(الرّد على أهل البدع من إماطة الأذى عن الطريق)
قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر - حفظه الله -
بعد كلامه عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأوضعها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان.)
[ ...... وكذلك الحال في إماطة الأذى عن الطريق ،
فإنَّ الناس مع هذه الشعبة على ثلاثة أقسام :
قسم يميط الأذى عن الطريق ، وقسم يدع الأذى في الطريق ، وقسم يضع الأذى في الطريق .
وكلُّهم من أهل الإيمان لكنهم لا يستوون .
وفي الحديث فائدة لطيفة ، وهي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عدَّ إماطة الأذى عن الطريق إيماناً ،
والمراد بالأذى : أي الحسي الذي يؤذي الناس ويعيقهم في سيرهم لتحصيل مصالحهم الدنيوية .
وعليه فإنَّه من باب أولى أن يكون إماطة الأذى المعنوي الذي يعيق الناس في طريقهم إلى طاعة ربهم إيماناً ،
ولهذا كان الرد على أهل البدع وتحذير الناس من باطلهم والرد على شبهاتهم من إماطة الأذى عن الطريق وهو من الإيمان.] اهـ
من " تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي "
(ج 1 / ص 307)