يقول الله تعالى في كتابه الكريم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ) فهل نحن الآن خير أمة ؟ و هل حافظنا على وحدة أمتنا ؟
إن أي أمة تمر بشدائد و محن و لكنها تستفيد منها و تكون لها درسا قاسيا و دافعا قويا للمضي قدما و مواكبة التطور . و لكن الأمة الإسلامية لاهية غافلة و هذا ما جعلها متأخرة في شتى المجالات العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية مما أقعدها عن تبليغ رسالة ربها التي كلفت بها .
إن الناظر إلى واقع المسلمين اليوم يراهم يغطون في نوم عميق ، لاهية قلوبهم ، غافلين عما يحاك ضدهم من دسائس ، قد عميت قلوبهم عن الحق ، متقاتلين فيما بينهم لا يراعون في أخ إلا و لا ذمة ، قد أضحكوا عليهم الأمم و صاروا مضربا للمثل في التطاحن و التقاتل و التشرذم و التخلف ، يهدمون بيوتهم بأيديهم و أيدي أعدائهم .
و ما هذه الحالة التي يعاني منها المسلمون إلا بسبب الانشغال بتوافه الأمور ، و الانكباب في الشهوات ، و عدم التورع عن الوقوع في المحرمات ، و المجاهرة بالمعصيات ، و الاستخفاف بأوامر الله عز و جل و أوامر رسوله صلى الله عليه و سلم ، و كثرة الفواحش و المنكرات و الوقوع في كبائر الذنوب ، و التقليد الأعمى للكفار و اليهود و النصارى في الملبس و المظهر و التخنث و ما خفي أعظم .
و الله لا نجاة لهذه الأمة إلا بالرجوع إلى جادة الصواب و الاعتصام بكتاب الله عز و جل و سنة الرسول عليه الصلاة و السلام ، يقول الله تعالى ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ) و يقول أيضا ( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ، و قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : " إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي ، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه