🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂
🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂
🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن هذا الأصل مرات،
فأجاب عنه كما أخرجا في الصحيحين
عن عمران بن حصين قال :
« قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا رسول الله !
أعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار ؟
قال : ( نعم ) .
قالوا : ففيم العمل ؟
قال : ( كُلٌ مُيسرٌ لما خُلِقَ له ) » .
وفي الصحيحين
عن على بن أبي طالب قال :
كنا في جنازة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ومعه مِخْصَرَةٌ فجعل يَنْكُت بالمخصرة في الأرض، ثم رفع رأسه
وقال : ( ما من نفس منفوسة إلا وقد كُتِبَ مَكانُها من النار أو الجنة،
إلا وقد كتبت شقية أو سعيدة .
قال : فقال رجل من القوم يا نبي الله !
أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟
فمن كان من أهل السعادة ليكونن إلى السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة ليكونن إلى الشقاوة
قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ،
أما أهل السعادة فيُيَسَرون للسعادة،
وأما أهل الشقاوة فييسرون للشقاوة،
ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم
{ فَأمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى **
سورة الليل 5 ـ 10 )
_ أخرجه الجماعة في الصحاح
والسنن والمسانيد .
ورَوى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل فقيل : يا رسول الله !
أرأيت أدوية نتداوى بها،
ورُقَى نَسْتَرْقى بها
وتُقَى نتقيها هل ترد من قدر الله شيئاً ؟
فقال : ( هي من قدر الله ) .
وقد جاء هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث .
فبين صلى الله عليه وسلم أن تَقدُمَ العلم والكتاب بالسعيد والشقي
لا ينافى أن تكون سعادة هذا بالأعمال الصالحة، وشقاوة هذا بالأعمال السيئة،
فإنه سبحانه يعلم الأمور على ما هي عليه، وكذلك يكتبها،
فهو يعلم أن السعيد يسعد بالأعمال الصالحة، والشقي يشقى بالأعمال السيئة،
فمن كان سعيداً يُيَسَر للأعمال الصالحة التي تقتضي السعادة،
ومن كان شقياً يُيَسَر للأعمال السيئة التي تقتضى الشقاوة،
وكلاهما مُيَسَرٌ لما خُلِقَ له،
وهو ما يصير إليه من مشيئة الله العامة الكونية التي ذكرها الله سبحانه في كتابه في قوله تعالى : سورة هود 118- 119
{ ولَا يَزالُونَ مُخْتَلِفينَ * إلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ
ولِذلِكَ خَلَقَهُم **
وأما ما خُلقوا له من محبة الله ورضاه
وهو إرادته الدينية التي أُمِروا بموجبها
فذلك مذكور في قوله :
{ وما خَلَقْتُ الجِنَّ والْإِنسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ **
سورة الذاريات 56
( يتبع ) ..................