباط وثيق جداً بين قلب المؤمن وجسده , وأقول عادة كلمة ما اُلهمت أن أقولها وسا استدركها على نفسي , كما أن صلاح القلب من الناحية المادية له ارتباط بصلاح البدن , فإنني لا أستطيع ان أتصور رجلاً مريض القلب ويكون صحيح البدن !
لا أستطيع ان أتصور هذا .
كذلك الأمر تماما فيما يتعلق بالناحية الإيمانية , لا أستطيع أن أتصور مؤمناً وقد كان كافراً , ثم آمن بالله ورسوله حقاً , مستحيل أن أتصور أنه سيبقى كما كان .
وأظن أنك وافقت معي , لكن قلت مش ضروري – يقصد أن يكون التغير كلياً - كما اضفت على لساني سهواً منك ( كلياً ) أنا ما قلت ( كلياً ) والسبب أن الإيمان كما قلنا يزيد وينقص , ولا أستطيع أن أتصور إنساناً كامل الإيمان بعد المعصوم , ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم , لكنني أتصور ناس يتفاوتون في الإيمان , فكلما قوي إيمان أحدهم , كلما قويت الأثار الصالحة الظاهرة في بدنه , وكلما ضعف هذا الإيمان أو قلت قوته على الأقل كلما كان الظاهر في بدنه قليلاً أيضاً ....
ولن تجد وسيلة لتخرج من هذا المأزق إلا أن تقول برأي أهل السنة والجماعة : " الإيمان قول وعمل , يزيد وينقص " ، يصل لدرجة إذا نقص ذهب , وليس كل ناقص معناه ذهب " . اهـ
يقول ابن القيم رحمه الله في الفوائد(ص85-86) : [ الإيمان له ظاهر وباطن وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهراً مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الإيمان ونقصه دليل نقصه وقوته دليل قوته ] . انتهى
فالشيخ الألباني رحمه الله ظُلم في هذه المسألة من القريب ومن البعيد والله المستعان " .
للكاتب الاخ علي بن عمر النهدي.